قال الدكتور محمد بولوز إن الإسلام في أيامنا هذه أحوج ما يكون إلى من يحسن عرضه على الناس ، والدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ، وخصوصا في صفوف الشباب من الذكور والإناث وجوهر ذلك الاعتدال في الخطاب والحرص على كسب العقول والقلوب ، مضيفا ، في الملتقى الربيعي الرابع للدعوة إلى الله الذي نظمته حركة التوحيد والإصلاح السبت والأحد الماضيين، أن الأساليب في الدعوة وردت في القرآن و استخدمها الأنبياء و الدعاة المصلحون من بعدهم، و منها: - أسلوب الشرح و التفصيل للدعوة التي هي من أصول الدين. - أسلوب المقارنة بين دعوة الحق و الدعوات الأخرى كأهل الكتاب. - أسلوب الرد على الشبهات و المفتريات. - أسلوب التعهد و التربية و الإعداد، أسلوب التصنيف و التوظيف، أسلوب الترغيب و التبشير، أسلوب الترهيب و التهديد. ونبه بولوز إلى أن الداعية الحصيف عليه أن يختار الأسلوب المناسب للموقف الذي هو فيه، و للناس الذين يدعوهم، و للبيئة التي يعمل فيها بما يناسبها. و من محددات الخطاب الدعوي، يقول بولوز، استحضار خصوصيات البيئة المغربية من تاريخ وعادات ومؤسسات. و مراعاة المرحلة العمرية للشباب وما فيها من فرص كالحيوية والحماس وقابلية للتجديد، وأيضا ما هنالك من تهديدات كسرعة الانبهار والانسياق والاغترار أحيانا بالمظاهر والأشكال دون النفاذ إلى حقيقة الأشياء. ثم لابد من الوعي بمشكلات الشباب لمن أراد النجاح في مخاطبته، استحضار التحديات العامة والتي تهم الشباب بشكل خاص، كالميوعة، وتفاهة الاهتمامات، والتطرف، والتشيع والتنصير والشذوذ العقائدي والسلوكي والعنصرية والعرقية والبطالة والأمية وتأخر سن الزواج وإيثار الدنيا على الآخرة والجهل بالدين والتبعية والخرافة... وحصر الأستاذ امحمد طلابي، عضو المكتب التنفيذي للحركة، المناوئين في ثلاثة أصناف هم الغزاة والغلاة والطغاة فيما سطر، في مداخلته حول القيم والشباب عند المناوئين، برنامج الصحوة اتجاه الشباب في نقض عدد من الأساطير أولها أسطورة الصدفة في الخلق وثانيها أسطورة القنبلة الديمغرافية وثالثها أسطورة قيم الغرب الكونية ورابعها أسطورة الخط الأوروبي أو الغربي للتنمية، وخامسها أسطورة الحرية الشهوانية وساسدها أسطورة العلمانية في البيئة الإسلامية. من جهته أكد مصطفى الخلفي، باحث، من خلال معطيات إحصائية حول الشباب، أن المغرب يمر بمرحلة انتقال ديمغرافي للسكان تتراجع فيه نسبة الشباب وتتقلص نسبة الفئات ما دون 15 سنة مما يحمل معه انعكاسات على الهرم السكاني الذي يتجه نحو الفئات العمرية ما فوق 15 سنة. وخلص الخلفي بعد استعراض معطيات عن التعليم والبطالة والمخدرات وغيرها،، إلى أن ستة تحديات كبرى تنتصب أمام الشباب وهي التي أفرزت على ضوء دراسة مركز الأبحاث والدراسات الديمغرافية حول الشباب المغربي الموقف، السلوكات، الحاجات لسنة 2004 وهي تحدي التشغيل وتحدي التعليم وتحدي الفقر وتحديات صحية من جراء انتشار المخدرات والأمراض المتنقلة جنسيا وتحدي القدرة على الزواج وبناء أسرة. ودعا المشاركون في الملتقى إلى تفعيل مشروع حفظ القرآن الكريم بالوسائل الإلكترونية واعتماد مدونة جامعة لمدوني الحركة. وصرح عبد الكريم القاسمي المشرف على ورشة دعوة الشباب والوسائط التكنولوجية الحديثة بالملتقى لـ التجديد أن تجربة الحفظ عبر غرف الدردشة أتت أكلها مع فئة من الشباب تحت إشراف متخصص. وخلصت الورشة المذكورة إلى أهمية استثمار المواقع والرسائل الإلكترونية وغيرها من الوسائط الحديثة في الدعوة إلى الله مع تحري معرفة المصادر الأصلية لمضمون المواد الدعوية والتبين من الأخبار، وكذا تمكن مستعملي الدعوة الإلكترونية من العلوم الشرعية، كما أوصى مشاركو الورشة بتكوين الدعاة في مجال الإعلاميات حتى يتمكنوا من توسيع نشر موادهم الدعوية عبر الوسائط الإلكترونية المتسمة بسرعة الانتشار ويسر الاستعمال. وتناولت ورشة الشباب والدعوة مواصفات الخطاب الدعوي الشبابي التي تستجيب لمتطلباتهم، خلصت الى أن وأول هذه الصفات تحلي الداعية بالعلم والحيوية والنشاط والاستيعاب لواقع الشباب، وثانيها تتعلق بالخطاب الدعوي الذي يجب أن يكون منسجما مع ما يفهمه الشباب ويهمهم. ودعت الورشة الثالثة إلى إشراك الشباب في دعوة أقرانهم، فيما قدمت الورشة الرابعة بعض النماذج الدعوية الناجحة في صفوف الشباب سواء في المؤسسات التعليمية أو عبر عمل الجمعيات. ويذكر أن الملتقى الربيعي الرابع للدعوة إلى الله في دورته الأولى كان تحت شعار الأية الكريمة: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين، وفي دورته الثانية تحت شعار: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وخصصت الدورة الثالثة لموضوع تعظيم حرمات الله.