ظهرت أعراض حمى وصعوبات تنفسية لدى بعض سكان جماعة أركانة التابعة لإقليمتارودانت، بداية الشهر الجاري جراء اجتياح موجة من البرد القارس لقبائل الأطلس المتوسط، وقد تدخلت فرقة الطب الوقائي لتقديم العلاجات الضرورية لفائدة 165 شخصا، وقامت بإجراء فحوصات طبية وتوزيع الأدوية الضرورية. كما تدخلت فرقة طبية منقولة جوا يوم خامس يناير الجاري من عمالة إقليم أزيلال نحو تجودين تالمست بالجماعة القروية لزاوية أحنصال، على إثر تسجيل حالات حمى جماعية لدى بعض التلاميذ، وصلت إلى 125 تلميذ وتزويدهم بالعلاجات اللازمة. وفي هذا الصدد، أوضح شكيب بنموسى وزير الداخلية الأربعاء 24 يناير 2008 بمجلس النواب أنه تم تفعيل مخطط الإغاثة الاستعجالية الذي وضعته الوزارة لمواجهة الأخطار الناجمة عن موجة البرد القارس التي تعرفها بعض المناطق، وذلك فور توصل المصالح المعنية بإشعارين من إقليميتارودانت وأزيلال، مشددا على أن حالة التأهب واليقظة ما زالت مستمرة للتدخل بالسرعة المطلوبة كلما تم الإشعار بأية حالة في مجموع التراب الوطني. وأبرز بنموسى أن وزارته عملت، في إطار هذا المخطط الاستعجالي، على وضع منظومة للتدخل الجوي بواسطة المروحيات لنقل الفرق الطبية والأدوية الضرورية، وتعبئة فرق طبية متخصصة على المستوى الوطني، و6 فرق أخرى على الصعيد الجهوي مجهزة بالأدوات والمستلزمات الضرورية للتدخل الفوري وتقديم الإسعافات الأولية، واتخاذ التدابير اللازمة من أجل ضمان تزويد المناطق المعنية بالمواد الغذائية والتدفئة من غاز وحطب. وكشف وزير الداخلية عن إنجاز بحث لتحديد الدواوير المهددة، والتي قد تصبح المسالك الطرقية إليها مقطوعة لمدة طويلة في حالة سقوط الثلج، وكذا تلك تتوفر على مسالك وعرة، وهكذا تم تحديد 935 دوارا ب19 إقليما يضم ما يناهز 376 ألف نسمة يعانون من درجات متفاوتة من البرد والعزلة، وأوضح بنموسى أن الصنف الأول يهم 400 من الدواوير تعتبر الأكثر تضررا، أما الصنف الثاني فيضم 307 من الدواوير تعاني من وعورة مسالكها، ويمكن إعادة فتحها في وقت متحكم فيه، وأخيرا الدواوير التي تتواجد بمقربة من الطرق الوطنية أو الجهوية أو الإقليمية، وبالتالي يمكن فك عزلتها في فترة لا تتجاوز 48 ساعة. عزيز العطاتري