أكد أستاذ القانون الدولي والخبير المغربي في الشؤون الإفريقية، الدكتور تاج الدين الحسيني، أن جولة الملك محمد السادس الحالية لإفريقيا، والتي بدأها من إثيوبيا، في 17 نونبر 2016، لها أبعاد استراتيجية مصلحية مشتركة بين المغرب ودول إفريقيا، وتأتي للقطيعة مع سياسة الكرسي الفارغ التي اعتمدها المغرب طيلة 32 عاما بعد انسحابه من المنظمة الإفريقية، احتجاجا على اعترافها بجبهة «البوليساريو» الانفصالية. وقال الحسيني، في تصريحات لوكالة "قدس برس إنترناشيونال"، نشرتها يوم الجمعة 2 دجنبر: «المغرب لاحظ أن وجوده في إفريقيا ضرورة أساسية، للربط بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي، وأيضا بين إفريقيا والشرق العربي، هذا فضلا عن إيمانه العميق بأن إفريقيا هي قارة المستقبل». وأضاف أن «توجه المغرب نحو إفريقيا هو مصلحة مشتركة، للمغرب ولإفريقيا، وأيضا لأوروبا، خصوصا أن الدول الإفريقية ليست دولا فقيرة، بل تحقق نسب نمو تتراوح بين 6 و7%». وأشار الحسيني إلىأن «المغرب لديه ما يقدم لإفريقيا غير ثروة الفوسفاط، بالنظر إلى أنه هو أول مستثمر في غرب القارة الإفريقية، وثاني مستثمر بعد جنوب إفريقيا في مجمل القارة». وأكد الخبير في شؤون إفريقيا أن المصلحة الاقتصادية للتقارب المغربي الإفريقي، لا تلغي المصلحة السياسية للمغرب، حيث استغل خصومه، البوليساريو والجزائر، الكرسي الشاغر لتمرير تقارير لمنظمات أممية معادية للمغرب مست بسيادتنا الوطنية، ومن هنا فإن عودة المغرب إلى القارة الإفريقية من شأنها تعديل هذه المواقف». وأضاف: «المغرب لا يقدم لإفريقيا فقط الامتيازات الاقتصادية وإنما أيضا يقدم لهم المساعدة في إيجاد خطاب ديني معتدل ومتسامح، وأيضا يمكن للمغرب أن يفيد إفريقيا أمنيا لمواجهة التطرف، بالنظر إلى ما تمتلكه أجهزته الأمنية من خبرة في هذا المجال، ويمكنه أن يساعد نيجيريا في مواجهة جماعة بوكو حرام وباقي الدول الإفريقية في مواجهة التطرف». وشدد الحسيني على أن العلاقات بين المغرب وإفريقيا ليست سياسية بحتة، وإنما أيضا لها بعدها الاقتصادي والديني والأمني، على حد تعبيره. وبدأ الملك محمد السادس، مساء يوم الخميس فاتح دجنبر 2016، زيارة رسمية لنيجيريا، في أول زياة له منذ توليه العرش. وتعد زيارة نيجيريا، المحطة الثالثة في جولته الأفريقية التي زار خلالها أثيوبيا ومدغشقر وستكون كينيا محطته الأخيرة، حسب برنامج الزيارة المعلن. ويرافق الملك محمد السادس في الجولة الإفريقية، مستشارون ووزاء إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وكان «الاتحاد الأفريقي» قد أعلن رسميا، في شتنبر الماضي، أن المغرب قدم طلبا رسميا بهدف إعادة انضمامه إليه بعدما انسحب منه قبل أكثر من ثلاثة عقود. ووجهت 28 دولة عضو في منظمة الاتحاد الإفريقي رسالة إلى رئيس جمهوية تشاد بصفته الرئيس الحالي للاتحاد تضمنت ترحيبا برغبة المغرب العودة إلى الاتحاد.