اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس يوم الاحد قبل أن يقوم بجولة يزور خلالها موسكو وواشطن. ولم تظهر أي علامة تذكر على تحقيق تقدم في مفاوضات التسوية التي بدأها الطرفان برعاية الرئيس الامريكي جورج بوش الذي سيجتمع مع عباس في البيت الابيض يوم 42 ابريل قبل زيارته لاسرائيل في بداية مايو والذي يريد فرض تسوية ترضي اسرائيل وتوقف المقاومة وتضمن تصفية حركة حماس وكل القوى الفلسطينية التي ترفض الحلول الاستسلامية التي تفرط في حقوق الشعب الفلسطينية الثابتة. وذكر مسؤولون ان الاجتماع وهو الثاني بين أولمرت وعباس في اقل من اسبوع رتب له على عجل لاجراء مناقشات قبل ان يبدأ عباس جولته. وقال صائب عريقات مساعد الرئيس الفلسطيني للصحفيين بعد ذلك ان الطرفين راجعا حالة المفاوضات. وحث عباس اولمرت ايضا على التعاون مع الجهود المصرية لتعزيز هدنة هشة في قطاع غزة بين القوات الاسرائيلية ونشطاء حركة المقاومة الاسلامية حماس. ورفض مساعدون لاولمرت التعليق رسميا. واكتفى مسؤول اسرائيلي كبير بالقول ان المحادثات كانت جادة. وقال مسؤول اسرائيلي ان اولمرت اراد زيادة مستوى التعاون والتنسيق قبل زيارة عباس لواشنطن. وقال مساعد رفيع لعباس انه يعتقد ان اولمرت كان يريد العمل على تحسين الاجواء المحيطة بالمفاوضات بعد اجتماع غير ايجابي الاسبوع الماضي. وفي الضفة الغربية تعرض محافظ نابلس وهو مساعد قريب من عباس لهجوم من قبل مسلحين، ولم يصب جمال المحيسن ولكن سيارته احرقت. وما زال سكان قطاع غزة البالغ عددهم 5,1 مليون نسمة يعانون من نقص الوقود والغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة. وأكدت حماس ان اسرائيل تسبب ازمة وقود في القطاع، وقال موزعو الوقود الفلسطينيون انهم مضربون احتجاجا على القيود الاسرائيلية المفروضة على استيراد الوقود ونفوا أي دور لحماس. من جانبه شدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل على أن هناك فيتو أمريكياً وإسرائيلياً يحول دون رفع الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، ويضع عقبات أمام المصالحة الفلسطينية الداخلية وفتح المعابر لأنه جزء من أدوات الحصار، معتبرا ان سبب معاناة شعبنا هو الحصار الإسرائيلي والأمريكي والعدوان والاحتلال، ثم العجز الدولي، فالصمت العربي، مؤكداً أنه لا عذر للعرب بهذا الصمت المريب. وقال مشعل، في مقابلة مطولة مع قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس في غزة، لا بد أن يقتنع الجميع أننا لم ندخر جهداً لكسر الحصار، فهناك فيتو أمريكي إسرائيلي، وهناك عجز عربي وإسلامي رسمي، وهناك ضعف دولي، ولذلك فإن الانفجار قادم إذا استمر الحصار. ودعا الشعوب العربية والإسلامية والمنظمات العربية والدولية للتحرك من أجل إنقاذ مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون في القطاع، مشددا على أن شعبنا الفلسطيني لا يصبر على الظلم، ومن حقه في هذه اللحظة أن يتحرك نحو الانفجار، ولكن بالطريقة التي توحد المعركة ضد العدو الصهيوني، والتي تشعر الأمة بأن عليها مسؤولية أمام الله ونحن هنا لا نقصد أن نسيء إلى مصر أو إلى أي بلد عربي، فمعركتنا الوحيدة هي مع العدو الصهيوني الذي يحاصرنا. وأكد أن هناك جهوداً كبيرة تبذلها الحكومة الفلسطينية وكذلك المكتب السياسي لحماس مع كافة الأطراف بغية كسر الحصار، مشيراً إلى وجود الكثير من الجهات التي تقدم الدعم المادي والمعنوي للقطاع المحاصر رغم الحصار والعراقيل والفيتو الامريكي. وانتقد مشعل عدم تطبيق القرارات العربية التي اتخذت لرفع الحصار عن قطاع غزة، وقال: سقوط أكثر من 031 شهيدا، هم ضحايا الحصار من المرضى، لم يصنعوا قراراً عربيا لرفع الحصار، فالقرارات العربية غير مسموح بتطبيقها، فهناك رقابة أمريكية صهيونية وهناك إخافة للأمة. وأكد أن التواصل مع القيادة المصرية لم يتوقف، مقرا في الوقت ذاته بوجود بعض الخلافات لكنها ليست مبررا لوقف الاتصالات والحوار. وقال: هناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر، ونحن سنفوت عليهم الفرصة..دائما نحن على تواصل مع مصر..نختلف معهم ولكننا لم نقطع العلاقة وهم لم يقطعوها وهذا واجبنا وواجبهم.