كشف رئيس المجلس العلمي بمراكش لـ التجديد محمد عز الدين المعيار الإدريسي أن المجلس سيحاول الأخذ بفكرة إنشاء كراسي للإفتاء ببعض المساجد بتعاون مع الجهات المعنية، واصفاً إياها بـ الـجيدة، وبأن تتطلب الإعداد الجيد لها وتنزلها على أرض الواقع. وأضاف أن هناك في مقر المجلس العلمي مداومة للإفتاء حرص على تفعيلها، ويشرف عليها علماء يمكن للمواطنين التوجه إليهم من أجل مشورتهم في مسائلهم الدينية. ويلاحظ بمساجد مراكش خلال رمضان أن عددا من المصلين يغتنم فرص التقائهم بعدد من الأئمة للاستفسار على أحوال الصوم والصيام، وبعض الأمور الأخرى، ولا يتيح الازدحام لبعضهم الاستفادة من شروح الأئمة إلا في شروط ضيقة. وفي الوقت الذي يعقد بعض أئمة المساجد دروسا دينية بعد صلاة العصر يفقهون الناس في أمور دينهم بمناسبة حلول رمضان، يرى كثير من الناس أن وجود كراسي للإفتاء يشرف عليها علماء وشيوخ لهم وضعهم الاعتباري وباع في العلم والتعليم سيطمئن الناس بفتاواهم. ويأتي تصريح رئيس المجلس العلمي لمراكش أياما بعد إقدام نظيره في العاصمة العلمية فاس على إحداث كراسي للإفتاء بمناسبة شهر رمضان المبارك، وستستقبل هذه الكراسي أسئلة المواطنين واستفساراتهم في شؤون دينهم مباشرة بعد صلاة الجمعة بمساجد المدينة، إلى جانب كرسي للإفتاء اليومي بمقر المجلس العلمي المحلي. وسبق لمحمد التاويل عضو المجلس العلمي المحلي بفاس أن صرح للجريدة أن الحاجة ملحة إلى إحداث كراسي الإفتاء بعد أن تبرأت الوزارة من خدمة الخط الأخضر المجانية وحذفتها، وهي الخدمة التي كانت تمكن العلماء من التواصل المباشر مع المواطنين، إلا أنه بعد سنوات من إحداثها في إطار إعادة هيكلة الحقل الديني بالمغرب سنة 2005 لم تعرف التجربة النجاح المتوقع، إذ لم يقبل عليها الناس بكثافة، إلى درجة أن بعض المجالس لم تكن تسجل سوى مكالمة واحدة في اليوم، مما دفع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تؤدي تكاليف الخط الأخضر إلى حذفها قبل سنة. وبهذا الصدد أوردت نشرة منجزات وزارة الأوقاف لسنة 2006 أن عدد المجالس العلمية التي تتوفر على هذا الخط بلغ ثمانية، وعدد العلماء المشاركين ,708 وعدد ساعات العمل فيها ,5139 وقد كان العلماء يتولوا الإجابة عن تلك الأسئلة باللغات العربية والأمازيغية والحسانية كل يوم من الساعة السابعة إلى الثامنة مساءا عدا يومي السبت والأحد، وهي المدة التي وصفها عضو في المجلس العلمي المحلي لمدينة سلا، فضل عدم الكشف عنه، بـ القصيرة وغير الكافية، موضحاً أن المواطنين يفضلون التواصل المباشر مع العلماء، والاستفاضة في السؤال عن قضاياهم الدينية، مضيفاً أن تجربة الخط الأخضر افتقرت إلى التنظيم الجيد، بحيث لم يعهد بمتابعتها إلى لجنة علمية.