خرج مؤخرا لدور السينما فيلم جسم الأكاذيب Body of lies والذي شارك النجم الامريكي ليوناردو دي كابريو في فيلم جديد مقتبس عن رواية للكاتب الامريكي الشهير ديفيد إجناتيوس بعنوان ، وقام بإخراجه المخرج الامريكي الشهير رايدي سكوت.وسبق لذكرت صحيفة فاريتي الامريكية أن دي كابريو عمل في هذا الفيلم مجددا مع كاتب السيناريو ويليام موناهان الحائز على جائزة الاوسكار عن سيناريو فيلم The departed أو الراحلون والذي قام ببطولته دي كابريو وأخرجه مارتن سكورسيزي. صحفي سابق وعميل للمخابرات قام دي كابريو في الفيلم الجديد بدور صحفي سابق يتحول إلى عميل تابع لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي إيه) ويرسل إلى العاصمة الاردنية عمان للعمل مع قائد الاستخبارات الاردنية في ملاحقة قيادي في تنظيم القاعدة يشتبه بأنه يخطط لشن هجمات ضد الولاياتالمتحدة.وتم تصوير الفيلم في خريف سنة 2007 وخرج إلى السوق في خريف ,2008 وعرض مؤخرا في مهرجان أبوظبي بعد أن سبق أن رفضت الإمارات تصويره من قبل على أرضها من قبل أبوظبي ذاتها أولا ثم دبي بسبب حساسية موضوعه الذي يتطرق للقاعدة والإرهاب. وذهب مخرجه ريدلي سكوت لتصويره على أرض المغرب، وصورت مشاهد مثيرة منه في مدينة الرباط وتحديدا في شارع محمد الخامس. في هذا الفيلم الجديد للمخرج الامريكي المعروف ريدلي سكوت، يدخل المخرج منطقة جديدة، فبعد صلاح الدين ومملكة السماء وبلاكهوك عن تحطم الطائرة الامريكية في مقديشو، اثناء عملية اعادة الامل، وسحل 17 جنديا امريكيا في شوارعها يدخل سكوت مجال الجاسوسية والتعاون الامني الامريكي ـ الاردني. فيلم حفنة اكاذيب الذي افتتح عرضه الجمعة 10 أكتوبر الجاري يحكي قصة خيالية عن التعاون بين المخابرات الاردنية والاستخبارات المركزية الامريكية سي أي إيه. ويقوم الفيلم على قصة كتبها كاتب عمود واشنطن بوست ديفيد اغناطيوس اختراق، يلعب فيها الممثل الشهير ليورناردو دي كابريو دور عميل المخابرات الامريكية والذي يحاول اختراق شبكة للقاعدة بمساعدة هاني سلام، الشخصية الخيالية لرئيس دائرة الامن العام، أو كما تعرف في الأردن بالمخابرات. ويصف اغناطيوس سلام بانه العميل السري 007 العربي أي جيمس بوند العربي، فهو وسيم، هادئ أمام الصعاب ويتحرج عن استخدام الأساليب غير المجدية من التعذيب وغيره. تلعب دور البطولة الى جانب دي كابريو الفنانة الامريكية من أصل ايراني غولدفيش فرحاني التي زارت إيران بدون حجاب. وتلعب فرحاني دور امرأة مسلمة تقية تعمل كممرضة اسمها عائشة، فيما يلعب دور هاني سلام مارك سترونغ، ويلعب الممثل راسل كرو دور ايد هوفمان ، مسؤول دي كابرو روجر فيرز ومركزه مقر الاستخبارات الامريكية. سلام لا يظهر كثيرا في نص الفيلم لكن حضوره يظل طاغياً. ويقوم الفيلم على فكرة إرسال كرو عميله للاردن لكي يلاحق جهاديا كبيرا وفي أثناء إقامته هناك يقيم علاقة وتحالفا مع مدير مخابراتها سلام، وقد تم إنتاج الفيلم وتصويره بين واشنطن والمغرب وهو فيلم يحاول ان يضع ولاول مرة الجهاديين من ناشطي القاعدة في مواجهة السي اي ايه. ويتبع الفيلم تقاليد الاثارة البوليسية ويحمل بصمات سكوت المعروفة. الفيلم وتزوير الواقع ويقدم صورة مجيدة عن قدرة المخابرات الاردنية، مما أدى بالعديد من منظمات حقوق الانسان لانتقاد الفيلم، لأن الحقيقة كما يقولون هي أقسى مما تخيلها الفيلم. لكن عند العودة إلى ما سجل الأردن عند منظمات حقوق الانسان تقول أن المخابرات الاردنية ليست كما يقترح الفيلم، فقد نشرت منظمة مراقبة حقوق الانسان الأمريكية هيومان رايتس ووتش الامريكية تقريرا بداية هذا الشهر أشارت فيه لانتشار حالات التعذيب في غرف السجون الأردنية خاصة بين المعتقلين الإسلاميين المحتجزين بجرائم تتعلق بالأمن القومي، واعتمدت المنظمة على مقابلات مع 110 من المعتقلين في سبعة سجون أردنية تمت ما بين عام 2007 ـ 2008 تحدث فيها المعتقلون عن إساءة المعاملة والتعذيب، كما أكد مدير مركز حقوق الانسان الأردني الجديد عدنان بدران في مقال كتبه في صحيفة الغد الأردنية نتائج التحقيق الذي قدمته المنظمة إلاأنه أكد أنها ليست سياسة عامة بل تصرفات فردية، واعتبر باحث في منظمة العفو الدولية أن المخابرات هي من أهم أدوات التعذيب ولا يوجد أي شيء فيها في الفيلم الذي يحوله هو الآخر، أي الفيلم الى حفنة من الاكاذيب. ولكن رواية اغناطيوس ترد على هذه الشائعات ويؤكد أن سلام يرفض استخدام التعذيب لاستخراج المعلومات ويعتمد على الحيلة والخداع والحرب النفسية. ويبدو سلام أذكى من عملاء المخابرات الامريكية لأنه يكون قادرا على اختراق خلية للقاعدة في الوقت الذي فشلت فيه مخابرات أمريكا. ويرى كاتب الرواية أن المخابرات تتحرك في أرض تعرفها وتفهم طبيعتها وتضاريسها، ويعتقد أن المخابرات الاردنية الأصغر حجما من تلك الأمريكية في لانغلي بفيرجينيا كانت أقدر على فهم واختراق القاعدة وتطوير أساليب للتعامل معها، ومع أن اغناطيوس لم ير أبدا مركز المخابرات الاردنية إلا أنه يرغب بتقديم صورة معاصرة عن بلد يدار بشكل جيد وبجهاز أمن فاعل. لكن هل تستطيع الحبكة الفنية والمهارات السينمائية تزوير الواقع؟ الجواب قطعا لا فالواقع لا يرتفع.