العلاقات المغربية الإسبانية من خلال كتب الرحلات والوثائق هو موضوع الندوة العلمية التي نظمها مركز طارق بن زياد مساء يوم الجمعة الرباط، مفتتحا بها أنشطته لهذه السنة ، وقد قدمت المداخلات الثلاث صورة عن بعض ملامح العلاقة المغربية الإسبانية كما تتضمنها كتب الرحلات. أوضح خالد الشكراوي في مستهل هذا اللقاء أن الهدف من سفارة محمد بن عبد الوهاب الغساني،هو إدراك الواقع الإسباني بهدف استبدال أسرى المسلمين بالإسبان الذين أسروا بعد استرجاع مدينة العرائش، واسترجاع الخزانة الزيدانية، وأشار الشكراوي الذي قدم قراءة في كتاب رحلة الوزير في افتكاك الأسير لمؤلفه محمد بن عبد الوهاب الغساني بأن السفير ابن عبد الوهاب ظل متشبثا بمنطلقاته الدينية في عملية تقييمه للمجتمع الإسباني ووصف حواضره وبعض التقاليد والعادات والطباع الخاصة بهذا المجتمع. وأضاف الشكراوي أن عبد الرحيم بنحادة، الذي قام بتحقيق هذا الكتاب اعتمد في تحقيقه هذه الرحلة التي دامت ثمانية أشهر على أربع نسخ هي نسخة الخزانة الحسنية ونسخة الخزانة العامة بتطوان ونسخة مدريد ونسخة مكتبة مدينة روان إحدى ضواحي باريس. وقدم الأستاذ عبد الرحيم بنحادة في مداخلة بعنوان مسلمون في مدريد مقارنة بين نصين لكل من السفيرالمغربي محمد بن عثمان الذي أوفده سيدي محمد بن عبد الله في سنة 1779والسفيرالعثماني واصف أفندي الذي أوفده السلطان عبد الحميد الأول إلى الديار الاسبانية في نفس الفترة، وأبرزبنحادة أن الهدف من إدراج هذه المقارنة هو الوقوف بين اختلاف نصين على مستوى تمثل الآخر من حيث سياق العلاقات المغربية الإسبانية والعلاقات الإسبانية العثمانية ومن حيث شخصية السفراء واختلاف درجة المعرفة بالآخر بين المشرق العربي ومغربه ، بحيث إن ابن عثمان لم يكن مؤرخا وإنما كان مكلفا بعمل وظيفي عن إسبانيا في حين أن واصف أفندي كان مؤرخا ومفكرا متمرسا في العمل الإداري، ورغم هذا الاختلاف فقد ترك الأول رحلة في 180 صفحة والثاني كتب رحلة من 12 صفحة فقط . أما الأستاذة ليلى مزيان فقدمت في موضوعها القرصنة في العلاقات المغربية الإسبانية إحصاءات عن الأسرى الإسبان والبرتغاليين والفرنسيين والإيطاليين لدى المغاربة، خاصة بعد استرجاع مدينة العرائش والذين وصل عددهم اكثر من 1500 أسير، وقدمت نماذج عن عملية الإفراج والطريقة التي تتم بها هذه العملية ثم تحدثت عن نشاط القرصنة على السواحل المتوسطية والأطلسية.