اعتبر حامي الدين القيادي في العدالة والتنمية، أن ظهور الشعبوية بالتزامن مع التوجهات اليمينية المتشددة، ليست خاصية أمريكية، وأن هناك تجربة سابقة في روسيا، تتمثل في الرئيس الروسي "فلادمير بوتين"، الذي أعاد لروسيا خاصيتها القيصرية، وتمكن بخطابه الشعبوي والتركيز على الهوية الوطنية برفعه لشعار "روسيا أولا"، مشيرا إلى أنه نفس الشعار الذي يرفعه دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المثير للجدل، وهو "أمريكا أولا". وقال حامي الدين في تدوينة له على صفحته بالفيسبوك إن " التقاء الخطاب الشعبوي مع النزعات اليمينية المتشددة ليست خاصية أمريكية، فهناك تجربة سابقة في روسيا يجسدها بوتين الذي أعاد إلى روسيا خاصيتها القيصرية ونجح بواسطة خطابه الشعبوي مع التركيز على الهوية الوطنية من خلال شعار "روسيا أولا" – وهو نفس الشعار الذي رفعه ترامب " أمريكا أولا" ، أن ينجح في الانتخابات بسهولة" وأوضح الأستاذ الجامعي والحقوقي في تدوينته " كما أن خطابات اليمين المتشدد تتنامى بسرعة في القارة الأوروبية، وتتقاسم العديد من الأحزاب الأوربية في أقصى اليمين مفاهيم الكراهية للهجرات الأجنبية وخاصة من البلدان الإسلامية وللاجئين السياسيين". وتابع بالقول " بالإضافة إلى اعتماد سياسات اقتصادية حمائية للحد من الواردات والاعتماد على الصناعة الوطنية والإنتاج الداخلي ومراجعة سياسة الانفتاح الاقتصادي، بالإضافة – وهذا هو الخطير- تعبئة الشرائح الواسعة من المجتمع على قيم مناهضة لثقافة الأنوار واحترام حقوق الإنسان ومناهضة التمييز بسبب الدين أو اللغة أو العرق". وتوقع حامي الدين أن ذلك " سيدفع في اتجاه صراعات قوية ليس فقط بين الغرب والشرق أو ما اصطلح عليه المرحوم المهدي المنجرة بصراع الحضارات، ولكن الصراع هذه المرة سيعبر عن تناقضات حادة داخل المجتمعات الغربية نفسها، مما سيدفع المدافعين عن الحقوق المدنية والسياسية وعن حقوق الأقليات وحقوق المرأة وعدم التمييز، والذين يركزون على بلدان العالم العربي والإسلامي، ينتبهون إلى أن معركتهم ستكون أكثر شراسة مع اليمين المتشدد داخل بلدانهم، والذي ظل دائما على هامش المجتمع". وختم حامي الدين بقوله إنه " أصبح الآن بفعل تنامي خطاب اليمين الشعبوي قادرًا على الانتقال إلى قلب المجتمعات، وهو ما بدا ينعكس على الكثير من القرارات المؤثرة، ليس آخرها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي..".