استاء الحاضرون لاشغال ندوة كانت مقررة يوم الأحد 26 ماي 2008 بالرباط حول وضعية الطفل المغربي بين السياسات العمومية وتحديات الواقع لغياب جل الوزارات المدعوة لتقديم خلاصات عملها في مجال الطفولة بمناسبة اليوم الوطني للطفل الذي يوافق 25 ماي من كل سنة. وقررت جمعية المواهب للتربية الاجتماعية المنظمة للندوة تأجيلها إلى الأسبوع المقبل، حسب ما صرح به لـ التجديد محمد النحيلي عضو المكتب التنفيذي للجمعية المكلف بالعلاقات الوطنية والدولية والشراكات، مسجلا تملص المسؤولين من مسؤوليتهم تجاه الطفولة المغربية، هذه الأخيرة التي تعيش تضررا من السياسات العمومية المتخذة تجاهها، ليؤكد أن وضع الطفولة لا ينفك عن التدهور من خلال تدني مجموعة من مؤشرات التنمية. ويرى النحيلي أن الاهتمام بالطفولة في البرامج الحكومية والهيئات المنتخبة بالمجالس المحلية يلقى تهميشا مقابل كثير من الوعود والبرامج التي لا يتم تفعيلها، وأعطى مثالا بخطة العمل الوطنية للطفولة التي قررت للفترة من 2006 إلى ,2015 والتي مرت حوالي ثلاث سنوات من هذه الفترة دون تفعيل مضامينها. كما لاحظ النحيلي ضعفا في إشراك جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالطفولة. واعتبر المتحدث نفسه غياب أصحاب القرار عن الندوة المذكورة غير مبرر، وتملصا من تقديم خلاصات حول عمل هذه الوزارات تجاه الطفل للجمعيات المهتمة، خصوصا وأن تأكيد الحضور كان عبر الهاتف، ويتعلق الأمر بكل من وزارة الصحة ووزارة الشبيبة والرياضة ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن والمرصد الوطني لحقوق الطفل، ولم تستجب غير وزارة التشغيل والتكوين المهني. وأكد النحيلي في الوقت ذاته أن مشاكل الطفولة تستدعي الالتفاف حولها للحد من الظواهر السلبية من خلال التربية المتوازنة بمشاركة مؤسسات التنشئة الاجتماعية من أسرة ومؤسسات تعليمية وغيرها، إضافة إلى رصد ميزانيات مهمة وتحديد برامج هادفة، كما ينبغي فضح السياسات الشكلية التي تعمل على تلميع أشخاص عبر الشعارات البراقة إذ العمل ينبغي أن يكون ملموسا على أرض الواقع وليس بإعطاء وعود براقة في اجتماعات والتخلي عنها بعد ذلك.