قال العربي المساري، عن التغيير الذي عرفه الحقل الإعلامي بالمغرب انه يظهر في إعلامنا الذي من سماته الذكاء و الجرأة لدى الصحافيين الشباب الذين اقتحموا هذا المجال و وسعوا مجال الحرية فيه شبرا شبرا إلى أن أصبحت الأشبار كيلومترات وذكر في هذا الباب بنافذة الجواهري وبخط اليد للسحيمي وقال إن من سمات هذا التغيير أيضا اندثار الطابوهات الكثيرة التي كانت موجودة عندنا وعزا المساري العنصر الثاني لهذا التغيير إلى كون المغرب قد ارتبط بالاقتصاد العالمي، و منها الشراكة مع أوروبا التي تقتضي في بنودها التساوي والتماثل في المؤسسات ،وقد انعكس هذا الضغط على جميع المستويات وأما العنصر الثالث فهو ضغط الأجانب على المستوى الحقوقي،وذكر باتفاقية 1995 مع البرلمان الأوروبي التي أثارت مشكل حقوق الإنسان السياسية وحرية الرأي. واستطرد قائلا إن الدولة تنازلت عن احتكار المجال السمعي البصري ونحن الآن بصدد تأسيس الخدمة العمومية و عن الصحافة المكتوبة قال إنه تم تعديل القانون و أصبح قريبا جدا مما تمت المطالبة به في النقابة (إلغاء العقوبات الحبسية والتخفيف من بعض القيود...) و هذه السمة الجديدة تختلف كثيرا عن القوانين السابقة بالرغم مما تبقى في الدواية.وهناك الآن تعليمات من طرف الوزارة لتطهيره من العقوبات الحبسية وإبقائها على المس بالمقدسات .وأشار إلى التجاوب الايجابي بين النقابة والوزارة بالرغم من الخلافات البسيطة وتساءل عما يتطلبه تأهيل المقاولة ؟ولماذا؟ اليوم هناك ما يناهز 590 جريدة ليست كلها مرضية للجمهور لأن من بينها الجرائد النشيطة وأخرى(كثيرة) مازالت مثل الذي يلعب كرة الشراوط. وقال المساري إن الصحافة هي المنتوج الوحيد الذي يجب بيعه وجوبا دون سعره الحقيقي ،وأشار إلى التكاليف الباهضة وأوجب أن يكون النقل بالمجان و تخفيف ثمن الورق وتكلفة المداد و ... وأورد شروط وزارة الاتصال للاستفادة من هذا المنح. وفي هذا اللقاء الذي نظمته النقابة الوطنية للتعليم العالي بتنسيق مع جريدةملفات تادلة بكلية الآداب ببني ملال بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال ، قدم وزيرالاتصال السابق ، إحصائيات حول الصحف بالمغرب وقال إن ببلادنا 590 عنوانا تشغل 2130 صحفيا مهنيا وهو عدد متواضع بالنظر مثلا إلى جريدة لوموند التي تشغل نصف هذا العدد لوحدها، وأخبر لمساري أن المغرب في آخر اللائحة الدول العربية في المقروئية؛13قارئا لكل 1000 نسمة بعد السودان والصومال واليمن وموريتانيابحسب اليونسكو .وحسب دفتر مكتب الصرف لاحظ المساري واردات المغرب من ورق الطباعة أن سنة 1998 بلغ 19 ألف و565 طن وسنة 1999 بلغ 19 الف و480 طن و21 ألف طن سنة 2000 و 17 ألف طن في 2001, مستخلصا أن استهلاكنا من هذه المادة اقل من أي بلد عربي ومثل بمؤسسة الشروق بتونس التي تستهلك لوحدها20 ألف طن في السنة.وهذا يعني أن السوق محدودة بالمغرب رغم تكاثر العناوين وتشكل الصحافة اليومية أكثر المبيعات حيث تمثل60 %حسب إحصائيات 2004. ومنذ 5سنوات كانت ثمثل 70 %وهذا راجع إلى انتقال القراء إلى الجرائد الأسبوعية التي أصبحت ظاهرة ملفتة للنظر حتى من الناحية المهنية. وهذه السوق يقول المساري محدودة بسبب ضعف القدرة الشرائية بالإضافة إلى الأمية بالطبع وقال أن 50‚2 درهم ثمن الجريدة تمثل 43‚5 من الحد الأدنى للأجور. مقابل 1 اورو بإسبانيا أي 40‚4 %من الحد الأدنى للأجور.ولاحظ أن في 10سنوات الأخيرة انخفظت المبيعات من 167 ألف و 569 سنة 1994إلى 156الف و494في سنة 99.و16 ألف830 نسخة سنة 2004 أي انخفاظ بأكثر من النصف .وقال أن 36% من القراء يسرقون الجريدة في إشارة إلى ظاهرة كراء الصحف في المقاهي. و قال المساري أن الانخفاظ الذي عرفته بني ملال وخريبكة كان ملحوظا إذ كان العدد سنة 2001 هو 6042 و5458 سنة 2002 و4725 في 2003و4500 في 2004 وهذه السنة إلى حدود أكتوبر بلغت 5894 نسخة. تمثل الفرنسية فيها 13 % . وتمثل بني ملال وخريبكة ومكناس وخنيفرة و تطوان 5% ليبقى فرسان القراءة بالدار البيضاء والرباط وأكادير ومراكش و فاس أي 68% من القراء في المغرب و 30 بالمائة لباقي مدن المغرب،مما يفسر عزوف شركات التوزيع عن هذه المناطق الأخيرة.واقترح تأسيس شركة للتوزيع بجهة تادلا/ أزيلال لكي تتخطى هذاالعائق. وقال ساخرا أن ببني ملال تستهلك 3مليون و631ألف قنينة جعة(البيرة) في السنة وتقرأ مليون و 496 ألف جريدة في السنة للإشارة إلى عدم تكافؤ القراءة واستهلاك البيرة ودعا إلى توسيع جمهور مستهلكي الصحف وأخبر أن وزارة الاتصال مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة لذلك في الورق و دعم في وسائل المواصلات وفي التكوين والدراسات بشرط أن تكون المقاولة وفق معايير ومتطلبات العصر. كما نصح الجرائد الجهوية بالعمل داخل تعاونيات وتجميع الجهود لإعطاء منتوج جيد.