أعلن المؤتمر الرابع لمؤسسة القدس، والملتقى الثاني للشبكة العالمية للمؤسسات العاملة للقدس، في ختام أعماله في العاصمة اليمنية صنعاء، أنه نجح في جمع 3 ملايين دولار تبرعات مالية ومنح دراسية لسكان مدينة القدسالمحتلة. ووجه المؤتمر، الذي نظم في الفترة من 4 إلى 6 كانون أول (ديسمبر) 2005، ست رسائل: الأولى إلى سكان مدينة القدس، أكد فيها "أن أبناء الأمة العربية والإسلامية باقون على العهد، مصممون على الاستمرار في دعم صمودهم ومساندتهم في مواجهة المخططات الهادفة إلى تهويد القدس وطمس هويتها، حتى تستعيد عروبتها، وتتحرر مقدساتها الإسلامية والمسيحية". ورسالة ثانية إلى الشعب الفلسطيني، شدد فيها على "أن القدس هي جوهرة فلسطين، وجوهر القضية الفلسطينية، التي هي بدورها القضية المركزية لكل عربي ومسلم وحر في هذا العالم، والتي هي أيضاً بوابة الإنسانية إلى التحرّر من كل أشكال العنصرية التوسعية، التي يمارسها الاحتلال الصهيوني". وأكدت الرسالة الثالثة التي وجهت إلى الشعب العربي والإسلامي، على أنه "إذا أراد الإعلام الغربي والصهيوني المعروف الغايات والأغراض، ومن يعاونه من دوائر مشبوهة، الإيحاء بأن أمتنا تعيش، ومعها العالم، عصر الإذعان لإملاءات الهيمنة الاستعمارية والصهيونية، وأن التفوق الصهيوني هو قدَرٌ لا يمكن مواجهته، فإننا نؤكد أن أمتنا تعيش عصر المقاومة والجهاد، بكل الأشكال والمستويات، وأنها بفضل هذه المقاومة نجحت في دحر المحتل الصهيوني من جنوب لبنان، ومن قطاع غزة، كما نجحت في إرباك الاحتلال "الأنغلوأمريكي" في العراق، وتحويله إلى مأزق متفاقم، نلمس تداعياته كل يوم، سواء على أرض العراق، أو داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكل الدول المشاركة في العدوان والاحتلال". أما الرسالة الرابعة فخصها المؤتمر إلى الحكام العرب والمسلمين، وفيها قال: "إن القدس هي أمانة في أعناقكم جميعاً، وأن حماية مقدساتها، ودعم صمود أهلها، هي واجبكم، وأحد مصادر شرعية ولايتكم، وأن أي نكوص عن القيام بواجب إنقاذ القدس هو تخلٍّ عن واحد من أبسط مستلزمات المسؤولية التي تتحملونها، ومن هنا فقمّة مكة الإسلامية المرتقبة مدعوّة لأن تكون أيضاً قمة القدسوفلسطين، وكل أرض محتلة في العراق أو جنوب لبنان".، على حد قول المؤتمر. ودعت الرسالة الخامسة المنظمات الدولية، وفي مقدّمتها الأممالمتحدة، إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة في حماية القدس وصون مقدساتها، وإفشال مخططات تهويدها، باعتبار أن ما يجري في القدس يشكل اعتداءً على التراث الإنساني. وأكدت الرسالة الأخيرة الموجهة إلى أعضاء مؤسسة القدس الدولية، وأنصارها في العالم، أن "هذه المؤسسة لن تكون تظاهرة عابرة، وأنها أثبتت، رغم قصر عمرها، وضآلة إمكاناتها، أنها صادقة في وعدها، أمينة على عهدها، وفية لمنطلقاتها، جادّة في خطاها، عازمة على تحقيق أهدافها"، بحسب تعبير البيان. وعبر البيان الختامي عن شكر المؤسسة للمبادرة الرسمية والشعبية في البحرين، بإنشاء مجمع الأقصى الخيري، الذي سيرصد ريعه لمشاريع القدس والمسجد الأقصى، وكذلك في السودان بتخصيص وقفٍ للقدس، وللمبادرة الشعبية في لبنان، والأردن، بتخصيص أوقافٍ متعددة ومتنوعة الأشكال، يُرصد ريعها للقدس، إلى جانب الوقفية، التي تبرعت بها اليمن. وقال البيان "لقد تلقى المؤتمرون هذه المبادرات بارتياحٍ وتقديرٍ كبيرين، ورأوا فيها بداية طيبة لنشر هذه الفكرة في شتى أنحاء العالم العربي والإسلامي". وأبدى المؤتمر الرابع "أعلى درجات التضامن مع فضيلة الشيخ محمد بن علي المؤيد، والشيخ محمد زايد، المعتقَلَين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمحكوم عليهما بالسجن لمدة خمسة وسبعين عاماً، بتهمة جمع أموال لدعم صمود الشعب الفلسطيني، ودعوة كل الجهات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى العمل على الإفراج عنهما، وعن كل المعتقلين والأسرى في السجون الصهيونية والأمريكية".