فجأة أصيب زوج المرأة بمرض استحال معه العلاج، وأصبحت حالته ميؤوس منها، إلى أن وافته المنية بعدما أنفق كل ممتلكاته في العلاج، ولم يترك لأبنائه سوى بيت إيجار، استعصى على الزوجة التي كانت ربة بيت أن توفر تكاليف الأجرة الشهرية له. وفي أحد الأيام، أخرجها صاحب المنزل بعدما لم تعد الأجرة الشهرية تصله في موعدها كالمعتاد، وكانت المشكلة أنها لم تجد بعد ذلك إلى أين تذهب، لأن منزل والديها لا يمكنه أن يسع أفرادا آخرين كما أن والدها لا يستطيع أن يتكفل بهم لشدة ضعف حالته الاجتماعية، وأخيرا رقت لها سيدة من معارفها، بعدما اطلعت جيدا على حالتها، فمنحتها منزلا كان في ملكها الخاص، لكنها لم تكن تستغله نظرا لتوفرها على منزل آخر تعيش فيه. وكرم المرأة لم يكن ينتهي عند حد الإيواء فقط، بل إنها بحثت للمرأة عن مورد مالي في إحدى الشركات، التي عملت بها في مجال النظافة، وكان الغرض الأساسي من ذلك هو أن تستقل المرأة بنفسها ماديا، وتغني نفسها وأطفالها عن الحاجة والسؤال. أكثر من ذلك فقد ألحقتها بإحدى الجمعيات من أجل تعلم الحرفة بغرض تطوير مداخيلها. لقد كانت تلك السيدة يدا بيضاء أنقذت الأم وأبناءها الأربعة من التشرد، ومنذ ذلك الحين توطدت العلاقة بينهما، وأخذت السيدة المحسنة على عاتقها أن تتكفل بتكاليف الدخول المدرسي للأطفال، كي تساعدهم على التأسيس لمستقبلهم. وكانت هذه السيدة المحسنة إحدى النساء اللواتي ينشطن في عمل الخير وتدخل الفرحة على أزيد من 20 طفلا يتيما آخرا في الأعياد وذلك من خلال سؤالها الدائم عن الجمعيات التي تتكفل بالأيتام، وهدفها الرئيسي من كل ذلك هو إدخال الفرحة عليهم، ومد يدها للعون ابتغاء مرضات الله، لدرجة أن هناك أناسا تصلهم مساعداتها دون أن يعرفوا من الذي قدمها لهم، وأشد ما يسعدها هو أن ترى اليتامى الذين حرموا من أغلى ما في هذه الحياة، سعداء بهدايا العيد.