أكد السفير المغربي لدى روسيا، عبد القادر لشهب، أن المملكة لن تعترف بجبهة "البوليساريو " الانفصالية، مشددا على أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لا تعني اعترافا ضمنيا منه بها، مشيرا إلى أن المغرب سيدافع عن مصالحه القومية من داخل أروقة المنظمة القارية. واعتبر السفير المغربي، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، يوم الاثنين 13 فبراير 2017، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، هي ثمرة للدبلوماسية التي قادها الملك محمد السادس ولنجاعة رؤيته الاستراتيجية، وكذلك للمكانة التي أصبح يحتلها المغرب كفاعل محوري ونموذج مجتمعي واقتصادي رائد في منطقته، مبرزا أن العودة إلى المنظمة الإفريقية جاءت بدعم قوي جدا من أشقائه الأفارقة، وهي لا تعني اعتراف المملكة بالبوليساريو. وأضاف سفير المملكة أن المغرب "راجع حساباته" بشأن موقعه داخل القارة السمراء، "فالكرسي الشاغر ليس استراتيجيا"، مؤكدا أن "المغرب سيدافع من داخل الاتحاد الأفريقي عن مصالحه القومية، وهذا لا يعني أننا سنعترف بالبوليساريو، نحن عدنا لأن عمل المغرب في القارة الأفريقية عمل جبار". وأوضح السفير "نحن نؤمن أن عودة المغرب إلى كنف بيته الإفريقي سيمكن من ضخ دينامية جديدة في عمل وفعالية مؤسسات الاتحاد، ومن وضع التجربة والخبرة التي راكمهما في خدمة القضايا التي تهم القارة"، مضيفا "سنعمل بشكل مشترك مع إفريقيا من أجل رفع التحديات التي تواجه القارة في ما يخص التنمية الاقتصادية والبشرية ومحاربة الإرهاب وإقرار السلم والأمن". واعتبر السفير أن خيار العودة هو "خيار استراتيجي من شأنه أن يساعد القارة الأفريقية على تبوء المكانة التي تستحقها على المستوى الدولي". وأشار الديبلوماسي المغربي إلى أنه "بالنظر لحجم حضور المغرب على المستوى الاستثماري والاقتصادي والمالي، فإن هذه العودة ستشكل مكسباً للقارة، علاوة على كونه يحظى بصفة شريك متقدم مع الاتحاد الأوروبي، مما سيتيح له أن يلعب دور جسر للتواصل بين المجموعتين". وحول دور المغرب في دعم الشراكة الروسية الإفريقية، قال السفير المغربي: "باعتبار المغرب كذلك ثاني شريك تجاري لروسيا في القارة، فإنه يمكنه أن يلعب دورا على مستوى دعم الشراكة الاقتصادية الروسية الإفريقية، خاصة في أفق الجهود المبذولة حاليا من أجل إطلاق منتدى اقتصادي روسي إفريقي". وأشار لشهب إلى أن "عودة المغرب إلى الاتحاد قد قوبلت بارتياح كبير من طرف روسيا"، مبرزا أن عددا من المسؤولين الروس وممثلي الأوساط السياسية والاقتصادية قد أعربوا عن ثقتهم في "الآفاق الواعدة" التي ستتيحها هذه العودة على مستوى حضور المغرب داخل المنظومة الإفريقية و"إعطاء الفعالية اللازمة للاتحاد لمواجهة الرهانات الملقاة على عاتقه".