بدأت بوادر الخلاف الذي يتجدد كل سنة حول بداية شهر رمضان، تطفو إلى السطح مع اقتراب حلول هذا الشهر الكريم، ورغم الدعوات التي تتجدد أشكالها كل سنة من أجل توحيد الأهلة إلا أنها لا تثمر شيئا، المتتبعون يعتبرون أن هذا الأمر يحتاج إلى قرار سياسي أكثر مما يحتاج إلى رأي الفلكيين والفقهاء وحتى مواقف الشعوب. الدكتور ادريس خرشاف، أستاذ بكلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، استنكر إخضاع الجانب الديني للقرار السياسي خاصة في شهررمضان. ووصف الوضع الذي يعيشه المسلمون بالشاذ خاصة في ظل التكنولوجيا الحديثة وتطور وسائل الاتصالات. ورغم دعوة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو لتوحيد التقويم الهجري في البلدان الإسلامية إلا أن هذه الدعوة وغيرها لا تجد لها في الواقع أثرا ملموسا. وتجسدت أهم المواقف الشعبية خلال هذه السنة في حملة أمتنا واحدة هلالنا واحد وهي حملة نبتت جذورها في برنامج خواطر للإعلامي أحمد الشقيري على قناة الرسالة، معتمدة على إمكانات بسيطة جعلت من فضاء الانترنت ( غرف الدردشة والمنتديات الإلكترونية) مكانا للتواصل بين أعضائها في مختلف بلدان العالم الإسلامي. سعيد حمو عضو الحملة من كلميم يقول إن هدفهم ليس مستحيلا لكنه ممكن إذا كانت هناك إرادة سياسة، خاصة وأن الوعي المدني بضرورة إقرار هذا الأمر حاصل. وفي سياق متصل قالت هيئة المشروع الإسلامي لرصد الأهلة التي يوجد مقرها في الإمارات، في بيان أصدرته نهاية الأسبوع الماضي أنه بالنسبة للدول التي بدأت شعبان يوم السبت كالسعودية ومصر سيكون يوم السبت 2008/8/30 هو اليوم الـ 29 من شعبان، وفيه سيتم تحري هلال شهر رمضان. غير أنه في هذا اليوم تستحيل رؤية الهلال من جميع مناطق العالم الإسلامي لغروب القمر قبل غروب الشمس ولحدوث الاقتران (المحاق أو ما يسميه البعض تولد الهلال) بعد غروب الشمس، وعليه ينبغي أن تكمل هذه الدول شهر شعبان 30 يوما، وتبدأ شهر رمضان يوم الإثنين .2008/9/1 أما بالنسبة للدول التي بدأت شهر شعبان يوم الأحد كالمغرب والجزائر والأردن وماليزيا، فسيكون الأحد 2008/8/31 هو اليوم الـ 29 من شعبان فيها، وفي هذا اليوم ستكون رؤية الهلال ممكنة باستخدام المرقب فقط، وفي حالة نقاء الغلاف الجوي من بعض مناطق العالم الإسلامي، في حين لن ترى العديد من الدول الهلال يوم الأحد أيضا.