أشرف الملك محمد السادس بدولة جنوب السودان، يوم الخميس 2 فبراير 2017، على العديد من الأعمال والمبادرات الإنسانية والخيرية لفائدة مواطني البلد الإفريقي، حديث النشأة. وتأتي هذه المبادرات، التي تعد تعبيرا عن العزم الراسخ للملك، على إضفاء محتوى إنساني لتضامن المغرب مع بلدان القارة الإفريقية والتعاون جنوب-جنوب، في إطار البعد الاجتماعي والإنساني للتعاون الفاعل ومتعدد الأشكال والمكثف الذي يجمع المغرب بعدد من بلدان القارة. وقام الملك، رفقة رئيس الجمهورية، سلفا كير ميارديت، بالعاصمة جوبا، على تسليم هبة إنسانية هامة لفائدة ساكنة هذا البلد الشرق إفريقي. وتندرج هذه الهبة الملكية الممنوحة من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، في إطار التضامن الفاعل للمغرب مع بلدان القارة الإفريقية الشقيقة، حيث تتألف من 267,5 طنا من مختلف المواد الغذائية. كما شملت هذه الهبة 70 طنا من الأغطية، و10 أطنان من تجهيزات الطبخ الممنوحة لساكنة جنوب السودان بمخيمات النازحين. تجهيزات طبية لفائدة مستشفى جوبا من جانب آخر، أشرف الملك محمد السادس على تسليم هبة من الآليات والتجهيزات الطبية لفائدة المستشفى المركزي بالعاصمة. وتتألف هذه الهبة الممنوحة من طرف مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، من تجهيزات تهم وحدة طب العيون ومصلحة النساء والتوليد بمستشفى جوبا. وتضم على الخصوص، بالنسبة لمصلحة طب النساء والتوليد، 4 حاضنات، و3 طاولات مسخنة، وآلتين للتهوية، و3 آلات للتصوير العلاجي، وعدد من حزم لوازم التوليد والإنعاش بالنسبة للمواليد الجدد. وبالنسبة لوحدة طب العيون، تضم الهبة منظارا لعمليات جراحة العيون، و"كاميرا فوندوس"، وآلة لقياس المجال البصري، إلى جانب لوازم علاج داء المياه البيضاء والجراحات الصغرى، ومنظارين للعيون. وبهذه المناسبة قدمت إدارة المستشفى المركزي لجوبا للملك هدية عبارة عن زي تقليدي جنوب سوداني فخري يسمى محليا ب"لاوا". زيارة المستشفى الميداني للقوات المسلحة الملكية في السياق ذاته، قام الملك محمد السادس، مرفوقا برئيس جمهورية جنوب السودان، بزيارة للمستشفى الميداني التابع للقوات المسلحة الملكية المقام بجوبا، وذلك في إطار البعثة الإنسانية لفائدة ساكنة جمهورية جنوب السودان. ولدى وصول الملك إلى المستشفى الميداني، تقدم للسلام على العاهل الكريم، الجنرال دو ديفيزيون عبد الفتاح الوراق المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، والجنرال دوبريكاد عبد الكريم محمودي مفتش مصلحة الصحة العسكرية، والكولونيل فؤاد ساكت الطبيب الرئيسي بالمستشفى الميداني الطبي – الجراحي بجوبا ووزير الصحة الحسين الوردي. إثر ذلك، اطلع الملك على التجهيزات الحديثة المتوفرة بالمستشفى الميداني متعدد التخصصات والخدمات الطبية ذات الجودة التي يقدمها لساكنة الجمهورية. وقام الملك، برفقة "سلفا كير ميارديت"، بجولة عبر مختلف مرافق ومصالح هذه البنية الاستشفائية، التي سجلت منذ افتتاحها إقبالا كبيرا من طرف ساكنة جنوب السودان. وتبلغ طاقة المستشفى الميداني، متعدد التخصصات المقام، منذ يوم الإثنين 23 يناير 2017، بقلب مدينة جوبا، والذي يستقبل ما معدله 400 إلى 600 مريضا في اليوم، 30 سريرا قابلا للتوسيع إلى 60. ويتكون طاقم المستشفى من 20 طبيبا متخصصا و18 ممرضا، ويقدم خدمات طبية ذات جودة عالية في تخصصات مختلفة، لاسيما طب الأطفال، والطب الباطني، والجراحة، وطب القلب والشرايين، والعظام والمفاصل، وطب الأسنان، وطب العيون، وطب الأنف والأذن والحنجرة. ويتوفر المستشفى الميداني لجوبا، المزود بجميع التجهيزات الضرورية لإنجاح هذه العملية الإنسانية، بالخصوص، على مختبر للتحليلات الطبية وصيدلية تضم حزما من الأدوية المتنوعة. وخلال الفترة ما بين 23 يناير و1 فبراير، استقبل المستشفى الميداني 4583 مريضا وقدم 7936 استشارة طبية، من بينها 1259 حالة مستعجلة، كما أمن الطاقم الطبي، خلال نفس الفترة 20 عملية جراحية وولادة واحدة. وتعكس إقامة هذا المستشفى الميداني، المندرج في إطار التقليد الإنساني الإفريقي للمغرب، عناية الملك محمد السادس تجاه ساكنة جنوب السودان من أجل تقديم المساعدة لهم وتمكينهم من العلاجات الضرورية. كما يشكل محورا للتضامن الفاعل للمغرب مع شعب جمهورية جنوب السودان الشقيق، بحسب ما ذكرت "وكالة المغرب العربي للأنباء". زيارة ضريح "جون كرانغ" وفي شأن ذي صلة بالأنشطة الملكية في البلد الشرق إفريقي، قام الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، ورئيس جمهورية جنوب السودان، بزيارة ضريح الراحل "جون كرانغ"، حيث وضع الملك إكليلا من الزهور على قبر زعيم استقلال جنوب السودان. وخاض "جون كرانغ"، الرجل السياسي والعسكري، المزداد بتاريخ 23 يونيو 1945، مفاوضات سلام مع السودان في 2002، توجت ثلاث سنوات بعد ذلك بالتوقيع على اتفاق عام للسلام، عين بموجبه في 9 يوليوز 2005 نائبا للرئيس السوداني في حكومة الوحدة الوطنية. وفي 30 يوليوز من السنة نفسها، لقي "جون كرانغ" مصرعه في حادثة سقوط المروحية التي كانت تقله بجنوب السودان. وفي ختام هذه الزيارة، وقع الملك في الدفتر الذهبي للضريح. ووصل الملك محمد السادس، يوم الأربعاء 1 فبراير 2017 ، إلى دولة جمهورية جنوب السودان، في أول زيارة لهذا البلد الإفريقي، الذي انفصل عن السودان في عام 2011.