تمكنت مؤسسة القدس الدولية التي تضم عددا من الشخصيات والهيئات العربية والإسلامية من تجاوز حاجز المليون دولار من التبرعات، خلال المؤتمر الرابع للمؤسسة المنعقد حاليا في العاصمة اليمنية صنعاء برعاية الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وحشد مجلس إدارة المؤسسة الدعم اللازم لما أطلق عليه "وقف الأمة لبيت المقدس" أو الوقف الإسلامي العالمي لإعمار القدس ودعم أهلها، إضافة إلى إقرار مجموعة من المشاريع لدعم الفلسطينيين في المدينة المقدسة ومواجهة مخططات التهويد والاستيطان اليهودي فيها. ويهدف مشروع الوقفية إلى تخصيص أموال لإقامة مشاريع ربحية دائمة في مختلف البلدان العربية والإسلامية لتمويل مشروعات متنوعة في القدس. وقدم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس مجلس أمناء المؤسسة مرافعة مطولة حث فيها الجمعيات والمؤسسات العاملة للقدس أو تلك المهتمة بقضيتها على المبادرة بإنشاء مثل هذه الأوقاف. ولقيت دعوة الشيخ القرضاوي استجابة سريعة فأعلن الشيخ عبد الله الأحمر رئيس مجلس النواب اليمني وعضو هيئة الرئاسة بالمؤسسة، العمل على تشكيل هيئة وقفية في اليمن، وقطع وعدا بأن يقدم اليمن تبرعا ماليا كبيرا للمشاريع في القدس يصل إلى ملايين عدة من الدولارات. كما أعلن وفد البحرين موافقة الدولة على إنشاء مشروع وقفي للقدس وتخصيص أرض في المنامة لإقامة هذا المشروع عليها. المال يواجه التهويد وقد اعتلى أحد مسؤولي الجمعيات الخيرية منصة المؤتمر الذي يحضره أكثر من 200 شخصية ومؤسسة حاثا الحضور على التبرع، معلنا بالتوالي الالتزامات التي تتقدم بها كل جهة لتشجيع جهات أخرى على التنافس بينها في قيمة المبلغ المتبرع به. وارتفعت وتيرة التبرعات الشخصية بعد أن ألقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل كلمة قص فيها على الحاضرين بعضا من المواقف التي قدم فيها أشخاص عاديون تبرعات عالية للحركة وصلت إلى ملايين عدة من الدولارات دفعة واحدة. ومع ذلك، لم يخل الأمر من توجيه انتقادات من بعض الحضور لضعف المبالغ المقدمة مقارنة بالمبالغ التي يقدمها اليهود لمشاريعهم وعملياتهم الاستيطانية والتهويدية في فلسطين وتشجيع الهجرة اليهودية إليها. وقال الأمين العام للمؤسسة محمد أكرم العدلوني إن الوقفية العالمية للقدس تعتبر بمثابة مؤسسة اقتصادية إسلامية كبرى تحمل بذور التنمية وتغذيتها في مختلف مجالات الحياة بالمدينة المقدسة. ويضيف العدلوني أن المؤسسة اقترحت أيضا إنشاء صناديق وقفية مخصصة لغايات محددة مثل صندوق رعاية الأقصى والمقدسات وصندوق إعمار البيوت المهدمة، وصندوق رعاية المعاقين والجرحى وصندوق رعاية الأسرة والطفولة، وغيرها من الصناديق التي يتطلب تمويلها –حسب المؤسسة– ما قيمته 65 مليون دولار. وبدا الأمين العام للمؤسسة القدس متفائلا بإمكانية الحصول على هذا المبلغ مشيرا إلى أن التزامات دعم هذه المشاريع ستتضاعف مع جهود وتحركات إدارة المؤسسة بعد انتهاء المؤتمر سواء مع الهيئات الشعبية أو الحكومية العربية والإسلامية. ويختتم مؤتمر مؤسسة القدس غدا الثلاثاء بصدور بيان ختامي وبانتخاب مجلس إدارة جديد.