كيف جاء تكريمك الأخير بهولندا؟ جاء هذا التكريم بإيعاز من الفنان أنور الجندي بمناسبة الذكرى الفضية لمرور 52 سنة على تأسيس فرقته. وقد كان يطمح إلى تكريم عدة فنانين وفنانات، منهم الفنانة حبيبة المذكوري بمسرح محمد الخامس، وأحمد الناجي وأمينة رشيد بفاس، وعبد الكريم مطاع بالدارالبيضاء، أما أنا وحبيبة المذكوري ومحمد الجم؛ فقد كرمنا في هولندا لما قمنا بجولة بمسرحية للا بنتي. فتم التكريم عندما عدنا إلى المغرب بتعاون مع إدارة المسرح الوطني ووزارة الثقافة. والتكريم عموما يجعل الفنان يحس بالسمو والغبطة و السرور. ألا ترين أن جيلكم من الفنانين كان في تناغم مع قيم المجتمع بخلاف جيل اليوم الأكثر جرأة؟ بالفعل لاحظت ذلك، وقد تبين لي هذا من خلال عمل فني شاهدته مؤخرا. نحن عندما كنا نشتغل، كان الأساتذة الذين يكتبون لنا يتكلمون عن قيم أخلاقية، ولذلك لم يكن يمرر أي كلام نابي؛ سواء في الإذاعة أوالتلفزة أوالمسرح. واليوم والحمد لله موجود من يكتب بهذه الطريقة؛ مثل الفنان محمد الجم أوالفنان أنور الجندي وغيرهم. لكن مع الأسف، هناك متطفلون على الكتابة، ولذلك لا يمكن أن نلوم الممثل؛ بقدر ما نلوم من يكتب له. فمن العار أن نرى أبناءنا وبناتنا الذين يلجون ميدان المسرح يكتب لهم أناس دون المستوى، ويصادفون مخرجين أيضا دون المستوى. فيحز في نفسي أن أرى ممثلات شابات يتلفظن بكلام قبيح خلال بعض الأعمال المسرحية، وقد رأيت ذلك في إحدى المسرحيات؛ فناديت الممثلة عند نهاية العرض وناقشتها ونصحتها من خلال التجربة، فقالت لي: نحن مضطرون. مع ذلك أنا لست متفقة معها، أنا ضد فكرة أن يقول الممثل أوالممثلة أنا مضطر. لابد من البحث عن عمل جيد يعمل فيه، وغير الجيد يتركه جانبا. ماذا عن أعمالك المسرحية الجديدة، وهل سيكون لك حضور في السينما؟ العمل الجديد مع سيكون فرقة فنون؛ التي ستفتتح إن شاء الله موسمها الفني الجديد بمسرحية بنت الشعب التي نحن بصدد تهييئها. أما بخصوص السينما؛ فأنا لا أعرف ما بال السينمائيين معي، فخلال حياتي كلها لم يتم المناداة علي للعمل في شريط سينمائي. باستثناء مشاركة بسيطة جدا في إحدى أفلام حكيم نوري، وإلى غاية اليوم لا أفهم لماذا، مع العلم، وبدون افتخار، أن جمهوري عريض وواسع. وكأنه لا يوجد أي دور يناسب فاطمة بنمزيان. فاطمة بنمزيان هي والدة الفنان أنور الجندي