في 30 أبريل 2004 تم تعيين عدد من النساء العالمات في المجالس العلمية ببلانا وذلك بمبادرة ملكية أبت إلا أن تعيد للمرأة مجدها بإشراكها في أداء واجبها إلى جانب الرجل في تدبير الشأن الديني. وبهدف تقريب القراء من الأداء الدعوي والتعليمي والتربوي لهذه الشخصيات النسائية، تستضيف التجديد ضمن هذا الركن نساء المجالس، مجموعة من النساء أعضاء في المجالس العلمية. . ضيفة حلقة اليوم الأستاذة لطيفة شوكري، عضو المجلس العلمي المحلي لأكادير، وهي حاملة لدبلوم الدراسات العليا المعمقة تخصص السيرة النبوية، وتعمل منسقة لخلية المرأة بالمجلس المذكور. نود أن تحدثينا عن تشكيلة المجلس الذي تنتمين إليه وأهم أعماله؟ أولا نشكر جريدة التجديد على هذه المبادرة الطيبة والتي من خلالها سنتمكن من إبراز المجهودات التي يقوم بها المجلس العلمي عامة والمرأة المغربية خاصة في مجال التوعية الدينية.وأشير في البداية إلى أن المجلس العلمي المحلي لأكادير أصبح الآن مستقلا عن المجلس العلمي المحلي لتارودانت، وأنا حاليا عضو بالمجلس العلمي المحلي لأكادير ومنسقة لخلية المرأة التابعة للمجلس. ويتكون المجلس العلمي المحلي من رئيس وسبعة أعضاء معينين بظهير شريف يسهرون على نشر مبادئ الدين الإسلامي وترسيخ قيمه السامية في إطار التمسك بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والحفاظ على وحدة البلاد في العقيدة والمذهب، وذلك من خلال تنظيم مجموعة من الانشطة منها: إشرافه على دروس الوعظ والارشاد، وتنظيمه محاضرات وندوات حسب المناسبات الدينية والوطنية، ومسابقات في حفظ القرأن الكريم وتجويده وكذا الحديث النبوي الشريف. كما يشرف على عمليات اختبار القيمين الدينيين لإختبار قدراتهم العلمية والفقهية لشغل مهام الإمامة والخطابة والوعظ والارشاد بمختلف مساجد المملكة.كما كون المجلس لجنة دائمة مكلفة بالافتاء تجيب عن أسئلة المواطن السوسي عن طريق الرقم الأخضر.وخلال مداومة أعضائه في كل يوم عدا السبت والأحد يتم تحسيس المواطنين بمهام المجلس وتيسير سبل التواصل معهم باستقبال اسئلتهم واستفساراتهم. وخلال شهر رمضان، وضع المجلس برنامجا لدروس التوعية الدينية والصحية بمشاركة فقهاء وفقيهات وأطباء، ولم يغفل المجلس في برنامجه سجناء وسجينات السجن المدني بكل من أيت ملول وانزكان، إذ تقرر تخصيص حلقات لتوعيتهم وإرشادهم توعية دينية. ما هي النسبة التي يمثلها التأطير الديني للعنصر النسوي من مجموع أنشطة المجلس؟ وما هي مجالات هذا التأطير؟ يراعي المجلس من خلال أنشطته وبرامجه المتنوعة التكامل والشمولية، إذ يهتم بالرفع من مستوى تدين الساكنة، كما يولي الاهتمام الكبير بالعنصر النسوي، ويتجلى ذلك من خلال اللقاءات والمحاضرات التي يستفيد منها الرجال والنساء على السواء، كما يزيد عن ذلك بتخصيص حلقات دينية خاصة بالنساء وعيا منه بأهمية تعليم وتثقيف المرأة المسلمة، وقد ازداد التواصل مع العنصر النسوي مع تشكيل خلية المرأة والاسرة بالمجلس. ما هي المجهودات التي تنوون القيام بها كمجلس أولا، وكامرأة وحيدة داخل المجلس ثانيا لتحسين مستوى التدين لدى المواطن السوسي وخاصة المرأة؟ بعد مرور تجربة سنة، وبعد نجاحها نفكر في الرفع من مستوى التدين لدى النساء السوسيات بالزيادة في عدد اللقاءات والمحاضرات والندوات والموائد العلمية وإحداث اقسام لمحو أميتهن وأقسام أخرى لتحفيظهن القرآن الكريم والحديث النبوي وتعليمهن العلوم الشرعية، كما نهتم بالتواصل مع الجمعيات ذات الاهتمام المشترك للتعاون معها. هل يتم التجاوب النسوي مع أنشطة المجلس؟ كيف ذلك؟ بالتأكيد لمسنا تجاوبا كبيرا مع أنشطة المجلس وخصوصا خلية المرأة، التي أسهر عليها ويتجلى ذلك من خلال العدد الكثير والمتزايد للحضور في اللقاءات، ومن خلال طلبات بعض الجمعيات بتنظيم محاضرات، وهذا دليل على إشعاع أنشطة المجلس وانفتاحه على ساكنة أكادير، وقد تم ذلك بحمد الله وتوفيقه وبجهود رئيسه وتضحيات أعضائه وأعضاء خلية المرأة. ما هو إحساسك كعنصر نسوي وحيد ضمن تشكيلة المجلس؟ الحمد لله هذا تشريف لي أولا مع الإحساس بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقي وأسأل الله عز وجل التوفيق لنا أجمعين سادة وسيدات. ما تقييمك لأداء المجلس إلى حد الآن؟ المجلس العلمي حقيقة يبذل مجهودا كبيرا لتحقيق أهدافه، وأنا كعضو فيه لا أستطيع تقييم أدائه لأن العين لاترى نفسها كما يقال، وبالتالي فالتقييم الموضوعي يكون من المواطنين أبناء مدينة أكادير. أية إضافة نوعية أضافها المجلس للمشهد العلمي والديني بالجهة؟ يسعى المجلس العلمي بتضافر جهود رئيسه وأعضائه إلى ترك بصمات علمية ودينية ستظهر لاحقا إن شاء الله تعالى، لأن المجلس مايزال وليدا، وبالتالي فنحن نسعى لتفعيل دور المجلس من خلال تنظيم لقاءات علمية ودينية مرتكزين على كفاءات أعضائه وعلى استشارات أطر في اختصاصات علمية مشهود لها في الساحة العلمية. وإن قضاء سنة واحدة في المجلس غير كافية لمقارنتها مع أداء المجالس العلمية السابقة وعلى العموم فكلنا معنيون بتطوير الشأن الديني، على أن يكون هناك تكامل بين المجالس القديمة والجديدة. كلمة أخيرة؟ أخيرا أشكر التجديد على هذه الالتفاتة وهذا الاهتمام بالشأن الديني وأهله، وهذا حافز يجعلنا نعمل بطريقة دؤوبة لإغناء برامجنا وأنشطتنا، ونسأل الله عز وجل التوفيق لنا ولكم ولجميع المسلمين.والسلام عليكم ورحمته وبركاته.