في أول بادرة من نوعها داخل المؤسسة التشريعية حمل أعضاء فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب الشارة الصفراء أول أمس داخل الجلسة العامة الخاصة بالأسئلة الشفوية، احتجاجا على طريقة تعامل الحكومة مع المؤسسة بشكل عام وعلى الإقصاء الإعلامي لصوت المعارضة وفريق العدالة والتنمية بشكل خاص، ورفع نواب الفريق يافطات صغيرة كتب عليها شعارات من قبيل لا للإقصاء الإعلامي للمعارضة البرلمانية، لا لتحويل مجلس النواب إلى مكتب ضبط لدى الحكومة،لا لاستمرار منطق التعليمات في الإعلام العمومي ،لا للحصار الإعلامي على المؤسسة التشريعية، يافطات ترفع عند كل تدخل لأعضاء الفريق لطرح السؤال أو التعقيب. وأوضح الحبيب الشوباني نائب رئيس الفريق المحتج في نقطة نظام عند بداية الجلسة أول أمس حيث لم يحضر من الوزراء حينها إلا الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان ووزير النقل بأن خطوة فريق العدالة والتنمية تعد بمثابة رسالة إلى الحكومة واضحة المعالم، وقال:إننا نتساءل هل من حقنا أن ندافع عن أنفسنا كمؤسسة تشريعية من الإقصاء والتهميش الإعلامي، لصالح الحكومة ونريد منكم جميعا أن تحددوا موقفكم ...، وجدد عبد الإله بنكيران عضو الفريق نفسه التأكيد على أن حمل أعضاء الفريق للشارت ورفع البطاقات، إنما هي طريقة يحتج بها على المعاملة السيئة التي يعامل بها التلفزيون مع البرلمان عموما ومع المعارضة خصوصا. واستغل الفريق الاستقلالي المناسبة للتنديد لما وصفه بمعاناة الفريق بالقول إن الإعلام المغربي يعادي الفريق الاستقلالي والنشاط الاستقلالي (وسط تصفيقات)، ويضرب بلحاف التجاهل عن أنشطة الحزب وهيئاته، فهل عدنا لعهد إدريس البصري، بل إن إدريس البصري كان أرحم بالإعلام مما هو عليه الآن.... من جهة أخرى اعترف نبيل بن عبد الله وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة بأن القناة الأولى وقعت في خطأ مهني في تغطيتها للجلسة العامة لمجلس النواب يوم الخميس 61 دجنبر، ونفى أن تكون وزارة الاتصال أو وزير الاتصال بشكل مباشر له مسؤولية في ذلك الخطأ، متعهدا أمام المجلس بأن هناك بحث في أسباب ارتكاب ذلك الخطأ وفي هذا السياق قال نبيل بن عبد الله : أريد أن أؤكد أمام الملأ بأن وزارة الاتصال ووزير الاتصال بشكل مباشر لا يتحمل أي مسؤولية في الخطأ، وأقول الخطأ المهني الذي ارتكب في تغطية جلسة يوم الخميس، هو خطأ مهني ونعمل الآن على إيجاد أسباب هذا الخطأ ولماذا ارتكب، معربا في الوقت نفسه بأنه كان يود التعامل سياسيا مع ما يتم التعبير عنه في القاعة في إشارته للشارات والبطاقات الاحتجاجية. وأضاف في سياق جوابه على سؤال الفريق المحتج حول الإجراءات التي تعتزم وزارة الاتصال اتخاذها لجعل الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة في وسائل إعلامنا المرئي منسجمة مع القيم والأصول الحضارية والثقافية المغربية، بأنه لا مجال اليوم في سياسة التعليمات في هذا المجال، فلا أحد يقول للوسائل العمومية إفعلي ذلك أو لا تفعلي، وليس هناك تعليمات كذلك للتلفزة المغربية بخصوص ما يجب أن تقوم به، وتقدمه في سهرات نهاية السنة. وأكد وزير الاتصال أن التلفزة المغربية تتعامل بكثير من الموضوعية مع ما يستلزمه الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، وأنها حريصة على التمسك بالأصالة والهوية الوطنية، والانفتاح على الابداعات الفنية العربية والدولية في آن واحد . واعتبر نبيل بن عبد الله أن تلك الاحتفالات دخلت في أعرافنا ومجال تعاملنا السنوي، وهي برامج وطنية وتشارك فيها وجوه مغربية تنتمي لعالم الفن والمسرح والسينما والأغنية. والهدف أن تكون هناك سهرة مغربية لتكون في مستوى المرغوب، مشيرا من جهة إلى أن هناك تنافس كبير على الصعيد الدولي وعلى صعيد التلفزة بمناسبة احتفالات نهاية رأس السنة الميلادية، ومن جهة أخرى إلى احترامه لموقف فريق العدالة والتنمية، مع ضرورة استحضار آراء متعددة داخل المجتمع المغربي، تتعامل على ما يبدو بشكل ايجابي مع ما يقدم من برامج في القناتين التلفزيتين المغربيتين خلال الاحتفالات المذكورة . وتعهد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة بأنه سيبلغ القناتين بوجهة نظر الفريق وملاحظاته عسى أن تتعامل معه بالليونة الضرورية . النائب عبد الوهاب راجي ، في تعقيبه نبه وزير الاتصال بأن الخطأ المهني الذي تحدث عنه بخصوص التغطية الإعلامية لأشغال البرلمان وطبيعتها يتكرر، من جانب آخر أوضح المعقب بأن ما يعيبه الفريق هو الاهتمام المبالغ بتلك الاحتفالات، في الوقت الذي لا تلقى فيه بداية سنة هجرية جديدة نفس الاهتمام والعناية، مع أنها تجسد القيم والتاريخ الإسلامي والمغربي، وقال:نحن لسنا ضد الاحتفال بالسنة الميلادية ونحن لسنا ضد الفن، ولكن القناتين هما من الشعب ويجب أن يكونا إليه وبالتالي لابد من مرعاة قيمه، مشيرا إلى أن سهرات رأس السنة في القنوات لا تليق بذكرى ميلاد رجل ليس ككل الرجال، طبع التاريخ ببصمته، ونشر قيم الحق والعدل، وزاد عبد الوهاب راجي قائلا:نريد لقناتينا أن تترشدا في مثل هذه اللحظات التي ترافقها على مستوى الخارج مظاهر انتشار الخمور، وكثرة حوادث السير وندعوكم أن تتحمولوا مسؤوليتكم. يشار إلى أنه في الجلسة التي تغيب عنها أغلبية أعضاء الفريق الاتحادي بسبب وفاة السيد عبد الرحمان شناف الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، قرأ النواب الحاضرون سورة الفاتحة ترحما على روح الفقيد.