كشفت مصادر فلسطينية النقاب أنّ مسؤولاً بارزاً من حركة فتح مقرباً من رئيس السلطة محمود عباس، كان قد ثبت تورّطه في محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية؛ قام مؤخراً بتهديد قناة الجزيرة عبر مراسلها في الضفة الغربية، لمنع بث مؤتمر صحفي وبرنامج خاص عن الاعترافات الخطيرة لناشطين من فتح بشأن مخطط الاغتيال الدموي. وأكدت المصادر المطلعة، الجمعة (22/2)، لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام ، أنّ الطيب عبد الرحيم، مستشار رئيس السلطة وأحد قادة ما يُعرف بالتيار الانقلابي داخل حركة فتح، والذي ثبت تورّطه في محاولة اغتيال رئيس الوزراء إسماعيل هنية عبر تفجير انتحاري مؤخراً؛ اتصل بالإعلامي وليد العمري، مدير مكتب قناة الجزيرة الفضائية في فلسطين، وطالبه بعدم بثّ المؤتمر الصحفي لوزير الداخلية الفلسطيني السابق سعيد صيام، الذي عُقد قبل عدّة أيام. وأكدت المصادر أنّ العمري أجرى اتصالات مع إدارة القناة في الدوحة، ولكنها لم تستجب لطلبه في المرة الأولى، وقامت ببثّ الخبر، الأمر الذي دقع عبد الرحيم وتوفيق أبو خوصة، الذي كشف تقرير أعدته حركة فتح أنه كان الواجهة التي يدير من خلالها محمد دحلان محاولة الانقلاب و العمليات القذرة ضد حركة حماس ، وهي العمليات والخطط التي أحبطتها حركة حماس بحسمها العسكري؛ إلى الاتصال مجدّداً بالعمري. وفي الاتصال تم تهديد العمري بإغلاق المكتب وحرمانه من الامتيازات التي يحظى بها، مع وعود بالمزيد من الامتيازات حال نجح في وقف بثّ المؤتمر وإقناع القناة بعدم إجراء تقارير أو برامج خاصة لمناقشة هذا المخطط، كما جرت العادة. وقالت المصادر إنّ العمري عاود الاتصال بإدارة القناة، ونقل لهم تهديدات فريق المقاطعة في رام الله، محذِّراً من انعكاسات ذلك على مستقبل عمل القناة في الضفة الغربية، الأمر الذي دفع إدارة القناة إلى قطع بثّ المؤتمر وإلغاء فكرة إجراء برامج خاصة لمناقشة ما ورد في المخطط، والتي كانت تتضمّن تخصيص برنامج ما وراء الخبر لمناقشة القضية، وكذلك برنامج منبر الجزيرة ، إضافة لإلغاء فكرة عرض فيلم وثائقي عن مراحل التخطيط للجريمة ووصية الانتحاري التي سجّلها قبل ذلك، تماشياً مع الأهمية الإخبارية الكبيرة لكشف المخطط المثير. يُذكر أنّ وليد العمري يواجه انتقادات تقليدية بتبنيه لمواقف حركة فتح وتجاهل أخبار حركة حماس ، وسط أنباء تنقل عنه أنه يُطالب طاقم الجزيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة بتجاهل ما تواجهه الحركة من إجراءات قمعية على أيدي السلطة التي يقودها محمود عباس، الأمر الذي كان يدفع القناة في الكثير من المرات إلى الاعتماد على أخبار الوكالات الدولية. وأشارت المصادر إلى حالة الناشط من حماس ، مؤيد بني عودة، الذي لفقت له أجهزة عباس الأمنية اتهامات كاذبة وأجبرته على الإدلاء باعترافات تحت وطأة التهديد بالقتل، حيث عمل حينها العمري على بثها عدة مرات، وإقحامها بصورة مبالغ فيها في تعقيباته المتكرِّرة في تلك الفترة.