قال الحسين أعبوشي أستاذ العلوم السياسية إن تعيين العثماني رئيسا للحكومة خلفا لابن كيران جاء أجرأة سريعة لبلاغ الديوان الملكي الذي أكد أنه سيتم تعيين شخصية سياسية أخرى من حزب العدالة والتنمية الذي تصدر الانتخابات. وأضاف أعبوشي في تصريح لجديد برس أن العثماني تصدر خيارات مجموعة من المواطنين من خلال استطلاعات رأي قامت بها بعض المواقع الإلكترونية، كما أنه هو معروف بهدوئه وإنصاته، واعتباره رجل التوافقات من خلال مواقفه السياسية، وهنا يمكن أن نتذكر موقفه من انتخابات 2007 لما كان أمينا عاما للحزب. ولاحظ الباحث والمحلل السياسي أن تكليفه لتشكيل الحكومة سيطرح عددا من التساؤلات، منها هل سيبدأ المفاوضات من نقطة موقف الأمانة العامة بخصوص مشاركة بعض الأحزاب السياسية، أم أنه ستكون هناك اجتماعات لاتخاذ مواقف أخرى حسب المستجدات الأخيرة، علما أن سقف ابن كيران خلال المفاوضات كان سقف حزب بكامله، يتعلق بشروط المشاركة في الحكومة. وأوضح أعبوشي أن لحدود الساعة جميع المؤشرات تشير إلى أن الأمور قد تسير في الاتجاه الإيجابي، ومن هذه المؤشرات اتصالات هاتفية تلقاها العثماني من الأحزاب التي كانت جزء من البلوكاج لتهنئته بوضع ثقة صاحب الجلالة محمد السادس فيه، وتصريحات الأحزاب ذاتها أنها ستسهل مهمته وهذا ما قيل لان كيران كذلك.لكن وجب الانتظار لمقبل الأيام للنظر كيف سيتم تدبير تلك المفاوضات، مع العلم أنه في الجمعة الثانية أبريل هناك استحقاق وطني يتعلق بافتتاح الدورة الربيعية للبرلمان، ولذلك سيكون على الأحزاب أن تشكل الحكومة سريعا، وإلا سندخل في منطق آخر هو اختلال المؤسسات الدستورية، لأنه لا يعقل أن يكون هناك برلمان منصب بدون وجود السلطة التنفيذية التي من المفروض أن تضع برنامجا حكوميا وتحظى بالتنصيب البرلماني وتشرع في تنفيذ السياسيات العمومية من خلال القوانين ومجموعة من القوانين والإجراءات. وعن تغير شروط وسياق المفاوضات، أبرز أعبوشي أن المعطى الأساسي في كل هذا هو تدخل المؤسسة الملكية بصفته رئيسا للدولة بناء على الفصل 42، من خلال التنصيص على احترام عدد من المقتضيات وهي احترام الدستور والمؤسسات والخيار الديمقراطي. والمراهنة على شخصية سياسية من الحزب ذاته الذي تصدر الانتخابات وببروفايل أحر غير بروفايل ابن كيران، يمكن أن يدفع الأحزاب الأخرى من غير العدالة والتنمية، والتي كانت جزء من المشكل أن تلين من مواقفها خلال المفاوضات، "وأقصد هنا التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي، وهو ما يعني أن اختيار العثماني قد يكون في حد ذاته مؤشرا على الانتقال إلى أجواء أخرى، وإلى مفاوضات بمنهجية جديدة وبروح جديدة ونفس جديد" يؤكد أعبوشي.