عند اقتراب حلول أية مناسبة دينية أو اجتماعية، تنتشر في شوارع المدن المغربية ملصقات إعلانية كبيرة لقروض، يصفها أصحابها بالمُغرية، تقدم نسبا خاصة للسلفات، موجهة خطابها أساسا إلى زبنائها وإلى الموظفين الذين قد يجدون في تلك العروض استجابة لحاجاتهم المادية الملحة؛ فمثلا قُبَيل شهر رمضان الفائت، انبرت بعض البنوك وشركات القروض بإشهارأنشطتها الدعائية من أجل مصاريف رمضان، ولا تفتأ تغري بقروض ربوية من أجل الدخول المدرسي. وتفتقت عبقرية شركات القروض الصغيرة، على فكرة استخدام عشرات الشباب ذكورا وإناثا يوزعون ملصقاتها وبياناتها الإعلانية في شتى الأماكن، كالشوارع أو تحت أبواب المنازل.. وهكذا قبل حلول عيد الأضحى لهذه السنة، تستغل هذه الشركات حاجة الأسر المتوسطة والفقيرة لشراء أضحية العيد، بتزيين صورة هذه القروض الربوية، بحيث تحدد مبلغ القرض مثلا في قدر 5 آلاف، يمتد تسديدها خلال سنتين بنسبة ربوية تصل إلى 10 أو15%، أو تسديد مبلغ 69 درهم شهريا، وأحيانا لا تحدد النسبة الربوية على القروض، لتترك ذلك إلى حين الاتصال المباشر بينها وبين الزبون، كطريقة جديدة من فن الماركتينغ لجلب الناس إليها. وما يلفت الانتباه حقا هو هذا الاستغلال الذكي من بعض الأبناك وشركات القروض المتناسلة، لحلول المناسبات الدينية كعيد الفطر وعيد الأضحى، ومن يدري فقد يأتي الدور أيضا على موسم الحج، لنفاجَأ بإعلان ملصق جذاب لعرض قرض بنسبة ربوية، كي يستطيع المواطن المغلوب على أمره اقتناء تذكرة الذهاب والإياب إلى الحج. وبعد عودته من أداء مناسك الحج، يؤدي ما عليه من قروض ربوية طيلة ما تبقى من حياته..؟