تستعد أحزاب سياسية وقوى مجتمع مدني، على رأسها حركة "النهضة"، تنظيم مسيرة مليونية يوم السبت 17 دجنبر 2016، باتجاه محافظة "صفاقس" جنوبتونس، تنديدا بعملية الاغتيال التي استهدفت الشهيد محمد الزواري وتأكيدا للموقف الشعبي التونسي المؤيد للقضية الفلسطينية. وأشرف رئيس الحكومة التونسية يوسف الشّاهد مساء الثلاثاء 20 دجنبر 2016 على مجلس وزاري مضيق بقصر الحكومة بالقصبة بحضور وزراء الداخلية والدفاع والعدل ومدير ديوان رئيس الجمهورية وقيادات امنية، على خلفية عملية الاغتيال التي تعرض لها الزواري، والذي أعلنت "كتائب القسام" أنه جزء منها واتهمت رسميا جهاز الاستخبارات الإسرائيلي باغتياله. وقد قرر رئيس الحكومة بعث "المركز الوطني للاستخبارات" الذي أعدت مشروعه رئاسة الجمهورية واحالته الى رئاسة الحكومة يتولى مهمة تجميع المعلومات والتنسيق بين مختلف الاجهزة الاستخباراتية وضبط الخيارات الاستراتيجية في مجال الاستعلامات وتحليلها. ويتعهد المركز الوطني للاستخبارات بتحديد التعاون الدولي في مجال الاستعلام وضبط المخطط الوطني للاستعلامات. وسيحدث هذا المركز بامر بعد عرضه على مجلس الوزراء المقبل. كما تم اتخاذ قرار ب اعداد مشروع قانون مكافحة جرائم شبكات الاتصال نظرا لكون 90 بالمائة من الجرائم يتم الاعداد لها عبر هذه الشبكات. ووجه المجلس الوزاري بتحويل "ادارة الحدود والاجانب" الى ادارة عامة مع وضع جميع الامكانيات لها. كما أعلن المجلس توجهه لتنظيم عمل شركات الانتاج التلفزي التي تتولى انتاج المواد التلفزية والاخبارية وغيرها لفائدة القنوات الاجنبية، وذلك على خلفية إقدام مراسل للقناة العاشرة الإسرائيلية على نقل تغطيات مباشرة من محافظة "صفاقس" والعاصمة تونس على خلفية عملية الاغتيال ذاتها. وخصصت كافة القنوات التلفزية والإذاعية بالإضافة إلى الصحافة المكتوبة، حيزا واسعا لنقاش عملية الاغتيال التي تعرض محمد الزواري، كما دعت هذه الوسائل قيادات سياسية في حركة "حماس" للحديث عن مسيرة الشهيد محمد الزواري. ولا تزال عملية اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، التي جرت يوم الخميس الماضي، تتفاعل في الساحة السياسية التونسية، بعد إعلان الجناح العسكري لحركة "كتائب القسام" رسميا السبت، بيانا نعت فيه الزواري وقالت إنه عضو فيها وتم اغتياله من طرف الاحتلال الإسرائيلي. والشهيد محمد الزواري هو مهندس طيران تونسي من مواليد 1967، عمل على مشروع تطوير طائرات بدون طيار وتصنيعها. انضم ل "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين وكان رائدا لمشروع إنتاج طائرات بدون طيار التي استخدمتها حماس في حربها ضد إسرائيل في قطاع غزة عام 2014. عاش فترة من الزمن في سورية أثناء وجود حماس هناك قبل عودته لبلاده تونس بعد الثورة والإطاحة بنظام بن علي عام 2011. وقع إغتياله في مسقط رأسه مدينة صفاقس في 15 دجنبر 2016.