فاز السناتور الاسود الشاب باراك اوباما (46 عاما) في المجالس الناخبة للحزب الديموقراطي التي عقدت الخميس 3 يناير 2008 في ولاية ايوا وتعرضت خلالها هيلاري كلينتون لهزيمة قاسية، بينما فاز حاكم اركنسو السابق مايك هاكابي في مجالس الجمهوريين. وفاز اوباما وهو سناتور منذ العام 2005 فقط على مرشحين يعتبران من الاكثر خبرة في المعسكر الديموقراطي. فقد حل في المرتبة الاولى حاصدا 37.6% من الاصوات وتقدم على جون ادواردز (29.75%) وهيلاري كلينتون (29.47%) التي حلت في المرتبة الثالثة على ما اظهرت النتائج الرسمية. وبعد فوزه اشاد البرلماني الشاب بخيار "الوحدة بدلا من الفرقة وتوجيه رسالة قوية من اجل التغيير". وفاز اوباما الذي قد يصبح اول اسود يدخل البيت الابيض في ولاية يشكل البيض 95% من سكانها. ولفترة طويلة كانت هيلاري كلينتون التي لا تزال المرشحة الديموقراطية المفضلة على المستوى الوطني، تتصدر السباق في ايوا قبل ان يلحق بها خصومها. وتعهدت سناتورة نيويورك بمواصلة جهودها واعربت عن "تفاؤلها" و"ثقتها" قبل الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشر (شمال شرق) الثلاثاء المقبل. من جهة أخرى حقق مايك هاكابي حاكم اركنسو السابق والقس السابق الذي كان شبه مجهول قبل اسابيع فوزا كبيرا في المجالس الجمهورية. ونظم ما مجموعه 1781 مجلسا ناخبا لكل من الحزبين في مقاه وكنائس ومكتبات مع مشاركة قياسية. ولاقناع المترددين كانت بعض الفرق مستعدة لبذل اي جهد ممكن. وقال تيري ماكاليف المسؤول عن فريق هيلاري كلينتون "يمكننا ان نرعى اولادكم ان ننقلكم الى مراكز الاقتراع وان نزيل الثلوج التي تسد مواقف سياراتكم". وتقدم مايك هاكابي الذي ركز حملته حول القيم التقليدية لليمين المسيحي (الدفاع عن قيم العائلة ومعارضة الاجهاض) على حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني وهو رجل اعمال ثري جدا من طائفة المورمون انفق ملايين الدولارات في ايوا حيث كان لفترة طويلة المرشح الاوفر حظا. وفي انتقاد لخصمه المهزوم اكد هاكابي في تصريح لمحطة "ام اس ان بي سي" ان هذا الفوز يظهر ان "الناس اهم بكثير من المحفظة". واقر رومني فورا بهزيمته. وقال لمحطة "فوكس نيوز" التلفيزونية "هنيئا لمايك وسنواصل معركتنا الان في نيو هامبشر". واضاف انه راض وصوله الى المرتبة الثانية في ايوا. ورغم فوزهما في ايوا، لا شيء يبدو محسوما بالنسبة لاوباما وهاكابي. فقد كشفت استطلاعات للرأي نشرت نتائجها الخميس ان الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري جون ماكين سيفوزان في نيوهامبشر. والمراحل المهمة المقبلة لاختيار المرشحين هي الانتخابات التمهيدية الثلاثاء في نيوهامبشر وانتخابات في الخامس من شباط/فبراير في حوالي عشرين ولاية من بينها خصوصا كاليفورنيا ونيويورك. واختار رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني المرشح الجمهوري، عدم التوجه الى ايوا المعروفة ببردها القارس، ليزور فلوريدا. وقال لشبكة "ام اس ان بي سي"، "هناك 29 انتخابات تمهيدية ومجالس انتخابية واي شخص يمكن ان يتحدى اي شخص آخر" فيها. واعلن عضوا مجلس الشيوخ الديموقراطيان جو بايدن وكريس دود انسحابهما من السباق بعدما حصلا على نتائج متدنية بلغت حوالي 1% لبايدن ولم يحصل دود على أصوات. وبعد اختيار المرشحين الجمهوري والديموقراطي والمصادقة عليهما في المؤتمرين الحزبيين في الصيف، ستجرى الانتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر. وسيتولى الرئيس الجديد مهامه في 20 كانون الثاني/يناير 2009 خلفا للرئيس جورج بوش