سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليلة القمة الإفريقية بأديس ابابا .. مأدبة عشاء ملكية تجمع أغلبية قادة إفريقيا وأمين عام الأمم المتحدة والرئيس أبو مازن غانا هي الدولة 42 المرحبة بالمغرب في عرينه القاري
عودة المغرب وانتخاب رئيس جديد للاتحاد الإفريقي والجنائية الدولية على طاولة القادة الأفارقة تشكل عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وانتخاب سلطة تنفيذية جديدة لهذه الهيئة والأزمات في المنطقة محاور مناقشات قمة إفريقية تفتتح أعمالها الاثنين في اديس ابابا، وستكون على ما يبدو إحدى أهم اجتماعات الاتحاد في السنوات الأخيرة، وقد تكون هذه القمة الثامنة والعشرين للاتحاد حاسمة لمستقبل المنظمة وتلاحمها، إذ أنها تعقد وسط انقسام بين الدول الأعضاء حول عدد من القضايا، من الملف المغربي إلى المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى المنافسات التقليدية بين مختلف الكتل الإقليمية. ويأتي ذلك أيضا في أوضاع دولية يؤثر عليها وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وبدرجة أقل تولي الأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس لمهامه والذي سيلقي كلمة في افتتاح القمة. وفي لقاء خصص للوضع الإنساني في إثيوبيا، رحب غوتيريس الأحد بسخاء أديس ابابا التي تواجه أسوأ موجة جفاف في السنوات الخمسين الأخيرة لكنها تواصل استقبال اللاجئين من الدول المجاورة التي تشهد أزمات. وقال غوتيريس «هذا مثال يفترض أن يدفع إلى التفكير في عالم باتت فيه حدود كثيرة تغلق»، في تلميح مبطن إلى المرسوم الذي أصدره ترامب ويمنع مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة، بينها ثلاثة بلدان افريقية، من دخول الولاياتالمتحدة لتجنب تسلل «إرهابيين إسلاميين متطرفين» إلى الأراضي الأمريكية. ويفترض أيضا أن تهيمن مسألة عودة المغرب إلى الاتحاد على مناقشات الاثنين التي تمثل الاتصال الفعلي الأول بين غوتيريس والاتحاد الإفريقي. وانسحب المغرب من الاتحاد الإفريقي في 1984 احتجاجا على قبوله ل»البوليساريو» رغم أنها لا تتوفر على أي من شروط الدولة وضد قرارات الأممالمتحدة. ولكن الرباط أعربت في يونيو عن رغبتها في العودة إلى الاتحاد الإفريقي، بينما قام العاهل المغربي محمد السادس الذي أعلن أنه سيحضر القمة، بزيارات رسمية إلى عدد من الدول للحصول على دعمها في هذه المسألة، و بعد مشاورات دبلوماسية مكثفة ومناظرة غير مسبوقة بين المرشحين الخمسة، رجحت كفة ثلاثة منهم وهم وزيرة الخارجية الكينية أمينة محمد ورئيس الوزراء التشادي موسى فكي محمد والدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي. ويمكن أن تثير معارضة بعض الدول الإفريقية للمحكمة الجنائية الدولية نقاشات حادة أيضا. وقد قررت بوروندي وجنوب إفريقيا وغامبيا في 2016 الانسحاب من المحكمة، متهمة إياها بأنها لا تستهدف إلا البلدان الإفريقية. وهددت كينيا بأن تحذو حذو هذه البلدان فيما تبدي السنغال وبوتسوانا، من بين بلدان أخرى، دعمهما الصريح للمحكمة الجنائية الدولية. ويتضمن جدول أعمال القمة عددا كبيرا من الأزمات في القارة أيضا، مثل الفوضى في ليبيا، والمجموعات الإرهابية في مالي والصومال ونيجيريا، والتوترات السياسية في جمهورية الكونغو الديموقراطية. ويتوقع أن يكون موضوع جنوب السودان الذي تسببت الحرب الأهلية فيه بسقوط عشرات آلاف القتلى وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين منذ دجنبر 2013، في صلب الاهتمامات مجددا. فأعمال العنف الإتنية تتواصل، ولم ترسل بعد القوة الإقليمية المؤلفة من أربعة آلاف رجل التي تقررت في القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي، لمؤازرة 12 ألفا من عناصر الأممالمتحدة، بسبب مماطلة الرئيس سالفا كير. ويفترض أن يعلن القادة الأفارقة مواقفهم من مقترحات تقدم بها الرئيس الرواندي بول كاغامي حول إصلاح عمل الاتحاد وتمويله. 42 دولة على الأقل تدعم عودة المغرب بلا شروط أعلن المغرب أنه حصل على « التأييد غير المشروط « ل42 من دول الاتحاد الإفريقي ال53 للعودة إلى الاتحاد في القمة التي افتتحت الاثنين، بحسب دبلوماسي مغربي بارز. ويتوقع أن تدرس الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي مساعي المغرب للانضمام مجددا إلى الاتحاد في القمة التي ستستمر يومين في اديس ابابا على أن تنتخب رئيسا جديدا للاتحاد. وكان المغرب خرج من الاتحاد قبل 33 عاما احتجاجا على قراره قبول البوليساريو عضوا فيه ، إلا انه يرغب في العودة إلى الاتحاد ، وزار الملك محمد السادس العديد من دول القارة للحصول على تأييد الأفارقة . وصرح دبلوماسي بارز لوكالة فرانس برس من اديس ابابا الأحد «حصلنا على تأييد غانا. وهذا يرفع إلى 42 عدد الدول التي تؤيد المغرب بشكل غير مشروط «. وتشكل عودة المغرب دعما ماليا للاتحاد الذي يعتمد على التبرعات الخارجية لتمويل نحو سبعين بالمئة من ميزانيته ، بحسب معهد الدراسات الأمنية. ويوم الأحد، أجرى الملك محمد السادس الموجود في اديس ابابا لقاءات ثنائية مع رئيس الكونغو دنيس ساسو نغيسو ورئيس غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نغيما ورئيس رواندا بول كاغامي، وفق ما نقلت «و م ع». و شكلت مأدبة العشاء التي أقامها جلالة الملك، أول أمس الأحد ، على شرف الزعماء الأفارقة حدثا كبيرا ، نظرا للاستجابة الواسعة للدعوة الملكية ، بمقر الإقامة الملكية بأحد فنادق العاصمة الاثيوبية ، وكشفت مصادر إعلامية من عين المكان، أن العشاء تحول إلى قمة افريقية موازية بحضور أممي وعربي غير مسبوق ، وكشفت وكالة الاناضول للإنباء أن الملك محمد السادس دعا المشاركين من زعماء ورؤساء الوزراء والوفود الممثلة في القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي ، إلى مأدبة عشاء أقامها مساء يوم الأحد، بمقر إقامته في أحد فنادق العاصمة الإثيوبية أديس أبابا . وأفاد مصدر دبلوماسي إفريقي ، تحدث لوكالة الأناضول التركية، بأن العاهل المغربي أقام مأدبة ملكية في الفندق الذي يقيم فيه، وحضرها 42 رئيس دولة والحكومات الأعضاء بالاتحاد الإفريقي، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس ، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال المصدر الدبلوماسي، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إن اللقاءات الجانبية التي أجراها العاهل المغربي، صباح الأحد، مع عدد من القادة الأفارقة «تركزت حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وأجندة القمة الإفريقية»، مشيرا إلى أن الملك التقى 23 رئيس دولة في مقر إقامته. وتأتي اللقاءات الخاصة تبعا للعلاقات المباشرة التي نسجها جلالة الملك مع عدد من القادة الأفارقة ، إثر زياراته المتكررة للأدغال الافريقية على مدى أشهر طويلة ،توجت بنجاحات باهرة واتفاقات اقتصادية مع العمق الإفريقي كرست من جديد قيم التعاون وتبادل الخبرات من أجل تطوير ونماء القارة السمراء. وفي هذا الصدد، أجرى الملك محمد السادس بأديس أبابا مباحثات على انفراد مع رئيس غينيا ألفا كوندي، ورئيس غينيا الاستوائية، تيودور أوبيانغ نغيما مباسوغو، ورئيس رواندا بول كغامي، ورئيس الكونغو، دينيس ساسو نغيس. كما استقبل سفير سوازيلاند بإثيوبيا حاملا رسالة شفهية من عاهل سوازيلاند مسواتي الثالث. ووصل العاهل المغربي، في وقت سابق من يوم السبت الماضي ، إلى أديس أبابا على رأس وفد رسمي يضم المستشار فؤاد عالي الهمة، وصلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون في حكومة تصريف الأعمال، والوزير المنتدب ناصر بوريطة ، إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وكانت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة قد أكدت، يوم الجمعة الماضية، أن هذه الزيارة «تندرج في إطار المساعي التي يبذلها جلالة الملك من أجل عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي»، فيما يُنتظر أن يُحسم في الساعات المقبلة طلب المغرب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي. وسارعت العديد من الدول الإفريقية الحليفة للمغرب إلى تجديد دعمها ومساندتها له ضد المناوشات الجزائرية رفقة أقلية من الدول التي ما زالت تسعى إلى خلق عراقيل في وجه العودة القوية للمغرب إلى حضنه الإفريقي ، وبحسب مراقبين فإن الجزائر ومن يسير في فلكها تخشى من المستقبل، إذ سيصير بإمكان المغرب تغيير القوانين من داخل الاتحاد الإفريقي، وبالتالي جعل البوليساريو خارج الحضن الإفريقي الذي لا يوجد فيه أصلا إلا بشكل مفارق للقوانين ولقرارات الأممالمتحدة. ترحيب إفريقي وعالمي بعودة المغرب للعرين الإفريقي أكدت وزيرة الشؤون الخارجية الإندونيسية كبرى الدول الإسلامية ريتنو مارسودي، أمس الاثنين بجاكرتا، أن بلادها تثمن قرار المملكة المغربية العودة إلى الاتحاد الإفريقي. وأضافت مارسودي ، خلال استقبالها سفير المغرب بإندونيسيا وديع بنعبد الله ، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تعتبر « عودة المملكة لمكانها الطبيعي «.من جهته، قال بنعبد الله ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن وزيرة الشؤون الخارجية الإندونيسية أكدت، خلال هذا اللقاء، أنه لا يمكن تصور الاتحاد الإفريقي دون المملكة المغربية. وأضاف أن مارسودي شددت على أن بلادها تتقاسم مع المغرب الاقتناع بضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، معتبرة الشق الاقتصادي رافدا قويا لتعزيز العلاقات الثنائية « ، خاصة وأن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو يراهن على القطاع الاقتصادي لتطوير علاقات التعاون التي تربط بلاده بالدول الأخرى إن على المستوى الثنائي أو المتعدد الأطراف». وبعد أن أعربت عن تقديرها الخاص للدور الذي تضطلع به المملكة المغربية على الصعيدين الإسلامي والإفريقي، أكدت الوزيرة ضرورة تنسيق المواقف بين إندونيسيا والمغرب بخصوص التطورات التي يشهدها العالم الإسلامي، وخاصة القضية الفلسطينية، معربة عن ارتياحها للدور الذي يقوم به جلالة الملك، باعتباره رئيسا للجنة القدس، لدعم القضية الفلسطينية. وأبرزت أن المغرب وإندونيسيا تميزا على الدوام بكونهما بلدين مسلمين يحملان مشعل الانفتاح واحترام التعددية، مؤكدة في هذا الإطار، ضرورة العمل على الحفاظ على صورة الإسلام السمح وإبراز القيم التي يتميز بها لتصحيح الخلط في فهم هذا الدين الحنيف. وجددت لويز موشيكيوابو، وزيرة الشؤون الخارجية الرواندية، مساء الأحد بأديس أبابا، التأكيد على دعم بلادها لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مشيرة إلى أن الموقع الطبيعي للمغرب يتمثل في وجوده داخل هذه الهيئة القارية. وقالت لويز موشيكيوابو، في تصريح للصحافة على هامش حفل الاستقبال الذي أقامه جلالة على شرف رؤساء دول وحكومات بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لقمة الاتحاد الإفريقي، «بالنسبة لرواندا، فإن انتماء المغرب لإفريقيا لا يقتصر فقط على البعد الجغرافي، لأنه يوجد في قلب القارة».وشددت الوزيرة الرواندية على أن المغرب استوفى جميع الشروط الضرورية للعودة إلى الاتحاد الافريقي ، مشيرة إلى أن المملكة تحظى بالترحيب داخل هذه المنظمة. ومن جهته جدد رئيس جمهورية مدغشقر هيري راجاوناريمامبيانينا ، مساء الأحد بأديس أبابا، التأكيد على دعم بلاده لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مشددا على أن المملكة ستضطلع بدور هام داخل هذه المنظمة القارية. وقال الرئيس هيري راجاوناريمامبيانينا، في تصريح للصحافة على هامش حفل الاستقبال الذي أقامه الملك محمد السادس، على شرف رؤساء دول وحكومات بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لقمة الاتحاد الإفريقي، إن «المغرب سيضطلع بدور كبير، كما كان عليه الحال دائما على الصعيد الإفريقي».وأضاف أن المملكة «تحتل مكانة متميزة في إفريقيا»، مشيرا إلى أن المغرب يعد بلدا كبيرا يتمتع بتاريخ عريق وحضارة تمتد لآلاف السنين. واعتبر الرئيس الملغاشي أنه من الطبيعي أن يستعيد المغرب مكانته داخل الاتحاد الإفريقي ، مبرزا أن الدينامية التي تشهدها المملكة ستقدم قيمة مضافة للاتحاد.