رد المعتقل السياسي السابق أطلس محمد بن الحاج على مبادرة هيئة الإنصاف والمصالحة بتنظيمها قبل أسابيع ندوة مفهوم الحقيقة بطنجة بقوله إن «الحقيقة التي نطالب بها ليست مشكلا فلسفيا، كما أن الهيئة ليست أكاديمية للعلوم السياسية والتاريخية، إنها مؤسسة سياسية». وتساءل أطلس محمد بن الحاج، عضو المجلس الوطني للمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، في تدخل له أثناء اجتماع أخير لهذا المجلس، عما إذا كانت هيئة الإنصاف والمصالحة تراعي الأولويات التنظيمية لعملها، «إذ كيف تنصرف إلى الندوات حول مفهوم للحقيقة مثلا!!، يقول أطلس، قبل الحسم في الملفات المستعجلة لضحايا سنوات الجمر والعذاب». وأكد أطلس أن «باب المساءلة سيبقى مفتوحا أمام المناضلين أو ذويهم، مهما كانت نتائج هيأة الإنصاف والمصالحة»، مناشدا، في الوقت ذاته، المنتدى الذي ينتمي إليه «إتمام مبادرته بزيارة المعتقلات السرية السابقة لدار المقري ومعتقل تازمامارت سيء الذكر، وأن يقوم بإطلالة على السجن المركزي بالقنيطرة، بالإضافة إلى وقفة بالشموع في ساحة تنفيذ أحكام الإعدام بغابة المعمورة لقراءة الفاتحة على أرواح من قتلوا هناك من أجل الديمقراطية ووحدة التراب الوطني». وقد استعرض أطلس محمد بن الحاج، في التدخل ذاته، كرونولوجيا تؤرخ لمراحل اعتقاله، فالحكم عليه بالإعدام والتقائه بعدد من المعتقلين السياسيين طوال عشرين سنة من الاعتقال في زنازن الاعتقال بالسجن المركزي بالقنيطرة. يشار إلى أن هيئة الإنصاف والمصالحة كانت قد نظمت في النصف الثاني من شهر شتنبر المنصرم ندوة بطنجة حول مفهوم الحقيقة، طغت عليها تدخلات أساتذة وباحثين جامعيين عالجوا هذا المفهوم من الناحية الأكاديمية الصرفة، فيما ذهب آخرون إلى معالجة قضية الحقيقة في بعدها الفلسفي بعيدا عن معطيات الواقع. يونس السلاوي