تحتضن مدينة وجدة بداية الأسبوع المقبل، مؤتمرا دوليا حول اللغة العربية والتنمية البشرية: الواقع والرهانات، ينظمه مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، بتعاون مع المجلس العلمي المحلي، ورئاسة جامعة محمد الأول بوجدة، بمشاركة أكثر من 60 باحثا من 20 دولة عربية وإسلامية. وقال مدير المؤتمر الدكتور رشيد بلحبيب، أستاذ الأدب العربي بجامعة محمد الأول بوجدة، إن المؤتمر سيعالج قضية من أهم القضايا المطروحة في العالم العربي والإسلامي، هي اللغة العربية وموقعها في المجال التدوالي العربي والإسلامي. وأكد بلحبيب في تصريح لـالتجديد أن ثمة أوراش مهمة منتشرة في المغرب، لكنها أوراش، يقول المتحدث، بدون لغة، وهو ما يسعى المؤتمر إلى تدارسه وبلورة مقاربة لتجاوزه، حتى يكون لهذه الأوراش لغة هي اللغة العربية باعتبارها لغة رسمية. وأضاف بلحبيب أن الباحثين والمفكرين الذين سيحضرون للمؤتمر سينكبون على تدارس إمكان دخول العربية في مجال التنمية البشرية، على اعتبار أن هذا المجال ظل حكرا على المقاربة المادية، ويتم تغييب الإنسان فيه كإنسان ذي روح وهوية وثقافة. واعتبر المتحدث أن المؤتمر يهدف إلى لفت الانتباه إلى أن اللغة العربية لغة حيّة، تتطلب من صنّاع القرار والقائمين على السياسات اللغوية إيلاءها الاهتمام المطلوب، وتوجيه الجهود لتطويرها والنهوض بها. ويتدارس المؤتمر أربعة محاور كبرى، أولها يتعلق بالتنمية البشرية والبحث العلمي، من المنتظر أن يركز على واقع البحث العلمي في البلدان العربية وآفاقه، وقراءات في التقارير الدولية للتنمية البشرية، واللغة العربية والثورة المعرفية، وموقع اللغة العربية من التعليم العالي، وديداكتيك اللغة العربية. أما المحور الثاني فيركز على السياسات اللغوية في العالم العربي والإسلامي، سيقارب من خلاله موقع مجامع اللغة العربية ودورها في التنمية، وواقع الترجمة وآفاقها، وكذا واقع الدراسات المصطلحية. كما يتدارس المؤتمر في محور آخر المقاربات الحاسوبية للغة العربية، يبحث من خلاله دور المؤسسات البحثية في هندسة اللغات الطبيعية ومنها اللغة العربية، وكذا صناعة التعليم الإلكتروني، وصناعة البرامج التعليمية. إسماعيل حمودي