في حديثه مع قناة الجزيرة، ظهر يوم السبت 1 مارس 2008 ، طالب المفكر عزمي بشارة بإعلان حكومة وحدة وطنية فلسطينية ردا على مجازر الاحتلال في قطاع غزة، كما طالب بإعادة الشتات الفلسطيني ليأخذ دوره في معركة الشعب الفلسطيني، والتأكيد على أن الحرب على المقاومة والمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة هي حرب على كافة أبناء الشعب الفلسطيني، والذي هو جزء لا يتجزأ منه. ولفت بشارة إلى أن ما حصل في العام الأخير هو عملية قتل شخصية للقوى السياسية في قطاع غزة، تحت غطاء من الصمت والتواطؤ العربي، والآن تشن الحرب على قطاع غزة، في ظل قرار إسرائيلي بمواصلة القصف الجوي. أما مسألة الاجتياح فلم تعد قضية مبدئية لأن الحرب قد شنت، والاجتياح هو خطوة تتخذ بناء على فحص فاعلية الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن، خاصة وأنه لم يعد هناك معارضة إسرائيلية للقيام بمثل هذه الخطوة. وتوقف بشارة عند ما يسمى بـ الاجتياح مشيرا إلى أن ما يرتكب الآن من إرهاب وجرائم حرب ضد المدنيين، وحصار وتجويع، هو أسوأ من الاجتياح، لافتا إلى أن عملية الاجتياح نفسها هي ذات صلة بخسائر إسرائيلية محتملة. وفي هذا السياق استغرب أن يكون هناك محللون عرب يجلسون في مناطق مختلفة من العالم العربي يحللون هل سيكون هناك اجتياح أم لا؟ .. ثمن الاجتياح أغلى على إسرائيل وثمن الحرب الحالية أغلى على الفلسطينيين. ولدى سؤاله عن تعقيبه على ما نسب إلى حركة حماس بشأن طلبها من العالم العربي عدم المشاركة في العدوان على قطاع غزة من خلال الصمت، قال المفكر العربي عزمي بشارة إن الصمت في هذه الحالة هو مديح. حيث أنه في بعض الحالات كان هناك من يقول إن حماس جلبت القاعدة إلى قطاع غزة، وهناك من يقول إن الحصار سببه الصواريخ، مع الإشارة إلى أن الصواريخ هي رد على عمليات الاغتيال، علاوة على أن حماس كانت قد التزمت بعدم إطلاق الصورايخ لفترة طويلة، وهناك من يقول إن الشعب الفلسطيني ملام، .. كل ذلك يجعل من هذه العملية مبررة.. الصمت أفضل من هذا الكلام . وتعقيبا على ما أوردته الجزيرة بشأن أن هناك مسؤولون فلسطينيون يقولون ماذا بوسعنا أن نفعل؟ ، رد بشارة أن بوسعهم الإعلان الآن أن القوى المقاومة في قطاع غزة هي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وأن الحرب عليهم هي حرب على كافة أبناء الشعب الفلسطيني. كما أنه يجب الإعلان عن حكومة وحدة وطنية فلسطينية، علاوة على إعادة بناء منظمة التحرير وإدخال الشتات الفلسطيني ليأخذ دوره في المعركة. كما لفت إلى أنه لا يمكن إدانة واستنكار جرائم الاحتلال في غزة، وفي الوقت نفسه مواصلة التنسيق مع الإسرائيليين، مشيرا إلى أنه يفترض أن يدعي المعتدل العربي أو يشتكي أنه لم يعد يحتمل استمرار استخدامه كغطاء للجرائم الإسرائيلية، لتشعر أمريكا وأوروبا بذلك على الأقل بأنها قد بدأت تفقد الشركاء العرب. وحول كون العالم العربي لم يقل شيئا ردا على محرقة فلنائي ، قال بشارة إن الحديث عن المحرقة يجب تركه للأوروبيين، وأنه ليس لدينا أي مصلحة في تبرئة أوروبا من المحرقة، وأن الرسوم الكاركاتورية المسيئة للرسول الكريم تثبت أن أوروبا لم تتخل عن نهجها العنصري. وأن الكارثة التي تنزلها إسرائيل والصهيونية بالشعب الفلسطيني هي القضية حاليا، وأوروبا متواطئة، لم تكن بريئة في الماضي وليست بريئة الآن، وأن النقاش عربيا ليس على تعابير تعريفاتها بل على جواز التحالف مع أميركا وإسرائيل في محور واحد لحسم الخلافات العربية.