لقي الرئيس الاميركي جورج بوش حفاوة رسمية بالغة، يوم الأحد 17 فبراير 2008، في تنزانيا، المحطة الثانية من جولته الثانية إلى أفريقيا، حيث وقع مع نظيره التنزاني ورئيس الاتحاد الافريقي جاكايا كيكويتي، عقد هبة للتنمية قارب 700 مليون دولار، بعدما كان ناقش في بنين الازمة الكينية، مشيراً إلى أن وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس ستصل إلى نيروبي، اليوم، للمساعدة في حلّ الازمة. وتنزانيا هي المحطة الثانية في جولة بوش الأفريقية، بعد بنين يوم السبت 16 فبراير 2008، والتي ستشمل أيضاً رواندا وغانا وليبيريا، تحت عنوان يتمحور حول محاربة الفقر والأوبئة المميتة كالأيدز والملاريا، ويعتقد أنه محاولة لإبراز نجاحات عهده في القارة السوداء، عشية انتهاء ولايته، ولتأكيد الاهتمام الاميركي بمواردها الاقتصادية ومكامن «المخاطر الامنية» المحتملة. وتتزامن الزيارة مع اتهام منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان، إدارة بوش، بأنها أهدرت العديد من الفرص في مكافحة الايدز، بنهج قام أساساً على الدعوة إلى الإقلال في ممارسة الجنس بدلاً من توزيع الواقي الذكري. واصطف آلاف الناس للترحيب ببوش في شوارع دار السلام، التي امتلأت بلافتات كبرى عليها صورة بوش على خلفية جبل كيليمنجارو: «نعتز بالديموقراطية. كاريبو (أهلاً وسهلاً) أيها الرئيس والسيدة بوش»، و«شكراً لمساعدتكم على محاربة الملاريا والايدز»، فيما أكد كيكويتي لبوش أنه «يفخر» بمناداته «صديقاً»، وأن الاجيال المقبلة ستتذكره «مهما اختلفت وجهات النظر» حول إدارته، في إشارة إلى انخفاض شعبيته في الولاياتالمتحدة. وكان بوش دعا أمس الاول، من بنين، إلى ضرورة إنهاء النزاع الاثني ـ السياسي في كينيا، مضيفاً أن رايس ستصل إلى نيروبي، اليوم، لتساهم في وساطة الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي أنان، لحلّ الازمة المضطرمة في البلاد منذ الانتخابات العامة المتنازع على نتائجها في 27 كانون الاول الماضي، والتوصل إلى «اتفاق بشأن اقتسام السلطة». وأكد بوش لاحقاً، في مؤتمر صحافي مشترك مع كيكويتي في «البيت الابيض» التنزاني، أنه لا يرغب بمبادرته هذه «إملاء» تحركات أنان في التعامل مع الازمة الكينية، بل «مساعدته» فقط. ورد وزير الخارجية الكينية موزيس ويتانغولا ضمناً على مبادرة بوش محذراً من ارتكاب «أي غلطة» بمحاولة فرض حلّ إلزامي. وقال بوش، قبل توجهه من بنين إلى تنزانيا «إنني أقف هنا كصديق (لأفريقيا) وشريك مستعد لمكافحة المرض والفقر». أضاف «إن قلبي يعتصر ألماً عندما أعرف أن أطفالاً صغاراً يلقون حتفهم من دون داعٍ بسبب لدغة بعوضة». والتقى بوش، في دار السلام، بأسر ضحايا الهجوم الذي نفذه تنظيم «القاعدة» على السفارة الاميركية في العام ,1998 وزار نصباً تذكارياً شيدّ لتخليد الضحايا. وقد فاز كيكويتي من «صديقه» بوش بهبة تنموية كبيرة، في إطار مشروع «تحدي الالفية»، الذي يقدم التمويل للدول النامية التي تلحق بركاب الديموقراطية وتتبع سياسات اقتصادية معينة. وستساعد الهبة، التي تبلغ قيمتها 698 مليون دولار، في تحسين البنى التحتية في تنزانيا، وتأمين المرافق العامة من طرقات وكهرباء ومياه. إلى ذلك، دعا بوش إلى «اتخاذ إجراء عاجل» لإنهاء أزمة دارفور غربي السودان، وإلى انتخابات «حرة ونزيهة» في زيمبابوي، حيث يسعى الرئيس روبرت موغابي إلى إعادة انتخابه في آذار المقبل. (أ ب، رويترز، أ ف ب، د ب أ)