يدخل المنتخب المغربي لكرة القدم غمار منافسات كاس أفريقيا في يناير من السنة المقبلة بمعنويات مرتفعة بعدما تأهله إلى النسخة 31 بالغابون على رأس مجموعته إثر مسار جيد في الإقصائيات، مما جعل المراقبين يتوقعون له نتائج جيدة مع المدرب هيرفي رونار الفرنسي الذي سبق أن ذاق حلاوة التتويج في كأس إفريقيا مرتين مع منتخبي الكوت ديفوار وزامبيا. وإذا كان الجمهور المغربي يرفع سقف مطالبه وبطالب بالكأس من قلب ليبروفيل، فإن المدرب هيرفي هو أكثر واقعية، إذ يضع نصب أعينه التأهل إلى دور الربع وتخطي الدور الأول الذي أصبح عقبة حقيقية للمنتخب المغربي، والذي لم يتعد هذا الدور منذ سنة 2004، سنة وصوله إلى النهائي وانهزامه أمام المنتخب التونسي بتونس. وإذا عدنا إلى تاريخ المغرب الكروي، سنجد أنه حقق نتائج أكبر في منافسات كأس العالم أكثر منه في كأس إفريقيا، حيث تأهل إلى هذه الكأس أربع مرات 1790 و1986 وبصفة متتالية 1994 و1998، وهي الفترة التي بوأته المرتبة الأولى إفريقيا لمدة 3 سنوات كما وصل إلى المرتبة العاشرة في تصنيف الفيفا وهو إنجاز لم يتحقق لأي منتخب أفريقي. لكن بالعودة إلى مشاركته في كأس إفريقيا فإنه لم يحصل على الكأس إلا مرة واحدة سنة 1976 من أصل 30 بطولة أجربت منذ سنة 1957، كما أن ثالث ورابع أفضل إنجاز له كان سنة 1980 عندما حصل على الرتبة 3 وسنة 1988 على الرتبة الرابعة بميدانه. ومن المفارقات أنه أقصي في باقي المنافسات التي شارك فيها من الدور الأول سنوات 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006 و2012 و2013. ولم يدخل المنتخب المغربي غمار المنافسات إلا سنة 1963 في النسخة الرابعة حيث أقصي من قبل المنتخب التونسي رغم الفوز في المغرب ب4-2 لأنه خسر في تونس 4-1 قبل أن يغيب في النسخة الخامسة والسادسة سنتين 1965 و1967. وبعد أريع سنوات من انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي سنة 1966 خاض أسود الأطلس الإقصائيات مرة أخرى سنة 1970 لكنه لم يتأهل أيضا بالرغم من أنه كان يتوفر على فريق قوي مكنه من التأهل إلى كاس العالم بالمكسيك. عدم التأهل إلى الكان حصل أيضا سنوات 1982، و1984، و1990 ، و1994( تأهل إلى كأس العام) و1996 و2010، واستبعد سنة 2015 بسبب مشكل إيبولا. ومن طرائف مشاركات المنتخب المغربي في الكان أنه أقصي في أول نسخة يشارك فيها سنة 1972، من الدور الأول بعدما حصد ثلاث تعادلات، أمام كل من الكونغو والسودان وكونغو كينشاسا بنفس النتيجة في المباريات الثلاث هدف لمثله. أول وآخر تتويج في سنة 1976 السنة التي فاز فيها المغرب بكأس إفريقيا، أوقعت القرعة أسود الأطلس في مجموعة قوية إلى جانب كل من نيجيريا السودان الكونغو الديمقراطية. وافتتح المغرب الدورة بتعادل مع السودان ب 2/2 وفاز بعد 3 ايام على الكونغو الديموقراطية بهدف لصفر وواجه في المباراة الثالثة منتخب نيجيريا وانتصر عليه ب3/1 ليتصدر المجموعة ويتأهل الدور الموالي . ولأول مرة يتبنى الاتحاد الإفريقي شكل "بطولة مصغرة" في الدور النهائي، حيث ضمن البطولة كل من المغرب ونيجريا المتأهلتين عن المجموعة الأولى وغينيا ومصر عن المجموعة الثانية. ولم يفوت المغرب الفرصة وفاز على مصر بهدفين لواحد ثم مرة اخرى على نيجريا بنفس النتيجة، ليجد نفسه أمام منتخب غينيا ويكفيه التعادل للظفر بالكأس، وهو ما تحقق له في 14 مارس. وقد بدأ المنتخب المغربي هذه المباراة متذبذب الأداء واستقبل هدفا في الشوط الأول كاد أن ينهي أحلام كل المغاربة، لكن في الشوط زأر الأسود في الملعب وسجوا هدف التعادل وهدف التتويج بواسطة اللاعب المتألق بابا.