سجّلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، العديد من الانتقادات للورقة المصرية، والملاحظات عليها، وهي الوثيقة المطروحة كأرضية للحوار الوطني الفلسطيني المقرّر انطلاق أعماله في القاهرة بعد أيام. وقال القيادي جميل مزهر، عضو اللجنة لمركزية للجبهة الشعبية، إنّ هناك بشأن الورقة المصرية محاور أساسية ومهمّة من الضرورة التوقف حولها وعدم الهبوط في سقفنا ، وفق تعبيره. وأوضح مزهر أنّ من بين تلك المحاور موضوع المقاومة. فنحن نؤكد أنّ المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني، لكنّ أشكال ممارستها ممكن أن نتوافق عليها، والورقة جاء فيها أنّ المقاومة تتم بالتوافق ، وهذا أمر غير منطقي وغير مقبول على الإطلاق ، كما قال. جاء ذلك في حوار نشرته وكالة قدس برس اليوم الجمعة، مع جميل مزهر، عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وبشأن ما تطرحه الورقة المصرية من تصوّر لتشكيل حكومة فلسطينية مقبلة ربطتها الورقة بألاّ تتسبب بفرض الحصار على الشعب الفلسطيني؛ أبدت الجبهة الشعبية انتقادها لذلك، وقال مزهر نحن نؤكد ضرورة تشكيل حكومة تعمل على رفع الحصار ولا تستجيب ولا ترضخ للاملاءات الإسرائيلية، ولا ترضخ لشروط الرباعية، ويمكن أن تضمّ كفاءات ومستقلين بالإضافة إلى فصائل فلسطينية ، كما قال القيادي بالجبهة. ومضى جميل مزهر إلى القول بخصوص موضوع الأجهزة الأمنية وضرورة إصلاحها وبنائها على أسس مهنية ووطنية بعيداً عن الحزبية والفئوية، وبعيداً عن كل من تلوّث بالفساد والتعدِّي على الحريات والتعدي على كرامات الناس؛ أيضاً تنصّ الورقة المصرية على أنّ الأجهزة الأمنية هي وحدها المخوّلة بالدفاع عن الوطن والمواطنين. ونحن نقول إنّ هذا الأمر يقطع الطريق أمام المقاومة الفلسطينية لتأخذ دورها، خاصة وأننا في مرحلة تحرّر وطني من المهم أن تأخذ المقاومة دورها في الدفاع عن الشعب وعن الوطن، وبالتالي نحن في هذه النقطة نؤكد أنّ الأجهزة من الضرورة أن لا تكون وحدها مخوّلة في هذا الأمر ، على حد تأكيده. وانتقد مزهر الورقة المصرية لجهة موقفها من مسار المفاوضات، فقال أيضاً من الملاحظات (على الورقة) نقول إنّ المفاوضات ضارّة وعبثية، وبالتالي من الضروري مراجعة هذا المسار العقيم وبناء استراتيجية جديدة تقوم على التمسّك بالثوابت الفلسطينية، وتقوم بنقل ملف القضية الفلسطينية إلى الأممالمتحدة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها القرار 194 الذي يضمن حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، حسب تصوّر جبهته. وتابع القيادي كذلك حول الانتخابات؛ نحن نؤكد أنّ الانتخابات من الضروري أن تجري على أساس التمثيل النسبي الكامل، حتى نمنع التفرد والهيمنة من أي طرف كان، ونوسع مساحة المشاركة لكل أطياف اللون السياسي الفلسطيني ، كما قال. ومضى جميل مزهر إلى القول أيضاً في موضوع منظمة التحرير؛ من الضروري إعادة بناء المنظمة على أسس وطنية وديمقراطية، بما يؤمِّن إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني على أساس التمثيل النسبي الكامل في الداخل وحيثما أمكن في الخارج . ورفض القيادي بالجبهة الشعبية تضمين إشارة في الورقة المصرية إلى اتفاق مكة المبرم في بدايات سنة 2007 بين حركتي فتح و حماس برعاية سعودية. وقال مزهر وارد في الورقة المصرية أنّ أحد مرجعيات الحوار اتفاق مكة . نحن نؤكد أنّ اتفاق مكة من الضروري أن لا يكون أحد المرجعيات، لأنه أسّس للاقتتال الداخلي الدامي وأوصلنا لحالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية، وأكد على المحاصصة والثنائية بين حركتي فتح و حماس .. ، حسب وصفه. وخلص مزهر إلى القول إنّ المخرج الوحيد هو الحوار الوطني الشامل، والاتفاق على كافة الموضوعات والعناوين للخروج من الأزمة الراهنة، بما في ذلك بحث التفاصيل لكافة الملفات المطروحة في الحوار ، على حد تقديره.