دعا رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية إلى الوقف الفوري وغير المشروط للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وإنهاء الحصار وفتح كافة المعابر ..قبل مناقشة الملفات الأخرى والدخول في حوار على أرضية وطنية يحقق المصالحة بين الفلسطينيين. واعتبر هنية في كلمة متلفزة مساء الأربعاء العدوان الذي تشنه إسرائيل على غزة حرب إبادة شاملة تستهدف الشعب الفلسطيني، لكنه أكد في الوقت نفسه أن "مشهد الانتصار تغلب على مشهد الدمار" في هذه الحرب وأن عاقبة الصبر هي التمكين. وربط هنية في خطابه بين بدء العدوان وذكرى الهجرة النبوية والدروس المستفادة منها موجها حديثه إلى الفلسطينيين في غزة وكل مكان قائلا إنهم سيفوزون حتما وإن النصر قريب وأقرب مما يظن الناس. طبيعة المعركة وقال هنية "إن تناقضنا هو مع الاحتلال الإسرائيلي، وليس لنا معركة مع أحد من أبناء شعبنا، أو مع أحد من الدول العربية ولا نقبل بأن تحيد بوصلة المعركة عن الاحتلال وحده، ولا يكمن أن ننشغل بمعارك جانبية". وفي إشارة ضمنية إلى مصر قال "إننا قد نعتب أو نتألم من شدة الألم، وعتابنا على ذوي القربى يكون على قدر الأمل فيهم". كما شدد هنية على الوحدة السياسية والجغرافية والإدارية للأرض الفلسطينية، وقال "لسنا دعاة انفصال أو قسمة، كما أن فتح معبر رفح لا يعني أننا نريد فصل الشعب الفلسطيني في غزة". وذكر أن غزة هي عنوان المعركة وأن جوهر القضية هو الاحتلال والقدس و11 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال وعودة اللاجئين. وحول الدعوة إلى الحوار والمصالحة الوطنية، قال هنية إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سبق أن طالبت قبل العدوان بالحوار من دون قيد أو شرط، مؤكدا أن هذا الأمر أصبح الآن أكثر إلحاحا. وذكر هنية عدة أمور اعتبرها مقتضيات أساسية للحوار في مقدمتها إطلاق سراح 400 معتقل سياسي في سجون الضفة الغربية، وطالب بإطلاقهم إكراما لشهداء غزة في العدوان الحالي الذين يبلغون العدد نفسه. كما أعرب عن أمله في الكف عن الهمز واللمز الإعلامي بشأن ارتباطات حماس بمواقف إقليمية، وطالب بالتوقف عن التصريحات والمواقف التي لا تخدم إلا الاحتلال، على حد وصفه. ونفى هنية بشدة وجود 20 معتقلا من حركة فتح لدى الحكومة المقالة قتلوا في العدوان على غزة، وقال إنهم لا علاقة لهم بأي بعد سياسي وإنهم معتقلون لأسباب أخرى لا علاقة لها بالبعد السياسي، وإنهم أحياء ويوجدون في مكان آمن. وأشاد هنية في كلمته بالتضامن العربي والإسلامي والدولي الشعبي مع غزة في محنتها، مطالبا بالمزيد من الدعم.