تعاني سبعة وعشرون أسرة بحي بئر مقراع (طنجة البالية) بمقاطعة الشرف مغوغة بطنجة؛ من الحرمان من الماء الشروب منذ سنين عديدة، ورغم قرار الجهات المسؤولة بمد هذا الحي بالماء قبل حوالي سنتين، فإن سبعة وعشرين بيتا تم استثناؤها، وحرم أهلها من هذه المادة الحيوية التي انتظروها أزيد من خمسة وعشرين عاما، وذلك بدعوى أن مشروع الربط القار بين المغرب وأوروبا يمر بالأرض التي بنيت عليها منازلهم . ومنذ سنتين وسكان هذه المنازل السبعة والعشرين يطرقون الأبواب، بدء برئيس المقاطعة، مرورا بعمدة المدينة، ووصولا إلى السيد والي ولاية طنجة، لكن أحدا لم يستجب لطلبهم . ومما عمق شعورهم بالتهميش والحرمان هو التناقض الحاصل بين أقوال المسؤولين من جهة، وما يجري على أرض الواقع من جهة ثانية. ففي بداية الأمر تم تحديد البيوت المحرومة من الربط بشبكة الماء الشروب؛ انطلاقا من الزنقة رقم 5 نحو أسفل الحي، ومادام هذا الجزء مهددا بالهدم حسب تصريحات المسؤولين، فقد تم استثناء أزقته من إعادة الهيكلة الجارية بالحي، حيث تم مد قنوات الوادي الحار، وترصيف الأزقة بالخرسانة والشباك الحديدي. إلا أن سكان هذه المنازل المحرومة من الماء فوجئوا خلال الأيام الأخيرة بإلحاق أزقتهم بعملية الترصيف دون مد لقنوات الوادي الحار، مما جعلهم يتساءلون كيف يعلن المسؤولون أن منازلهم ستهدم، وفي نفس الوقت يرصفون الأزقة التي يبلغ طولها أزيد من 250 مترا، وعرضها ما بين مترين إلى ثلاثة أمتار، بالخرسانة والحديد، مع استحضار تكلفة مثل هذه العملية. هذا إضافة إلى تزويد بيتين من بين المنازل المذكورة بالماء خلال الأسبوعين الماضيين، كنتيجة لتدخل زوجة العمدة حسب تصريحات هؤلاء السكان. من جهة ثانية، اتصل رئيس مقاطعة الشرف مغوغة أخيرا ببعض السكان المعنيين بشكل انفرادي، وعرض عليهم تصريحا على الراغبين في الماء أن يوقعوه، وينص التصريح على شهادة الموقع بأن ربط بيته بالماء الشروب ليس تسوية للوضعية الحالية، مما أثار شكوكهم وتخوفاتهم، خصوصا وأن هذا التصريح يتضمن تعابير غامضة، إذ كيف يطلب منهم الاعتراف بواقع يجهلونه، خصوصا وأنهم لم يتوصلوا لحد الساعة بأية وثيقة رسمية تحدد وضعية منازلهم ومستقبل أملاكهم؟