ستكون المباراة التي ستجمع مساء الثلاثاء 24 يناير 2006 بين المنتخبين المصري والمغربي مباراة الفرصة الأخيرة بالنسبة لأسود الأطلس الذين أصبحوا في عنق الزجاجة بعد خسارتهم لمباراة يوم السبت الماضي أمام منتخب كوت ديفوار والتي كانت في متناولهم ضمن منافسات المجموعة الأولى برسم نهائيات كأس إفريقيا للأمم الخامسة والعشرين. وبرأي العديد من الخبراء والمختصين في عالم الكرة المستديرة فإن المنتخب المغربي لعب كرة راقية وقدم عرضا ممتازا وكان هو الأفضل والأقوى طيلة المباراة والأقرب إلى الفوز لكنه لم يكن محظوظا عكس منتخب كوت ديفوار الذي ابتسم له الحظ وحقق الفوز من ضربة جزاء . وبات حتميا على المنتخب المغربي أن يكسب مباراتيه المقبلتين على التوالي أمام المنتخبين المصري يوم غد والليبي يوم السبت القادم لحجز مقعده ضمن المنتخبات التي ستخوض مباريات ربع النهاية وبالتالي يتعين على اللاعبين المغاربة حسم أمر التأهيل بأقدامهم لا بأقدام الآخرين أي دون انتظار نتائج الفرق الأخرى أو مفاجئات سارة قد تحدث أو قد لاتحدث . فحتى في حالة تعادله أمام المنتخب المصري وفوزه على المننخب الليبي تبقى حظوظ منتخب البلد المضيف أوفر لأن مباراته الأخيرة ضد منتخب كوت ديفوار قد تكون شكلية بالنسبة لمنتخب الفيلة الذي يكون قد أمن تأهله بفوزه على منتخب ليبيا الذي يعد مجرد ضيف شرف وخارج المسابقة وبالتالي فالتعادل يخدم مصالح المنتخبين المصري والإيفواري . وطبيعي أن أي مدرب حينما يخسر مباراة سيخرج في المباراة الموالية كل أوراقه من أجل تحقيق الفوز وهو ما ينطبق على حالة المدرب الوطني امحمد فاخر الذي يعي جيدا عظمة الرهان ويرى أنه لامناص من الفوز في مباراة الغد " لم يعد أمامنا من خيار سوى الفوز . لقد أهدرنا الفوز على منتخب كوت د يفوار في مباراة كانت في متناولنا, بإهدارنا فرصا عديدة سانحة للتسجيل أتيحت لنا لكننا مع الأسف لم نفلح في تجسيدها إلى أهداف ". ولايخالف المدير التقني الوطني فتحي جمال امحمد فاخر الرأي "مباراة الغد ستكون حاسمة ومصيرية بالنسبة للفريق الوطني الذي ليس له بديل عن الانتصار الذي سيكون بوابة التأهل وإلا فإن مصيره سيكون الإقصاء في حالة تعثره مرة أخرى ". وفي الواجهة الأخرى يتخوف المصريون من مباراة الغد ويعتبرونها العقبة الكأداء ومباراة عنق الزجاجة بالنسبة للمنتخب المصري الذي يسعى جاهدا للتخلص من "عقدة " المنتخب المغربي فمدربه حسن شحاتة اعتبر أن فوز منتخب كوت ديفوار زاد من صعوبة مباراة المنتخب المصري مع نظيره المغربي حيث ستمثل مباراة الغد نقطة فاصلة في طريق الفريق نحو التأهل للدور الثاني " لكن المنتخب المصري أمامه هدف واحد هو الفوز على المغرب لضمان التأهل ". لكن تصريحات شحاتة جاءت متوازنة بين الفرحة بالفوز على منتخب ليبيا بثلاثية نظيفة والحذر من الإفراط في الثقة خاصة وأن الفريق مقبل على موقعتين في غاية الصعوبة وقال إنه يتعامل مع البطولة بنظام القطعة لأن " المشوار ما يزال طويلا والقادم أصعب ". وبحكم أن المنتخب المغربي الذي اعتبره شحاتة بأنه منافس لايستهان به ولديه عناصر متميزة في جميع الخطوط فإنه كما قال سيكون "مضطرا لإدخال بعض التعديلات على التشكيلة في مباراتنا المقبلة , حيث كانت خطة اللعب أمام ليبيا هجومية على طريقة (3 -4 -3 ) . لكن الموقف سيختلف أمام المغرب , حيث سيكون هناك تأمين دفاعي أكثر , لكن هذا لايعني تعديلا كبيرا في تشكيلة المنتخب الوطني بل سيكون في أقل الحدود ". وستكون مباراة يوم الثلاثاء هي الخامسة التي ستجمع بين المنتخبين المغربي والمصري في نهائيات كأس الأمم الإفريقية ذلك أنه سبق للمنتخبين أن التقيا أول مرة في الدور الثاني لدورة أديس أبابا1976 التي كان " أسود الأطلس" قد أحرزوا لقبها وتفوق المنتخب المغربي بهدفين لواحد (هدفا فرس والزهرواي) . والتقى المنتخبان المغربي والمصري لثاني مرة في مباراة الترتيب بلاغوس عام1980 وتفوق أسود الأطلس على منتخب الفراعنة2 -0 (هدفا خالد الأبيض ) . وكان ثالث لقاء للمنتخبين في نصف نهاية دورة1986 التي أقيمت بالقاهرة وتمكن المنتخب المصري من الفوز بهدف دون مقابل (هدف طاهر أبو زيد) فيما تقابلا لرابع مرة في الدور الأول لدورة1998 في بوركينا فاصو وكان الفوز حليف المنتخب المغربي (هدف مصطفى حجي) . فالمنتخب المصري لم يفز على نظيره المغربي على مدى الخمس وعشرين سنة الماضية إلا مرة واحدة وكانت عام1986 بالقاهرة في نصف نهاية كأس إفريقيا للأمم بالهدف الخادع الذي سجله طاهر أبوزيد من كرة ثابثة. والأكيد أن المنتخب المصري عجز عن الفوز على نظيره المغربي حتى وهو في أحسن حالاته . فحينما فاز بآخر كأس إفريقية عام1998 في بوركينا فاسو بقيادة "الجنرال" محمود الجوهري لم يخسر الفراعنة أي مباراة في مشوارهم إلا أمام منتخب المغرب بهدف دون مقابل من ضربة مقص رائعة لمصطفى حجي.