أعلن سعيد صيام وزير الداخلية الفلسطينية اليوم السبت، أنه تم ضبط مصانع للمتفجرات وأسلحة ثقيلة في مربع عائلة حلّس بينها مواد ومكونات شبيهة بالمواد المتفجرة المستخدمة في تفجيرات شاطئ بحر غزة . وقال صيام ـ في مؤتمر صحفي عقده مساء السبت 2 يوليوز 2008 في غزة ـ: إن عائلة حلس نقضت اتفاقًا سابقًا مع الحكومة بتسليم مطلوبين وخارجين عن القانون. وأكد صيام أن الحملة الأمنية التي أطلقتها في منطقة حي الشجاعية شرق غزة فجر اليوم، واستهدفت عناصر من عائلة حلس المقربة من حركة فتح ، قد انتهت وأنه تم تفكيك المربع الأمني في عائلة حلس، مشيراً إلى أنه تم اعتقال العشرات منهم وهروب العشرات وإصابة العشرات، مضيفاً أن الشرطة الفلسطينية تمكنت من العثور خلال الحملة الأمنية على عدة مصانع للمتفجرات وعدد من مخازن السلاح الثقيل والخفيف لدى العائلة المذكورة، مشدداً على أن الشرطة تمكنت من ضبط مكونات متفجرات شبيهة بتلك التي استخدمت في تفجيرات شاطئ غزة، والتي راح ضحيتها خمسة من كتائب القسام ومعهم طفلة فيما أصيب العشرات نتيجة هذه التفجيرات. وأكدت صيام أن الشرطة الفلسطينية نجحت في حملتها الأمنية، مثمناً الدور الكبير الذين قام به رجال الشرطة والأجهزة الأمنية في هذه الحملة، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال عدد من المجرمين والمشبوهين، مضيفاً أنهم اعترفوا بارتكابهم العديد من الجرائم وأنهم كانوا يحتمون بعائلة حلس وأن العائلة كانت توفر لهم الحماية. وأوضح أن الشرطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال أربعة مطلوبين مشبوهين ومتورطين في العديد من الجرائم والتفجيرات بينهم المدعو زكي السكني المتورط في تنفيذ عدة تفجيرات منها التفجير الأخير الذي نتجت عنه مجزرة شاطئ غزة. وبين وزير الداخلية أن أسباب الحملة الأمنية التي قامت بها الشرطة الفلسطينية هي كثيرة، وذكر منها أن هؤلاء المنفلتون تمكنوا في أكثر من مرة بارتكاب عمليات قتل واعتداء على العديد من المواطنين على مدار سنوات طويلة، بالإضافة إلى طعن المجاهدين في الظهر أثناء الاجتياحات، حيث كانوا يقومون بسرقة العبوات الناسفة وتقطيع أسلاك العبوات لإبطال مفعولها وبالتالي عدم تفجيرها في الآليات الصهيونية، وكذلك الاعتداء على رجال الشرطة الفلسطينية وكذلك على رجال الأجهزة الأمنية، وقال إن من بين الأسباب أيضاً هو إيواء هذه العائلة لعدد كبير من الهاربين والفارين من العدالة والقانون، وإقامة مركز تدريب للعائلة بهدف افتعال المشاكل الداخلية وابتزاز المواطنين وليس من أجل مواجهة الاحتلال الصهيوني، وكذلك إقامة حواجز لتفتيش المواطنين والسطو عليهم وسرقة ممتلكاتهم. وقال وزير الداخلية صيام إن الوزارة لن تسمح لأي عائلة بأن تتجاوز القانون وأن تعربد على العائلات الأخرى بقوة السلاح، مؤكداً أن القانون سيطبق على الجميع وأنه لا أحد فوق القانون . وشدد الوزير على أن هناك فريق من عائلة حلس - وليس كلها - يشكل غطاء وحماية للمجرمين ومأوى للهاربين من العدالة، قائلاً إن هناك عدد من أبناء هذه العائلة متورطين بأعمال مخلة بالأمن والقانون ولا بد من اعتقالهم والتحقيق معهم ولن يفلتوا من قبضة العدالة، داعياً في الوقت ذاته الجميع إلى عدم الالتفات إلى ما يروّجه تلفزيون فلسطين من أكاذيب لا علاقة لها بحقيقة ما يجري في الشجاعية مما يسهم في التحريض وترويج الفتنة وهذا ما دأب عليه هذا التلفزيون على مدار الأعوام الماضية . وكشف صيام النقاب عن أن عدداً من وجهاء عائلة حلس اعترفوا أنه يحمون عدداً من المطلوبين، وأنهم مخطئون ومعترفون بالخطأ، وأنهم وعدوا بأن يقوموا بتسليم المطلبين للعدالة، مستطرداً القول إن هؤلاء المنفلتون لم يسلموا أنفسهم بل هاجموا الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية. وكان سعيد صيام قد أكد على أن وزارة الداخلية قد استنفذت كل السبل والطرق السلمية عن طريق الوساطات والوجهاء والأعيان والتنظيمات لتسليم هؤلاء المشتبه بهم ورفع الغطاء العائلي عنهم على مدار أيام متلاحقة إلا أن هؤلاء المنفلتين حظوا بغطاء عائلي وبحماية إحدى العائلات في أطار تبادل مصالح بينهم على مدار سنوات طويلة من الزمن وعلى مدار الحكومات السابقة، وبعد انتهاء المدة الزمنية الممنوحة لكل الوساطات كي يسلموا أنفسهم لمتابعة مجريات التحقيق إلا أنهم ردوا على هذه الوساطات بنصب العبوات ووضع الحواجز الترابية وتحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية مما استدعى قوات الأمن التدخل لإنهاء هذه الحالة التي تشكّل مسًّا بالأمن الداخلي. وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة مساء اليوم السبت، عن انتهاء الحملة، فيما أصيب أحمد حلس القيادي البارز في فتح وقتل عدد من مرافقيه برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي لدى محاولتهم التوجه لمعبر ناحل عوز . وقالت مصادر أمنية: إنه تجري الآن عمليات تمشيط وجمع السلاح غير الشرعي الذي بحوذة المنفلتين في المنطقة، مشيرة إلى أنه تم إعلان المنطقة منطقة أمنية مغلقة لمدة ثلاثة أيام. وقال ضابط في قوات الشرطة: إنها ألقت القبض على مئات المسلحين من بينهم عشرة تعتقد أنهم كانوا وراء التفجير الذي وقع مؤخرًا على شاطئ غزة وأسفر عن مقتل خمسة من عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس. وقال إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية: إن عناصر الشرطة الفلسطينية نجحت في فرض سيطرتها على كافة المواقع، وتعمل على إنهاء مهمة جمع السلاح غير الشرعي . وشدد الغصين على مضي الداخلية والأجهزة الأمنية التابعة لها في خطواتها من أجل فرض القانون والنظام العام في قطاع غزة والتصدي لأي محاولات لإثارة الفوضى والفلتان الأمني مهما كانت الجهة التي تقف خلفها. وكانت مصادر طبية قد أشارت إلى أن ثلاثة من رجال الشرطة قتلوا كما قتل أحد أفراد عائلة حلس، فيما أصيب عشرات آخرون خلال اشتباكات اليوم . وقال إسلام شهوان، المتحدث باسم الشرطة: إن ضابطًا قتل نتيجة انفجار عبوة ناسفة بينما قتل الضابطان الآخران بقذيفة صاروخية خلال الاشتباكات. من جانبها قالت مصادر أمنية لموقع المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حماس : إن الحملة انتهت بالفعل بالسيطرة الكاملة على المنطقة باعتقال عدد كبير من المطلوبين والخارجين عن القانون، فيهم أشخاص متورطون في أعمال قتل، فيما سجل هرب مجموعة عبر السياج الأمني إلى داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948 حيث كانت تنتظرهم قوات الاحتلال وقامت بنقلهم لجهة غير معلومة. وفي السياق ذاته، أكدت مصادر فلسطينية أنّ قوات الاحتلال أطلقت النار صوب مجموعة ثانية من عائلة حلس حاولت الفرار صوب معبر ناحل عوز الإسرائيلي، إلى الشرق من مدينة غزة، بعد سيطرة الشرطة على المنطقة. وأكدت وكالة سما الإخبارية، نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أنّ القيادي في فتح أحمد حلس أصيب بجراح متوسطة، فيما قتل أربعة من أفراد العائلة بنيران جيش الاحتلال، وأصيب عشرة آخرون بجراح بين خطيرة ومتوسطة. وقالت الإذاعة العبرية أنه تم نقل حلّس إلى مستشفى سوركا الصهيوني بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال لدى اقترابه من معبر ناحل عوز الصهيوني شرق غزة، خلال محاولته الهرب من غزة برفقة العشرات من مرافقيه والخارجين عن القانون.