لبى نداء ربه يوم الخميس 22 12 2005 عن عمر يناهز خمسين عاما المربي الكبير الأستاذ مصطفى ياسين بعد مرض ألم به من مدة ما يقرب من أربعة أشهر . ويعتبرالفقيد من قيدومي العاملين في صفوف الحركة الإسلامية، بل من المؤسسين للعمل الإسلامي بمدينة الدارالبيضاء، حيث إنه انخرط في سلك الدعوة وهو في سن الشباب وذلك تحت إطار الشبيبة الإسلامية وبعد ذلك التحق بحركة التوحيد والإصلاح. والفقيد، كما وصفه خطيب الجمعة بالمسجد المجاور لبيته، كان من الدعاة الصامتين وبالفعل كانت دعوته بسمته وأخلاقه وتواضعه ونصحه للجميع.وقد شيعت جنازته رحمه الله في اليوم نفسه، حيث حضرها ثلة من إخوانه وأقاربه وجيرانه وبعض مسؤولي الحركة بمدينة الدارالبيضاء والرباط. ويذكر الأستاذ أحمد الراقي، الذي عاشر الفقيد عن قرب وذلك بمصاهرته له من أخته الفاضلة ياسين لبنى، قائلا: فقد كان نعم المربي ونعم الداعية ونعم الناصح ونعم المخلص في عمله، حيث وإن كان المرض ينخر جسمه يذهب إلى المدرسة للقيام بواجب تربية الأبناء وبعد وفاته وجدت في مكتبته مجموعة من الفروض المدرسية مصححة بخط يده وذلك من أسبوع قبل موته. ويضيف المتحدث: ونظمت الحركة مأتما في اليوم الموالي لوفاته، حيث قدم مجموعة ممن خالط الأخ وعاش معه هموم الدعوة وأقاربه وجيرانه مجموعة من الشهادات المؤثرة، وأخبرني مجموعة من الأخوة حضروا هذا المأتم أنهم كانوا يجهلون عنه الكثير من صفاته الحميدة، إذ كان بيته مقرا لأنشطة الحركة وأعمالها، وظل مفتوحا للأخوة والأخوات في كل وقت وحين. وقد ربى أستاذنا الفقيد أجيالا من أبناء المسلمين وذلك لمزاولته التدريس على ما يزيد من خمس وعشرين سنة وقد أخبرني أحد المعلمين بالمدرسة، التي كان يدرس بها، أن العمل توقف بهذه المدرسة، واجتمع كل المعلمين والتلاميذ في ساحة المدرسة وبدؤوا في الاستماع إلى القران الكريم، وكلهم في تأثر وحزن لهذا المصاب الجلل، بل كان مرجعا في مدرسته، كما أخبرت بذلك بعض المعلمات، إذ كلما استشكل عليهم أمر في المقررات المدرسية أو التأطير التربوي وجدوا الجواب الكافي عنده رحمه الله تعالى. وكان رحمه الله من المجيدين لتلاوة القران الكريم، إذ وهبه الله صوتا شجيا ومؤثرا. وتوفي الفقيد وله ثلاث أبناء هم آسية وسعد وياسر. فاللهم ارحم أخانا مصطفى وأسكنه فسيح جناتك وأجزه عن دعوته وحركته خير الجزاء (وإنا لله وإنا إليه راجعون).