هددت الحكومة العراقية المؤقتة بتوجيه تهمة الخيانة العظمى -وعقوبتها القصوى الإعدام- لأئمة المساجد الذين يحرضون على التصدي للاحتلال الأمريكي من فوق المنابر، وهو ما اعتبره محلل سياسي عراقي يأتي في إطار عملية تكميم أفواه العراقيين المناهضين للاحتلال مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية. وأعلن وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب أن المحرضين على القتل من على المنابر - في إشارة إلى الخطباء الرافضين للاحتلال الأمريكي والمعارضين لنهج الحكومة المؤقتة- ستوجه إليهم جريمة الخيانة العظمى، وسيتم إحالتهم إلى المحاكم المختصة، وفق ما نقلت عنه جريدة المؤتمر الناطقة بلسان حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي في عددها الصادر السبت الأخير. كما نقلت الصحيفة عن ثائر النقيب المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي قوله: إنه تم في الموصل اعتقال عدد من أئمة المساجد الذين مارسوا التحريض على قيام العنف والمواجهات المسلحة مع الأجهزة الأمنية العراقية الأسبوع الماضي، مضيفا أنه ستتم محاسبتهم قانونيا. ويشير الدكتور محمد محروس الأعظمي -أستاذ قانون وشريعة- إلى أن العقوبة القصوى لجريمة الخيانة العظمى في قانون العقوبات العراقي الحالي هي الإعدام، غير أن هذه التهمة ترتبط عادة بقضايا التجسس لحساب دولة أجنبية أو تسريب أخبار عسكرية إلى دولة معادية أو تدمير اقتصاد البلد، وليس بالدعوة إلى تخليص البلاد من الاحتلال. وِشددت الحكومة العراقية في الأسابيع القليلة الماضية من استهدافها لأئمة المساجد السنية، بدعوى تحريضهم على مقاومة الاحتلال الأمريكي، واعتقلت في هذا السياق العشرات من شيوخ ورموز هيئة العلماء المسلمين المرجعية الدينية الأولى لسنة العراق، بينهم الشيخ عبد الستار عبد الجبار الناطق الإعلامي للهيئة، وذلك على خلفية موقف الهيئة الداعي لمقاطعة الانتخابات المقبلة. وتعرض جامع الإمام أبي حنيفة في حي الأعظمية إلى مداهمة أثناء صلاة الجمعة الأخيرة، قامت بها قوات الحرس الوطني العراقية أسفرت عن سقوط 4 شهداء و9 جرحى بين المصلين، أغلبهم في حالة خطيرة، كما اعتقلت قوات الحرس الوطني 17 مصليا لترديدهم هتافات تكبير واستنكار للهجوم بجانب إمام المسجد الشيخ مؤيد الأعظمي الذي تم اعتقاله. وبررت مصادر في الحرس الوطني لمصادر صحفية هجومها على المسجد بتلقيها أوامر بدخول المسجد لاعتقال إمامه الشيخ مؤيد الأعظمي لتحريضه على العنف، واتهمت المصادر نفسها مسلحين من داخل المسجد بالمبادرة بإطلاق النار عليهم، مشيرة إلى أن ذلك دفعها لإطلاق النار. في غضون ذلك يرى متتبعون أن هذه الممارسات تأتي ضمن إطار مسلسل الضغوطات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال على الأصوات العراقية المناهضة للاحتلال والرافضة له، مضيفين إلى أن اتخاذ مثل هذه الإجراءات من قبل الحكومة المؤقتة يأتي متزامنا مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات مطلع العام المقبل من أجل تكميم الأفواه الرافضة لإقامة انتخابات في ظل الاحتلال والهيمنة الأمريكية. ويخلص متتبعون آخرون إلى إن مثل هذا العمل الذي ينتهك حرمة الدين الإسلامي ورموزه المتمثلة بعلماء الدين وخطباء المنابر، من شأنه أن يزيد من النقمة الشعبية والغضب الجماهيري، والعداء ضد حكومة علاوي.