ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. طارق الهاشمي الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي للتجديد: المقاومة العراقية مستعدة للمشاركة السياسية إذا وجدت مشروعا قابلا للتطبيق
نشر في التجديد يوم 16 - 12 - 2005

رغم الاحتلال الجزء المملوء من الكأس موجود!.. هذا ما اكتشفه بعد انتهائي من محاورة الدكتور طارق الهاشمي الأمين العام للحرب الإسلامي العراقي.. ففي انتظاري قدوم الدكتور الهاشمي في فندق ماريوت بالعاصمة القطرية الدوحة، بدأت في مراجعة الأسئلة لترجيح أهمها للطرح والنقاش..أغلب ما جمعته عن هذا الحزب السني كان يوحي بأنه مخطئ في فهمه ونهجه.. المشاركة في مجلس الحكم الانتقالي في كنف الاحتلال الأمريكي رغم رفض القوى السنية لذلك.. التصويت بنعم لمسودة الدستور والخروج عن الإجماع الذي اشتهر بها السنة قبل وأثناء التصويت ضد هذه المسودة.. المشاركة في الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان).. تعرض مكاتبه في غرب العراق للإحراق واختلافه مع بعض الهيئات السنية..
لكن بعد الحوار تغير المشهد ولاحت في الأفق إنجازات واجتهادات كفيلة بالتسجيل والتقدير.. وقوف الحزب الإسلامي العراقي ضد جعل يوم 9 مارس من كل عام يوما وطنيا وتسميته بيوم النكبة!.. فصل المقاومة عن العمل الإرهابي الذي يستهدف قتل الناس الأبرياء.. طعنه في مسودة الدستور وتقصير مدة تعديلها كاملة وليس لبعض بنودها من 8 سنوات إلى 4 أشهر.. إضافته بنودا للدستور خاصة البند 140 الذي "أصبح البعض (من السنة) يقول انتخبونا حتى نعدل من خلاله الدستور".. تحويل التصويت في البرلمان على أي مادة إلى الأغلبية المطلقة بدل نسبة الثلثين.. تشكيله جبهة التوافق العراقية مع قوى سنية أخرى لخوض انتخابات 15 ديسمبر الجاري.. فصل الأوقاف الشيعية عن الأوقاف السنية التي تتعدى أكثر من 95% من أوقاف المسلمين في العراق...
وفي ثنايا هذا الحوار الذي أجرته التجديد كشف عن كثير من القضايا والوقائع وتاليا نصه:
= انتهى مؤتمر الوفاق الوطني العراقي في القاهرة يوم 19 أكتوبر الماضي بالعدد من النقاط العالقة منها عدم تحديد تعريف محدد للإرهاب وللمقاومة المشروعة، لماذا لم يظهر مفهوم محدد للإرهاب والمقاومة في هذا المؤتمر؟
بسم الله الرحمن الرحيم .. نحن نعتقد أن البيان الختامي لهذا المؤتمر بيان مقبول ولا يرقى لأن يكون مثاليا أو جيدا جدا مقارنة بعدد من المسائل التي لم يغطها هذا البيان. كنا نحاول منذ البداية أن يتفق أو يخرج هذا المؤتمر بوصف موضوعي دقيق للتفريق بين الإرهاب وبين المقاومة المشروعة. الحزب الإسلامي العراقي تقدم بما أطلق عليه في حينه ميثاق شرف ملزم لكافة العراقيين. وكان في ميثاق الشرف هذا فقرة تصف الإرهاب بما ينبغي أن يوصف به وتفصل هذا العمل المرفوض عن المقاومة الوطنية المشروعة التي تستهدف في المقام الأول طرد المحتل وإعادة السيادة للعراقيين. مع الأسف الشديد كانت قائمة الائتلاف وقائمة الشيعة وقائمة التحالف الكردستاني التي تمثل الأكراد كانت لديهم رؤية غير واضحة، أو ربما تعمد في خلط الأوراق وجعل أو اعتبار كل عمل عسكري في الوقت الحاضر يقع أو يصنف تحت مسمى الإرهاب. وقد استغرقنا خلال مؤتمر القاهرة ساعات طويلة في نقاش وحوار ولم نصل في نهاية المؤتمر إلى وصف دقيق وفصل موضوعي للإرهاب عن المقاومة. وعلى هذا الأساس إحدى الثغرات التي لا تزال قائمة هي أن الخلط لا يزال قائماً وبالتالي أنا أعتقد أن هذا الخلط
ستكون له تداعياته وآثاره السلبية على العمل السياسي مستقبلاً أيضاً.
= دعا الرئيس العراقي جلال الطالباني إلى لقاء بعض عناصر تمثل الفصائل المسلحة أو المقاومة، ألا تمثل هذه الدعوة من الرئيس العراقي و أعلى سلطة سياسية في الدول بالعمل العسكري في العراق وبالمقاومة؟
لا أعتقد بالذي حصل، لأن هذه الدعوة لا تشكل انعطافاً جديداً في مسار الحكومة ورؤيتها وتقييمها للمقاومة. هناك في العراق في الوقت الحاضر فوضى إدارية بمعنى أن رموز الحكومة غير منسجمة ولا يربطها منهج حكومي واضح لأن يقوله جلال الطالباني قد ينقضه رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري غدا، وبالتالي ما ذكره الطالباني لا ينبغي تفسيره سوى أنه موقف شخصي في المسألة لا تزال تعرف جدلا حولها حتى الآن، هذه واحدة. حتى لو اعتبرنا هذا التصريح يشكل رؤية جديدة للحكومة العراقية فإن هذا التقييم جاء متأخرا خصوصاً بعد أن مدت دول كبرى وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية جسور التقارب مع المقاومة والآن تتفاوض معها في مسعى من هذه الدول للبحث عما تطلق عليه المخرج المشرِّف من المأزق العراقي. النقطة الثالثة المهمة هو أن هذه التصريحات سوف لن ترضي المقاومة بأي حال من الأحوال، المقاومة بحاجة إلى مسألتين: المسألة الأولى هي الاعتراف الواضح الشامل بأن المقاومة الوطنية للمحتل هي حق وواجب للعراقيين تكفله الشرائع السماوية والقوانين الدولية، أما النقطة الثانية فينبغي أن تطرح الحكومة مشروعا متكاملاً يؤدي إلى استيعاب المقاومة في العملية
السياسية. فالمشهد السياسي في الوقت الحاضر في أمس الحاجة إلى هاتين المسألتين حقيقة وعلى هذا الأساس تجد أن ما يحصل من تفجيرات كل يوم دليل واضح على أن هذه الرسالة أو الدعوة إذا كان الطالباني يريد أن يرسل رسالة إلى طرف ما، أنها لا قيمة لها وبالتالي لا تزال أعمال العنف مستمرة.
= هناك من اعتبر مشاركتكم في مؤتمر القاهرة بأنها محاولة لجذب عناصر لها صلة أو يمكن أن تكون لها صلة بفصائل المقاومة في العراق أو تكون قريبة من فصائل المقاومة وبالتالي تتفاوض معها الحكومة أو الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر.
* أنا أتكلم باسم الحزب الإسلامي آخذا في الاعتبار أنني الأمين العام لهذا الحزب، فحضورنا هذا المؤتمر لم يشكل جديدا على قناعة الحزب ومشاركته الفعلية في العملية السياسية. الحزب الإسلامي يشارك في العملية السياسية منذ يوم النكبة عند سقوط النظام في 9/4/2003 ولحد الآن يشارك في مجلس الحكم، شارك في الحكومة المؤقتة وفي الجمعية الوطنية المؤقتة، وسوف يشارك في انتخابات 15 من الشهر الجاري، بالنسبة لنا على الأقل هذا الموضوع لا نعتقد أنه ذو دلالة ما. ثم هناك مسألة مهمة الكل يعلم أن خطابنا السياسي خطاب يعطي المقاومة الوطنية حقها المشروع ويدافع عنها وأنا أعتقد فيها خيرا ولدينا رؤية واضحة عن كيفية فصل المقاومة الوطنية الشريفة عن العمل الإرهابي الذي يستهدف قتل الناس الأبرياء، والذي يستهدف استنزاف موارد الدولة وإهدار ثرواتها وتدمير البنية التحتية الاقتصادية وتفجير الخدمات. موقفي واضح من هذه المسألة، نحن أصلاً في العملية السياسية وبالتالي حضور الحزب الإسلامي العراقي لهذا المؤتمر لا أعتقد بأن هناك رسالة كانت ينبغي أن تصل إلى الحزب الإسلامي وأن الأطراف الأخرى لديها رغبة في أن تصل إلى المقاومة عن طريق الحزب
الإسلامي.
= هل تتوقعون أن تدخل فصائل المقاومة في مع الحزب الإسلامي من أجل إيجاد أرضية مشتركة خاصة مع مشاركتكم في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
الحوار بدأ منذ فترة وليس جديدا ولدينا علاقات معها، رغم أننا ليسنا جزءا من المقاومة ولا المقاومة جزء من المشروع السياسي في الحزب الإسلامي العراقي لكن حزبنا يستطيع أن يصل إلى المقاومة بكل سهولة ويتحاور معها. الآن المقاومة لديها رؤية حول جدوى ومشروعية العمل السياسي وهي تدعم العملية السياسية وربما تكون مستعدة أيضا للنشاط وللعلمية السياسية متى ما وجدت المشروع الذي يقدم لها مشروعا عقلانيا عمليا قابلا للتطبيق.
= صوتتم بنعم الدستور وشاركتم في الحكومة الانتقالية لكن الأحزاب والهيئات السنية وفصائل المقاومة اختلفت معكم في هذا التصويت وحاولت مراجعة موقفكم بأقصى ما لديها، فكيف إذا تقولون إنكم قربون من المقاومة ومستعدون لحمل مواقفها ومطالبها بشكل أو بآخر ثم تختلفون معها في هذا الموقف؟ ألا يشكل هذا نقطة اختلاف بينكم وبين المقاومة وقوى سياسية أخرى ضد مشروع تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي؟
هناك لبس كبير أحاط بقرار الحزب حول مسودة الدستور. هذا اللبس يبدو أنه لا يزال قائما مع الأسف الشديد. الحزب الإسلامي العراقي لم يوافق على مسودة الدستور، ولا يزال يطعن فيها ويقول إن فيها ثغرات ربما تغير مستقبل البلد وتعمل على تجزئته إن لم نقل إنها ربما تدفع بالبلد إلى حرب أهلي، هذا جانب.
من جانب آخر الحزب الإسلامي العراقي لا يقول لا لحبه للا، ولا يقول نعم لحبه لنعم. الحزب الإسلامي يستند في مشروعه إلى السياسة الشرعية والموازنة بين المصالح والمفاسد، وإذا وجد أن يدفع مفسدة أكبر أو يفوت مفسدة كبرى والقبول بمفسدة صغرى يعتمد على القرار، الذي حصل أن الحزب الإسلامي العراقي كان منذ البداية يتفاوض ومعه أطراف عديدة من العرب السنة وكان هناك عدد من المواد المختلف عليها، كنا نقول للطرف الذي يمثل الحكومة إما تعيدون النظر في صياغة المواد المختلف عليها في الدستور أو ترحلوا هذه المواد إلى الجمعية الوطنية المقبلة وسوف نوافق على الدستور. الذي حصل في نهاية المطاف أنه ليس ترحيل بضعة المواد المختلف عليها وإنما كامل مسودة الدستور إلى الجمعية الوطنية المقبلة وبالتالي فالذي تحقق هو مكسب كبير للغاية وهو أن المسودة من المقدمة إلى الأرقام الختامية قابلة للمراجعة وللتعديل خلال أربعة أشهر من عمر الجمعية الوطنية المقبلة. المقاومة كان رأيها هو حث الناس على المشاركة الانتخابية وقول لا للدستور، وهذا كان موقف الحزب الإسلامي حقيقة، فالمقاومة لأول مرة تلتقي 100% مع مشروع الحزب قبل تغييره في اللحظة
الأخيرة. الذي حصل أن الحزب الإسلامي عندما اتخذ هذا القرار الجريء وذا الجرعة السياسية الكبيرة للغاية كان ينبغي أن تكون لديه ماكنة إعلامية لترويج التغيير الذي حصل في موقف الحزب الإسلامي الذي يفتقر إلى هذه الماكنة، وكانت بالمقابل ماكنة خبيثة قد جندت منذ البداية لتشويه مقاصد الحزب والتأثير على ولاء الناس له وتشويه حتى تراث وسمعة رموزه وقيادة هذا الحزب في الوقت الذي لم يستطع الحزب أن ينهض للرد على هذه التهم إلا متأخرا. ماكينة الحزب الإعلامية تأخرت 24 ساعة كان هناك فراغ إعلامي فانبرى الآخرون وملؤوا هذا الفراغ وشوهوا مقاصد الحزب وشوهوا حتى لماذا صوت بنعم. الأيام التي تلت كان الحزب الإسلامي بدل أن يثقف الناس كان يرد على الخصوم فكانت هناك تجربة جديدة من الناحية الإعلامية في ذاك الأوان. نحن حتى الآن لا نعتقد أننا ارتكبنا خطأ كبيرا في هذا القرار. الآن الذين طعنوا في موقفنا يقولون للناس انتخبونا حتى نعدل الدستور للاستفادة من المادة 140 التي أضيفت للدستور بفضل الحزب الإسلامي العراقي. هكذا تغير واقع الحال في هذا الموضوع.
= ما هي الضمانات التي لديكم بأنه سيتم تغيير مسودة الدستور في البرلمان المقبل؟
ليس هناك ضمانات في العمل السياسي. العمل السياسي كالعمل العسكري ليس من المفروض أن يجلس القائد الخصم المجهز بكامل الأسلحة والمعدات ولديه رتب عسكرية والطرف الآخر جالس في بيته يطلب ضمانا من طرفاً ما مع أنه جالس في بيته وسوف ينتصر. العمل السياسي لا يدار بهذه الطريقة. العمل السياسي هو وجه من أوجه الصراع الموجود بين البشر، صراع يحتكم إلى وجهة النظر والحوار وغيرهما. نحن نقول ضمانتنا الوحيدة في أي عمل سياسي هي أن تكون في الميدان. الحزب الإسلامي العراقي خفف من القيود المفروضة على تعديل الدستور. خفف أولاً من التعديل بعد ثماني سنوات إلى أربعة أشهر في البرلمان المقبل. النقطة الثانية بدلاً أن يكون التصويت بمقدار الثلثين في الجمعية الوطنية أصبح التصويت بالأغلبية المطلقة بمعنى خمسين زائد. الذي بقي هو موضوع واحد هو موضوع ثلثيْ الثلاث محافظات وولايات.
لماذا بقيت هذه الفقرة؟ السبب أنه نحن المغيبين عن الجمعية الوطنية وعن الحكومة قلنا منذ البداية إن هذا الدستور كتب بطريقة سوف تؤذينا لا تلبي المصالح الشرعية أو الوطنية وبالتالي سوف نسقطه بالاستفادة من فقرة الثلثين. نحن نتكلم عن مشروع متكامل لا نتكلم عن بضعة بنود. خلال المفاوضات نقول لهم الغوا فقرة الثلثين، يقولون لنا هذا ليس من العدالة أن تطلب هذا الشيء، أنتم أبقيتم الثلثين عندما كان الموضوع يفيدكم وعندما الموضوع أصبح في صالحنا تقولون الغوا الثلثين، هذا ليس من العدالة، كما أنكم سوف تستفيدون من الثلثين قلنا الحق في أن نسقط الدستور فيما لو كتب بطريقة تؤذينا، وبالتالي هذه الإضافة التي حققها الحزب الإسلامي العراقي حققها بعد أن وافق الائتلاف الشيعي والتحالف الكردستاني أي أن العرب السنة زائد الشيعة زائد الأكراد إضافة إلى باقي الأطياف الرئيسية في المجتمع العراقي لأول مرة خلال الفترة الماضية خلال الستة شهور الماضية بعد أن تخندق العراقيون واستقطبوا طائفياً وعرقياً لم يبق أمامنا في ظل الدستور سوى الاحترام لأن الناس انقسموا بشكل حاد لم ينقسموا عليه تاريخياً، وبالتالي كان لا بد من وقفة شجاعة على
الأقل تنزع فيتل الأزمة تعيد هذا التوافق الذي فقد عندما قدمت مسودة الدستور في يوم 15/8 إلى الجمعية الوطنية ولم نقبلها. قدمت رغماً عنا، الآن مسودة الدستور قدمت بهذا التعديل وهنالك توافق على أن الكل يقول إن هنالك ثغرات في الدستور. لا نقول هذا نحن فقط الأكراد أيضاً يقولون والشيعة أيضاً يقولون هناك ثغرات والشيعة ليسوا كلهم مع الفدرالية. قلنا طالما هناك خلاف على هذه المسودة لماذا لا يؤجل موضوع دراستها وإعادة النظر فيها إلى الجمعية. هذه الجمعية ستكون متوازنة أصلاً كل القوى السياسية والعرقية ستكون ممثلة تمثيلاً جيداً من خلال صناديق الاقتراع وبالتالي لا بد من فرصة للعراقيين ليجلسوا مرة ثانية ويعيدوا النظر في المسودة هذا الذي تحقق. مبدأ الوفاق كان كسباً كبيراً جداً ينبغي أن يضاف على كسب فقرة 140 من الدستور.
= هل تتوقعون حضورا للسنة العرب في البرلمان المقبل خاصة مع العمليات العسكرية والاعتقالات التي قالت هيئة علماء المسلمين إنها تستهدف التأثير على حضور السنة في البرلمان؟
أولاً نتائج الانتخابات بالتأكيد سوف تحددها جملة عوامل، المسألة الأولى هي رغبة أهلنا الراغبين في المشاركة في الانتخابات، المسألة الثانية تطويع الأوضاع الموجودة على الأرض في يوم الانتخاب أو الأيام التي تسبقها، المسألة الثالثة ما هي احتمالات تزوير وتشويه إرادة الناخبين. هذه هي العوامل التي ستصنع مصير البرلمان المقبل. نحن نتوقع أن الأطراف الأخرى لديها مشاريع لتعويض مشاركتنا في العملية الانتخابية وبالتالي نعيش وقتا صعبا ربما هم يحلمون بأن تعاد نفس الأوضاع التي كانت سائدة قبل 30/1/2005م التي بموجبها قررنا الانسحاب من الانتخابات ودفعنا بسبب ذلك ثمناً باهظاً وكلفة عالية.
وأيا كانت الظروف التي سوف تواجهنا ميدانياً سوف نشارك في العملية الانتخابية وإننا مستعدون لتقديم تضحيات جيدة ولدينا أيضاً ضمانات من أطراف سوف يتولون حماية مراكز الاقتراع وهذا تطور جيد في ساحتنا، وبالتالي إذا شعر العربي السني أنه سيذهب إلى صندوق الاقتراع والعودة آمناً إلى بيته فالمشاركة ستكون جيدة. أما موضوع التزوير لدينا أيضاً مساع مع المفوضية المستقلة للانتخابات ولدينا جملة إجراءات ولكنها تحتاج إلى تمويل وإلى عيون لنا في مراكز الاقتراع لمراقبة العملية الانتخابية. نحن نعتقد أن الوضع ربما سيكون أفضل مما كان عليه في السابق، المهم الآن لدينا خبرة ورغبة وقدرة على إقناع الطرف الآخر والضغط على الحكومة من أجل تطويع الأوضاع لتفادي الضغط على الناس وعرقلة مسار الانتخابات.
= هل هناك نقاط مشتركة بينكم وبين باقي القوى السنية؟
الحزب الإسلامي العراقي ومجلس الحوار الوطني ومؤتمر أهل العراق هذه الأطراف الثلاثة دخلت في تحالف وفي جبهة أطلق عليها جبهة التوافق العراقية. هذه الجبهة أصدرت برنامجها الانتخابي الذي يستهدف أربعة أهداف في الوقت الحاضر هي تعديل الدستور وتحرير العراق وبناء العراق ثم الحفاظ على وحدة البلد.
= هل تسعون إلى الاتفاق مع القوى السنية التي لها وزن بالعراق وخلق توازنات معها؟
جبهة التوافق العراقية تعتبر الجبهة الوحيدة للعرب السنة، ليس هناك تكتل سياسي آخر، هذه الجمعية تمثل العرب السنة وحتى المقاومة الوطنية تقر هذه الجبهة وسوف تدعمنا ولم تبق إلا هيئة علماء المسلمين. هذه الهيئة لها رأي في المشاركة السياسية نحن نحترم وجهة نظرها في هذه المسألة، ونعتقد أنها سوف لن تتدخل هذه المرة في الانتخابات كما تدخلت في المرة السابقة عندما أصدرت بياناً دعت فيه إلى مقاطعة الانتخابات، ودفع العراقيون بسبب ذلك ثمناً باهظاً.
= هل تتوقعون أن يفوز السنة بمقاعد كافية من أجل التأثير في البرلمان المقبل؟
ليس لدي ضمان كما تعلم، هذا عمل سياسي معقد للغاية خاصة في ظل الأوضاع السائدة في العراق ولكن أعتقد من خلال مشاركة انتخابية كبيرة ومراقبة الانتخابات وتفادي التزوير وتطويع الأوضاع، أعتقد إذا حصلت هذه المطالب الثلاثة أن حضورنا سيكون قويا ونتائج الانتخابات ستكون مبشرة وواعدة إن شاء الله.
= لو عدنا إلى مؤتمر القاهرة، في مسودة بيان المؤتمر تركت مسألة جدولة الانسحاب دون تحديد لماذا لم يتم تسوية هذه المسألة؟ أو من هي الجهة التي كانت وراء عدم جدولة انسحاب الاحتلال في البيان؟
المبدأ أقر وبدا واضحاً في البيان الختامي للمؤتمر، هذا المؤتمر ليس من مسؤوليته الدخول في التفاصيل، أعتقد أن مجرد الإشارة لهذا المبدأ هو كسب كبير، ويفترض أن المؤتمر الموسع القادم الذي سيعقد في نهاية أبريل وبداية مارس المقبلين لابد أن يتطرق إلى التفاصيل، في الحزب الإسلامي العراقي لدينا مشروع متكامل لهذه المسألة لكن لم يتسع المجال ولا كان مطلوبا من القوى السياسية أو المؤتمر أن يدرس هذه المسألة بالتفصيل.
= ما هي هذه النقاط التي لديكم بخصوص مسألة الانسحاب؟
النقاط ببساطة هي أن على الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أن تعلن عن جدول زمني للانسحاب من العراق ولنفترض هذا الجدول يتضمن انسحاباً تدريجياً خلال ستة أشهر وربما حتى سنة، وخلال هذه السنة ينبغي تهيئة البديل العسكري لسد الفجوة الأمنية التي قد تحدث بسبب انسحاب القوات الأمريكية. لدينا مشكلة الآن بالنسبة لوحدات الأمن الداخلي وبالنسبة لوحدات الحرس الوطني التابعة لوزارة الدفاع فالأغلبية من القوى البشرية اختيرت بطريقة سيئة ودربوا بطريقة سيئة وليس لديهم تجهيز كاف وميزانيتهم قاصرة، وبالتالي لابد من غربلة هذا الجيش الوليد بعد استبعاد الرتب الكبيرة ودعوة الرتب الصغيرة من العقيد والمقدم إلى الخدمة في الجيش وتدريب هذه القوات خلال ستة شهور أو سنة، وإذا تعذر تحقيق ذلك لابد من دعوة الجامعة العربية لتجلب جيوشا من دول عربية لسد الفراغ الأمني الذي قد يحصل بسبب انسحاب القوات الأمريكية، فأنت لديك جدول زمني للانسحاب كلما اقترب من الانتهاء كلما ارتقت وتيرة بناء الجيش الوليد فخلال ستة أشهر الجيش الأمريكي سوف يصل إلى مغادرة نهائية ويصل الجيش العراقي إلى قمة تأهيله المادي والمعنوي والبشري والتجهيزي هذه عن
الخطة باختصار.
= هناك مسؤولون في السلطة يقولون بعدم جدوى خروج القوات الأمريكية حاليا من العراق بل حتى قوات الاحتلال نفسها تقول بعدم إمكانية الخروج من العراق حالياً فكيف تنسجم خططكم مع خطط هؤلاء؟
هم الآن بالتأكيد يرغبون في بقاء القوات الأجنبية في العراق لأنهم لا يعتقدون وليس لديهم قناعة حتى الآن أن الجيش العراق الذي تم تشكيله حالياً يكفي للتعويض عن القوات الأمريكية، ووجهة نظرنا تختلف في حقيقة الأمر والسبب نحن لا نعتقد أن الجيش الوليد هو كاف لإدارة الملف الأمني ولكن لو أعيد النظر في تشكيلة هذا الجيش نحن نعتقد أنه بالإمكان تهيئة جيش عراقي خصوصاً أن لديك خزين من القوات المدربة جيشنا كان الجيش الرابع في العالم فلديك خزين من الخبرات والكفاءات ومن المؤهلات العالية وما يحتاجه هو إعادة صقل لهذه المؤهلات وتجهيزها وإعادة هيكلتها وتدريبها تدريباً بسيطاً لتأخذ زمام المبادرة، هذا لم يتحقق لحد الآن وطبعاً الجانب الآخر يشك أو لا يريد عودة الجيش الماضي ويتهم الجيش السابق بأنه جيش صدام حسين أو جيش البعث.. نحن نعتقد أن هذا الكلام كلام فيه مصداقية حقيقة، نحن نعتقد بأن الضباط الكبار ربما كانوا قد تورطوا في مسائل وجرائم وتجاوزات حتى في حقوق الإنسان، أما الضباط الصغار حتى ولو كانوا بعثيين فإنهم انتسبوا لحزب البعث العربي الاشتراكي بسبب الحاجة أو بسبب العوز وبالتالي كل هؤلاء عراقيون وطنيون ولابد أن
يجدوا متسعاً من العيش الكريم لهم في وظائف وفي مهارات لا نزال في أمس الحاجة لها.
= هل لديكم ضمانات دولية أو إقليمية أو عربية بخصوص انسحاب الاحتلال من العراق؟
ليست هناك ضمانات. المشكلة أعقد من ذلك هو أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يقول إن القوات الأمريكية ستبقى في العراق حتى استكمال المهمة. نحن نخاطب الأمريكان ونقول بالله عليكم أين المهمة التي طال انتظارها وهم لا يقولون شيئاً ولا يعلقون على هذه الأسئلة. المسألة هلامية وغامضة، أنا لا أعتقد أن هنالك شيئاً يراد تحقيقه في الوقت الحاضر. الإدارة الأمريكية تتخبط وليس لها إستراتيجية في إدارة الملف العراقي، وهي تختبر عدداً من المسائل والخيارات وعندما يفشل هذا الخيار تنتقل إلى خيار آخر ربما نقيض الخيار الأول وهكذا إلى أن ترسى على خيار تعتقد أن فيه الخير وتطبقه إلى النهاية. هذه سياسة فيها التجربة والخطأ.. وبالتالي كيف يضمن طرف آخر أن القوات الأمريكية سوف تنسحب اليوم أو غداً، كل الذي نعلمه ولا شك لدينا فيه أن الإدارة الأمريكية أوقعت نفسها في هذا المستنقع العراقي وهي الآن تبحث عن مخرج تقول ينبغي أن يكون مخرجاً مشرفاً ، لو وجدت الإدارة الأمريكية من يعينها من الدول على هذا الأمر وأن العراق لا ينزلق إلى الفوضى سوف تنسحب في الغد.
= يأخذ على حزبكم أنه شارك في المجلس الانتقالي من دون أن تكون له موافقة من أغلب القوى السنية، السؤال ماذا حققتم من المشاركة في المجلس الانتقالي؟
في المجلس الانتقالي حققنا الكثير، لكن المشكلة أن الموجة الإعلامية المضادة التي طالت الأحزاب السياسية التي جاءت مع الدبابات الأمريكية وشاركت في مجلس الحكم طالتنا أيضاً في هذه المسألة، أنا كنت أحد الذين صوتوا في مجلس شورى الحزب للدخول في مجلس الحكم أساس الموازنة بين المفاسد والمصالح. الحزب الإسلامي العراقي أولاً قوض مساعي الإدارة الأمريكية في اعتبار يوم 9/4 هو يوم تحرير وعيد وطني للعراقيين والآن أنا اسميه كأمين عام للحزب الإسلامي العراقي يوم النكبة. المسألة الثانية أن حزبنا عوق قانون اجتثات البعث قدر ما يستطيع وحاول بجهده أن يعلق هذا المشروع إلى مراحل متأخرة في هذا المشروع، ولا يزال يطعن فيه ويحاربه وأجرى تعديلات جذرية في مسودة الدستور حول هذا القانون. المسألة الثالثة هو أن الحزب الإسلامي منع أو رفع فيتو واضحا على قرار بريمر تسريح الجيش وتسريح وزارة الإعلام والمخابرات والأمن والداخلية، الحزب الإسلامي هو الذي وقف في هذه المسألة واعترض عليها، وعندما مرر القرار بهذا الشكل طالب الحزب الإسلامي بالحفاظ على مصالح الناس وأن تبقى الرواتب جارية إلى أن هؤلاء الأشخاص وعائلاتهم والخ.. الحزب الإسلامي
حقق شيئا لا يعرفه الناس وهو المحافظة على أوقاف المسلمين، كانت أوقاف المسلمين ستنهب كلها من الطرف الآخر ..
= من هو الطرف الآخر؟
الطرف الشيعي، كانت هناك رغبة جامعة للسيطرة على أوقاف السنة باعتبار أنه كانت هناك وزارة وكانت لهم رغبة أن يكونوا في هذه الوزارة وكانوا يحافظون على منصب وزاري للأوقاف وفي اللحظة الأخيرة تقدم الحزب الإسلامي بمقترح فصل الأوقاف الشيعية عن الأوقاف السنية. الأوقاف الشيعية مقارنة بالأوقاف السنية لا تعني شيئا ورمزية، فأكثر ربما 95% من أوقاف المسلمين هي أوقاف سنية في الشمال والجنوب والوسط والغرب. والحزب الإسلامي حافظ على أوقاف الأمة من خلال دعوته لفصل الأوقاف وجعل أوقاف سنية لهذا الموضوع، وهذا قد تحقق. هناك كراسة أصدرها الدكتور محسن عبد الحميد رئيس الحزب السابق وهو رجل رئيس مجلس الشورى في الحزب يبين فيها الكثير من الإيجابيات التي تحققت.
= على ذكر الدكتور محسن عبد الحميد لماذا تمت إقالته من الحزب؟
الحزب لديه مرجعية شرعية التي هي مجلس الشورى وهذا الرجل أولاً عندما تقلدتُ منصب الأمين العام في يونيو 2004 تم ابتكار منصب جديد لم يكن موجوداً في اللائحة الداخلية للحزب لمنصب رئيس الحزب على أساس يتولى المناصب الشرفية والبروتوكولية للحزب، وأنا انصرف للمناصب التنفيذية للحزب وبعد مرور سنة وجدنا أن هذا المنصب حقيقة لا داعي له، والرجل وجد رغب في المسائل الفكرية والثقافية وغيرها أصبح رئيس مجلس الشورى وبرلمان الحزب. وبالتالي الرجل يعني ألغى المنصب واختير من قبل مجلس الشورى أن يكون رئيسا للمجلس وهو لم يقص بعملية جراحية، فنحن ليس لدينا انقلابات في الحزب حتى يقصى هذا الرجل وهناك مجلس شورى من مئة عضو، هذا المجلس هو الذي انتخبني وهو الذي يسمى الدكتور محسن عبد الحميد رئيس الحزب ثم عاد وسماه رئيس مجلس الشورى.
= يقال إن حزبكم يعبر عن أقلية صغيرة في أوساط السنة وأنه حتى في غرب العراق حيث وجودكم تعرضت مكاتب لكم للإحراق، ماذا تقولون في هذه النقطة؟
هذا الخبر أوجدته في وكالة الصحافة الفرنسية قصد إغاظة الإرادة الأمريكية عندما ما وافق الحزب الإسلامي على تمرير الدستور فاختارت فرنسا من هذا الإحراق النكاية بهذه الإدارة من حلال الحزب الإسلامي ولكن الذي دفع الثمن هو الحزب الإسلامي العراقي. وكانت هناك مبالغة غير مسبوقة وغير مهنية(!!؟؟). أعتقد أن وكالة الصحافة الفرنسية ارتكبت خطأ تاريخيا في حق الحزب الإسلامي وخرجت عن الأخلاقية المهنية للصحافة بشكل مقزز في هذا اليوم الذي كنا نعيش فيه ساعات حرجة نوضح خطابنا للعامة. فالحزب الإسلامي العراقي هو أفضل وأمتن كيان سياسي موجود في الصف العربي السياسي، وهو الحزب الوحيد المرتب المنظم ولديه منهجية ودائرة شرعية للتأصيل الشرعي لمواقف الحزب ولديه امتدادات في كل أنحاء العراق وبالتالي عندما صدرت جبهة التوافق العراقية التي ننتمي لها غطت كل مناطق العراق حتى المناطق الشيعية.
ما قبل عن أنه لا وجود لنا في المنطقة الغربية هو غير صحيح، المنطقة الغربية بشكل عام هي خارج السيطرة، بمعنى أن فصائل التوحيد والجهاد مسيطرة على أجزاء كبيرة من هذه المنطقة وإذا كانت الإدارة الأمريكية الآن تعاني الأمرين من خلال مواجهاتها مع القاعدة هناك لا يبدو أن الحزب الإسلامي يواجه القاعدة ولا نحن بصدد هذا الموضوع ما عندنا خلاف مع أحد، الخلاف بين القاعدة أو التوحيد والجهاد وبين الإدارة الأمريكية. صحيح أن نهجنا يختلف عن نهج القاعدة وهي موجودة بقوة في المنطقة الغربية، لا أنكر ولكن ليس الحزب الإسلامي هو فقط غير المتواجد هناك بل حتى الحكومة العراقية وحتى الأحزاب والفصائل الأخرى غير متواجدة هناك بل حتى العشائر مسلوبة الإرادة حتى الإدارة الأمريكية غير قادرة أن يكون لها تواجد دائم في هذه المناطق. وبالتالي فليس الحزب الإسلامي حزب ضعيف لأنه غير موجود في المنطقة الغربية فهذا لا يمثل حقيقة المعادلة، بل المعادلة هي أن التوحيد والجهاد لها ثقل عسكري واضح في هذه المنطقة.
= قلت بأن لديكم إمكانيات للتواصل والحوار مع المقاومة فهل تحاورتم مع أبو مصعب الزرقاوي؟
نحن لا نتحاور مع القاعدة وليس لنا علاقة بالتوحيد والجهاد على الإطلاق وهم غير مستعدين ليجلسوا معنا ونحن غير مستعدين للجلوس معهم. هم لديهم منهج يختلف عن منهجنا 100% وبالتالي لا نعتقد وهؤلاء الناس غير مفتوحين حقيقة ولديهم فتاوى يعتقدون أنها ملزمة غير قابلة للمفاوضة وغير قابلة للنقاش وبالتالي أنا أعتقد أي نوع من العلاقات العامة معهم هو مضيعة للوقت.
= هل يوجد الزرقاوي في العراق بالفعل؟
يقال بأنه موجود ولكنني لم ألتق به.
= هذا القول من طرف العراقيين أم الأمريكيين؟
لا، من طرف العراقيين.
= هناك مواطنان مغربيان تم اختطافهما في العراق، هل سعيتم أو لكم مساع للإفراج عنهما؟
سعينا في اللحظة التي تدخلت فيها الدولة المغربية وكنا حريصين جداً على أن ننقذ هذين البريئين مما أصابهما ولكننا في اللحظة التي سمعنا أن جماعة التوحيد والجهاد هي الجهة التي اختطفتهما توقفنا عن المتابعة لأنه يعني أن مساعينا هي مساع فاشلة، وبالتالي لم نواصل مساعينا في هذه المسألة رغم النداءات والخطابات التي وصلتنا، ولو كان الموضوع يتعلق بفصيل آخر لكنا قد سعينا في هذه المسألة وحاولنا إنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن أن يكون الأمر مع التوحيد والجهاد أنا أعتقد أن هؤلاء الناس لا يقبلون بالنقاش.
= هل تتوقعون أن تدخل المقاومة معكم في حوار إذا أصبح لديكم وجود معتبر في البرلمان وتتبادلون المشاريع أو مصالح معينة؟
هذا أكيد، أنا أعتقد أن المقاومة لم تكن أقرب للعمل السياسي مما هي عليه اليوم، وهي اليوم قريبة جداً من العمل السياسي لكنها تريد مشروعاً ملائماً تجد فيه نفسها ويعترف بها بأنها مقاومة مشروعة حتى تنخرط في العمل السياسي، ونحن لا نريد أن تنخرط في العمل السياسي 100% وفالحزب الإسلامي العراقي يقوم بهذه المهمة ولديه مشروع سياسي متكامل ولكن إذا وصلت المفاوضات مع الإدارة الأمريكية وتأكدنا أن هذه الإدارة عازمة على سحب قواتها بالتالي لابد أن يكون للمقاومة دور محدد بمعنى أنه عندما يغادر آخر جندي العراق ينبغي أن تلقي المقاومة الوطنية سلاحها وتنخرط في لعملية السياسية، وحتى يتحقق هذا الأمر ينبغي أن تكون للمقاومة الوطنية رؤيتها ومنظورها في العملية السياسية والمشاريع المطروحة.
= قال وزير الخارجية السعودي بوجود إيراني في العراق ألا تظن أن الدولة المجاورة للعراق تؤثر في الساحة العراقية من خلال عمليات تستهدف السنة والشيعة خاصة المساجد والأسواق وغيرها؟
هل تعتقد أن ما يجري في العراق هو بسبب تدخل دول الجوار؟
= بعض المراقبين يقولون إن هناك مصالح لدول مجاورة للعراق بأن تبقى الساحة العراقية مشتعلة حتى تبقى أمريكا مشغولة بالعراق وبالتالي فهذه الدول تقوم ببعض العمليات هنا وهناك، وأن لا أدري والشعوب العربية والإسلامية لا تدري من يقوم بالعمليات التي تستهدف الأسواق الشعبية والمساجد وغير ذلك لهذا نتساءل.
الساحة العراقية أصبحت معقدة وأصبحت مسرحاً لتسوية حسابات من قبل أطراف عديدة. فكل من لديه خلاف مع طرف ما يأتي للعراق ويصفيه حسابه حتى ولو دفع كلفته العراق، هذا هو الذي يحصل اليوم. ودول الجوار وخصوصاً إيران ليست اللاعب الرئيسي في مشاكل العراق والتي ربما أذاها على العراقيين كان أبلغ من الاحتلال. لكن أجهزة المخابرات في العالم الآن ربما كلها موجودة في الساحة العراقية وعندما تتعارض أجندات هذه المخابرات وأجندات دولها مع بعضها بعضا، ناهيك عن أن الاحتلال لديه أجندة خاصة لتشويه المقاومة من خلال ما يطلق عليه فرق العمالة القذرة وهذه أعلن عنها في الإنترنت بالأسماء والفصائل. وما الذي يمنع أمريكا أن تعيد تطبيق نفس برنامج فلكس الذي طبق في فيتنام في الستينيات من أجل تشويه نظرة الشعب الفيتنامي للمقاومة هناك وبالتالي فإن هذه الأشياء هي جزء من عملية تقوم بها القوات الأمريكية والقوات البريطانية كما حصل في البصرة مؤخرا عندما ألقي القبض على رجال مخابرات إنجليز كانوا يهيئون لأعمال تخريبية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.