أكد الدكتور مولاي عمر بن حماد، أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الحسن الثاني بالمحمدية، أن المغاربة كانوا على مرّ العصور أهل القرآن وخاصته، معتبرا قرار إغلاق حوالي 60 دارا للقرآن الكريم غير مقبول، وأكد ابن حماد في ندوة بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، نظمتها منظمة التجديد الطلابي، بعنوان ليس بعد الإغلاق إلا الفتح، أن قرار وزارة الداخلية لا يحمل من ورائه إلا الإقصاء وإغلاق أبواب الحوار. وندد مولاي عمر بقرار الإغلاق، وقال إن الداخلية أغلقت دارا للقرآن كان يشرف عليها بالمحمدية، واضطر آنذاك إلى إخراج الطلبة في الساعة 12 عشرة ليلا، ليجدوا أنفسهم في الشارع، وقال إن هذا مستفز. وأكد ابن حماد أن أغلب دور القرآن المغلقة لا علاقة لها بالشيخ محمد المغراوي، بل إن أسماءها لا تشير بأي وجه من الأوجه إلى (التيار الوهابي)، بل إن بعضا منها صرّح أنه لا علاقة لجمعيته بالشيخ المغراوي أومذهبه، داعيا الدولة إلى مواجهة الفتاوى التي لا ترغب فيها بالحوار وليس بالإغلاق . من جهته، قال عبد المالك زعزاع، محامي بهيئة الدارالبيضاء، إن إغلاق دور القرآن يصادم ما نص عليه الدستور من أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي، ويناقض هدي رسول الله صلى الله وسلم الذي قال خيركم من تعلم القرآن وعلّمه، وأكد زعزاع أن القانون المغربي لا شيء فيه يمنع المواطنين من تأسيس جمعيات يحفظ فيها القرآن الكريم. أما أحمد العزيوي، باحث في أصول الفقه، فقد توقف في مداخلته عند المذهب المالكي المعتمد في المغرب، خصائصه وأسباب تفضيل المغاربة له عن غيره، وقال عزيوي إن فتوى الشيخ المغراوي كان الأجدر أن يرد عليها علماء مثل المغراوي، وبالحسنى. هذا، وتواصل منظمة التجديد الطلابي أياما ثقافية تحت شعار أيام النصرة، ركزت على مدارسة خلفيات قرار إغلاق دور القرآن الكريم، من لدن وزارة الداخلية، كما عرضت فيها لوحات حفظ القرآن الكريم، ومصاحف بمختلف الأشكال، ثم أشرطة للقرآن الكريم. وقد عبّر الطلاب في مداخلاتهم بالندوة على ضرورة تصحيح هذا الخطأ، ودعوا إلى ضرورة الابتعاد عن القرارات الانفعالية التي تعود بالمغرب إلى الوراء؛ على درب دولة الحق والقانون.