تحنف الشارع الرئيسي للعاصمة الرباط والشوارع المجاورة لمبنى البرلمان، إلى مسرح لعمليات الكر والفر بين المعطلين حاملي الشهادات وقوات الأمن على شاكلة لعبة القط والفأر في الأفلام الكرتونية المشهورة ( Tom & Jerry)، لكن في حالتنا الواقعية هذه يسقط الضحايا بالفعل وحقيقة، ولا يعودون إلى الحلبة من المستعجلات إلا وهم معطوبين، وأصبحت هذه الشوارع وساحة البرلمان محظورة على أهل المدينة وزوارها، وكل مار بها إلا ويكون معرضا لمكروه قد يكون بعصا قوات التدخل السريع أو سقوطا على الرصيف حين يجرفه تيار جموع المعطلين والمواطنين الهاربين في كل اتجاه. يراهن البعض في الحكومة على المعالجة الأمنية لإنهاك المعطلين، لكنهم ربما لا يدركون أن رهانهم قد يأتي بعكس ما يرغبون، خصوصا وأن أعداد المعطلين في تزايد وهم مصرون على المضي في خيار أثبتت الدولة نفسها أنه الطريق للحصول على الوظيفة. وقد يظهر ما لم يكن في الحسبان إذا ما تحرك تجار المنطقة وأصحاب المقاهي المصالح الاقتصادية للاحتجاج على الأضرار التي يتكبدونها جراء هذه المعارك التي لا تنتهي.