اضطرت سعيدة وهبي، وهي تلميذة تدرس بالمستوى الثاني إعدادي (الثامنة أساسي)، إلى التوقف عن الدراسة منذ منتصف رمضان المنصرم؛ بسبب وضعية أسرتها التي لا تستطيع توفير مصاريف تنقلها نحو المدرسة التي تبعد عن منزلها بكيلومترين ونصف، تقول والدة سعيدة في تصريح لـالتجديد إنها اضطرت إلى توقيف ابنتها عن الدراسة؛ بالرغم من أنها تلميذة نجيبة بسبب المسافة غير الآمنة التي تفصل منزلهم عن مدرسة عبدالله كنون بتمارة، والتي كانت تضطرها إلى مرافقة ابنتها أربع مرات يوميا، وتضيف بأن محاولاتها تنقيل ابنتها نحو مدرسة قريبة لا تفصلها عن المنزل سوى أمتار معدودة باءت بالفشل.زيارة الأم لمدير مؤسسة ادريس بنزكري بتمارة من أجل نقل ابنتها إليها لم تجد نفعا بدعوى الاكتضاظ، مما جعلها تقصد نيابة وزارة التربية الوطنية بتمارة من أجل مساعدتها على نقل ابنتها إلى المدرسة القريبة، المسؤولون في النيابة طلبوا منها الانتظار إلى أن يجدوا حلا لمشكلتها، إلا أنه بعد أن طال الانتظار دون أن تلوح بوادر حل في الأفق اضطرت الأسرة إلى توقيف ابنتها عن الدراسة. تقول والدة سعيدة بأنها تفضل أن تتعلم ابنتها في مدرسة مكتظة على أن تتوقف عن الدراسة، لكنها توضح بأنها لم تجد بديلا عن اتخاذ هذا القرار. سعيدة وهبي من سكان المشروع السكني الاجتماعي النصر، المنجز من قبل ديار المنصور التابعة لصندوق الإيداع والتدبير والتنمية، والذي استفادت منه 3700 أسرة من قاطني أكبر وأقدم التجمعات السكنية الصفيحية المتمثلة في دوار سي لمين، ودوار صحراوة، ودوار الجديد 1 و,2 ودوار العسكر. المشروع يضم مدرسة واحدة هي مدرسة ادريس بنزكري التي يدرس بها جميع تلاميذ الحي؛ سواء أولئك الذين يدرسون بالمستوى الابتدائي أوالمستوى الإعدادي أيضا، وقد عملت نيابة وزارة التربية الوطنية من أجل استيعاب هذا العدد الهائل من التلاميذ على تقسيم الحصص الدراسية حسب المستويات، حيث يدرس تلاميذ المستوى الإعدادي حصصهم في الصباح، وقسم تلاميذ الابتدائي إلى فوجين في الحصة المسائية ابتداء من الثانية عشر والنصف ظهرا؛ بمعدل ثلاث ساعات لكل فوج. هذا، وتعرف المؤسسة نقصا حادا في الأساتذة، حيث إن تلاميذ بعض المستويات لم يبدأوا دراسة بعض المواد لحد الآن، مما حدا بمجموعة من التلاميذ وآبائهم إلى التوجه نحو عمالة الصخيرات تمارة منذ أسبوع؛ احتجاجا على غياب أساتذة بعض المواد.