أكد العديد من المشاركين في أشغال مؤتمر" الصحراء : رؤى من أجل المستقبل " الذي نظم امس الخميس في لاس بالماس , ان المخطط المقترح من قبل المبعوث الشخصي الأسبق للامم المتحدة في الصحراء جيمس بيكر غير قابل للتطبيق وانه حان الوقت للمساهمة بفعالية في البحث عن حل سياسي متفاوض بشأنه ومقبول من قبل الاطراف. وأكد مجموع المشاركين في هذا المؤتمر وخاصة منهم مسؤولين سابقين في الأممالمتحدة كانوا مكلفين بملف الصحراء ورؤساء سابقين للحكومة المحلية بجزر الكناري وباحثين , ان التجربة أبانت أن أي حل لن يكون فعالا اذا لم يكن متفاوضا بشأنه ومتفقا عليه من قبل الاطراف. واعتبر الرئيس الأسبق لحكومة جزر الكناري السيد لورنزو أولارتي ان مخطط "بيكر مند ظهوره لم يكن له أي حظ للتطبيق " , مبرزا أن قضية إحصاء الساكنة الصحراوية تثير مشكلا على اعتبار ان الاحصاء الذي قامت به السلطات الاسبانية سنة 1975 لم يتم استكماله ابدا . من جهته , قال الرئيس الحالي للحكومة المستقلة لجزر الكناري السيد أدان مارتين ان منظمة الأممالمتحدة تظل الاطار المرجعي المقبول من الاطراف للبحث عن حل للنزاع , معبرا عن استعداد حكومته للمساهمة في ايجاد حل يرضى كافة الاطراف على أساس " لا غالب ولا مغلوب ". واعتبر ان حل النزاع لن يخدم فقط مصالح البلدان المعنية مباشرة بالنزاع بل ايضا سيساهم في تسهيل عملية الاندماج في بلدان المغرب العربي وضمان الاستقرار في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وأكد المساعد الاسبق للامين العام للأمم المتحدة والممثل الخاص الأسبق للأمين العام للامم المتحدة في الصحراء السيد اريك يانسين ان القوى العالمية الثلاث , وهي على التوالي الولاياتالمتحدةالامريكيةوفرنساواسبانيا , " من مصلحتها دعم حل سياسي للنزاع في الصحراء ". وأكد في افتتاح اشغال هذا المؤتمر الدولي انه نظرا لاعتبارات مختلفة , فالولاياتالمتحدةالامريكيةوفرنساواسبانيا مدعوة الى دعم حل سياسي متفاوض بشأنه ومتفق عليه من قبل الاطراف. وقال الدبوماسي الأممي الأسبق ان الولاياتالمتحدةالامريكية مهتمة بالسوق الشمال افريقية ومنشغلة انشغالا كبيرا بالارهاب وبامتداد تأثير تنظيم القاعدة الى المنطقة. وأضاف ان فرنسا التي لها روابط تاريخية مع بلدان المنطقة وتربطها علاقات متميزة مع المغرب تدعم هي ايضا الحل السياسي للنزاع في الصحراء . وبخصوص اسبانيا قال يانسن " لا أعتقد ان اسبانيا يمكن أن تكون لها مصلحة في دعم خيار الاستقلال في الصحراء " بالرغم من الدعم الذي يستفيد منه الانفصاليون في اسبانيا و "مشاعر الحنين" لدى البعض في المنطقة . واعتبر الممثل الشخصي الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء (1994 -1998 ) أن التغييرات التي حدثت خلال السنوات الأخيرة تؤثر على المنطقة برمتها وليس فقط على أطراف النزاع , مذكرا بأنه من بين هذه التحولات توجد العولمة الجارفة وامتداد التهديد الإرهابي وتفاقم ظاهرة الهجرة السرية. ولاحظ السيد يانسن ان المغرب يشهد حاليا أوراشا كبرى مند اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش وان المملكة انخرطت في مسلسل الحداثة والديموقراطية و احترام حقوق الانسان , مبرزا ان هذه الخطوات تشكل معطيات هامة يتعين أخدها بعين الاعتبار. وأضاف ان المغرب الذي يسلك نهجا معتدلا في العالم العربي هو بلد ملتزم بمحاربة الارهاب والهجرة السرية. من جهة أخرى , لاحظ الموظف السامي الأممي الأسبق أن التاريخ أبان ان "الصحراويين براغماتيون " وان الجزائر التي خرجت مؤخرا من حرب اهلية ترغب في ان " تترك وراءها ماضيها الأليم" . واستعرض كل من تشارلز دونبار الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة (1998 -1999 ) وانا ثيوفيلوبولو الموظفة السامية بقسم افريقيا بقطاع الشؤون السياسية لمنظمة الاممالمتحدة مختلف المراحل التي شهدها نزاع الصحراء وايضا مختلف المحاولات الأممية للتوصل الى حلول فعالة وقابلة للتطبيق. وشددا على ضرورة تشجيع المباحثاث بين الاطراف تحت إشراف الاممالمتحدة و بدعم من قبل القوى العالمية المعنية بهذا النزاع , من اجل تسوية هذا الصراع الذي يستمر منذ أكثر من ثلاثين سنة. وتطرق العديد من المتدخلين الى الاقتراح المغربي الداعي الى منح حكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية معتبرين ان الامر يتعلق بخيار يسمح للصحراويين بتدبير شؤونهم بشكل مباشر وانتخاب مؤسساتهم التمثيلية وتقييم ثروات المنطقة مع الاحتفاظ على السيادة المغربية على هذا التراب .