قتل سبعة أشخاص وأصيب 19 آخرون في مصادمات عنيفة وقعت مساء يوم الأحد 27 يناير 2008 في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت بين قوات الجيش ومواطنين يحتجون على انقطاع التيار الكهربائي عن مناطقهم منذ عدة أيام ، وهو ما ينذر بانزلاق البلاد لفوضى شاملة في ضوء فشل الفرقاء السياسيين في الاتفاق على انتخاب رئيس توافقي. وذكرت مصادر أمنية أن الجنود اضطروا إلى إطلاق طلقات تحذيرية لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بإشعال إطارات وقطعوا الطريق الرئيسي احتجاجاً على قطع الكهرباء . وشملت التظاهرات أحياء في جنوب شرق بيروت امتدت لاحقا إلى طريق المطار المجاورة للضاحية الجنوبية . وأفاد شهود العيان أن المتظاهرين كانوا يحملون العصي والقوائم الحديدية ، وأطلق بعض المسلحين منهم النار على قوات الأمن التي ردت بالمثل. وأضافت المصادر أن الجيش رد على مصدر يطلق النار فقتل مسئولا محليا في حركة أمل المعارضة التي يترأسها نبيه بري (رئيس مجلس النواب). لكن حركة أمل نفت أي علاقة لها بالاحتجاجات ودعت أنصارها للانسحاب من الشارع . وقال النائب علي حسن خليل، أحد مسئولي الحركة ليس لدينا علاقة بهذا التحرك وندعو الناس إلى عدم القيام بردات فعل على استشهاد علي حسن حمزة وندعوهم إلى الانسحاب من الشوارع. وانتشرت الاحتجاجات بعد مقتل حمزة وهو من نشطاء أمل رميا بالرصاص عندما أطلق الجيش النار لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على انقطاع التيار الكهربي. وتثير التحركات المطلبية المناهضة للحكومة التي تشهدها شوارع بيروت منذ فترة مخاوف من تطورها إلى حوادث أمنية أكثر خطورة في ظل الأزمة السياسية الحادة القائمة في لبنان. وتكررت عمليات النزول إلى الشارع ومحاولات قطع طرق خلال الأسبوعين الماضيين، وكان آخرها مساء الاثنين الماضي، وقد تحولت إلى أعمال شغب. وتسجل هذه التحركات في مناطق نفوذ حزب الله وحركة أمل الشيعيين المعارضين، ولو أن الفريقين ينفيان أي علاقة لهما بها ويدرجانها في خانة التحركات المطلبية. من جانبها تتهم الأكثرية المعارضة بالوقوف وراء هذه التحركات بغية إثارة التوتر، وتتخوف من استخدام هذه التحركات كوسيلة ابتزاز سياسي في ظل شلل المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية. وترى الأكثرية أن التحركات المطلبية تمهيد لتحركات مقبلة أكثر اتساعا موجهة ضد الحكومة.