قال وزير العدل التركي، "بكير بوزداغ"، إن الدول الأوروبية تريد نظامًا قادرًا على احتواء تركيا، ورؤساء حكومات ووزراء (أتراك) يهرعون إليها كلما احتاجوا إليها. جاء ذلك تعليقا على عرقلة بعض الدول الأوروبية، وبينها ألمانيا وهولندا، اجتماعات لوزراء أتراك مع مواطنيهم في تلك البلدان، في تصريحات أدلى بها خلال مشاركته باجتماع محرري "الأناضول" الصباحي في المقر الرئيسي للوكالة بأنقرة يوم الثلاثاء 21 مارس 2017. وأوضح بوزداغ، وفق "وكالة الأناضول"، أن الدول الأوروبية لا ترغب في قيام تركيا مستقرة سياسيًا وذات اقتصاد قوي بقيادة حكومات قوية، وأكد أن الموقف الأوروبي تجاه الوزراء الأتراك بعيد كل البعد عن اللباقة السياسية. وتطرق بوزداغ إلى المظاهرة التي نظمها أنصار منظمة "بي كا كا" الإرهابية في ألمانيا، متسائلًا "كيف سمحت الحكومة الألمانية بإقامة فعالية إرهابية كتلك من قبل أنصار المنظمة المصنفة على قوائم الإرهاب في الاتحاد الأوروبي؟" وأكد أن على المؤسسات والمسؤولين في ألمانيا تطبيق القوانين ضد الإرهابيين والفعاليات المساندة لهم، مستدركًا بالقول "إلا أننا لم نرَ ذلك، وهذا يعد دليلا يوضح أن الدول الغربية حاليًا تحمي من يقفون ضد تركيا". والسبت الماضي، سمحت شرطة مدينة فرانكفورت لأنصار "بي كا كا" الإرهابية بتنظيم تجمعين في منطقتين مختلفتين من المدينة، وقالت الشرطة إنهما مخصصان للاحتفال ب"عيد النوروز". ورفع المشاركون في التجمعين صورا ل"عبدالله أوجلان" زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية، ورددوا هتافات ضد تركيا، رغم حظر ألمانيا لأنشطة "بي كا كا" منذ العام 1993. وعلى صعيد ذي صلة، أشار بوزداغ أن تركيا لم تتخلَ عن عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي رغم المواقف المتناقضة والمعايير المزدوجة بحقها، وبيّن أن تركيا تتخذ خطوات من شأنها أن تعزز معايير دولة القانون بشكل أكبر. وتطرق الوزير التركي إلى طلبات تركيا من الدول الأوروبية تسليمها إرهابيين، وقال في هذا الصدد "منذ 2007 وحتى 2017 طلبنا من ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي تسليمنا 443 شخصًا لانتسابهم لمنظمات إرهابية لكنهم سلمونا 12 فقط". وفيما يتعلق بإعادة فتح الله غولن، زعيم منظمة "غولن" إلى تركيا، أكد بوزداغ أنه سيبحث مع نظيره الأمريكي (جيف سيشنز) في اتصال هاتفي يوم الثلاثاء، مسألة تسليم "غولن"، ولفت أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو سيجري اليوم محادثات في واشنطن بهذا الصدد. وأضاف بوزداغ، واضح للغاية أن الإرهابي فتح الله غولن، هو من نفذ محاولة الانقلاب (منتصف يوليوز 2016)، كما أن الوثائق التي أرسلناها (للأمريكيين) تؤكد ذلك بشكل جلي، وطلبنا إحالتها إلى السلطات القضائية هناك إلا أنه حتى الأن لم يتم ذلك". وأشار الوزير التركي أنهم يتوقعون من الإدارة الأمريكيةالجديدة نهجًا جديدًا ومختلفًا، معربًا عن أمله في الخروج بنتائج تلبي تطلعات تركيا، فيما يتعلق بتسليم غولن. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليوز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" تغلغلوا منذ أعوام طويلة داخل أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولاياتالمتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.