كشفت دراسة أمريكية حديثة، أن عدم حصول الأطفال قبل سن المدرسة على القسط الكافي من النوم، يجعلهم أكثر عرضة للسمنة في مرحلة الطفولة، حيث أجرى فريق البحث دراسته على مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 إلي 4 سنوات، لاكتشاف تأثير النوم وعلاقته بزيادة الوزن عند الأطفال فى مرحلة ما قبل المدرسة. وقسّم الفريق، الأطفال إلى مجموعتين، الأولى حُرمت من النوم خلال وقت الظهيرة أو ما يسمى القيلولة، بالإضافة إلى تأخير نومها ساعتين عن المعتاد ليلاً، فيما نامت المجموعة الأخرى ساعاتها الطبيعية، بالإضافة إلى القيلولة التى استمرت لمدة ساعة. ووجد الباحثون أن المجموعة الأولى زاد استهلاكها للطعام بنسبة 20% عن المعتاد، بالإضافة إلى زيادة استهلاك السكريات بنسبة 25%، والكربوهيدرات بنسبة 26%، والدهون بنسبة 23%، بالمقارنة مع المجموعة الثانية. كما وجدت الدراسة، التي أجراها باحثون بجامعة كولورادو الأمريكية، ونشروا تفاصيلها يوم الخميس10 نونبر 2016 في دورية "أبحاث النوم"، أن الأطفال الذين حُرموا من النوم، عادوا إلى معدلات أكلهم الطبيعية، حينما أخذوا كفايتهم من النوم ليلاً بالإضافة إلى القيلولة. ولفت الدارسون إلى أن نتائج التجربة تتماشى مع نتائج الدراسات السابقة التى أجريت على المراهقين والبالغين، والتى أثبتت أن الحرمان من النوم يجعل الأشخاص يستهلكون طعاما أكثر، وبالتالي تتضاعف لديهم مستويات البدانة. وللإشارة فإن هذه الدراسة هى الأولى من نوعها التي تقيم آثار فقدان النوم على استهلاك الغذاء عند الأطفال قبل سن المدرسة. وفي 2008، قالت منظمة الصحة العالمية، إن هناك أكثر من 1.4 مليار نسمة من البالغين يعانون من فرط الوزن، وأكثر من نصف مليار نسمة يعانون من السمنة، حيث يموت ما لا يقلّ عن 2.8 مليون نسمة كل عام بسبب فرط الوزن أو السمنة، بحسب المنظمة التي رصدت فى أحدث تقاريرها عام 2013، أكثر من 42 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من فرط الوزن. وأشارت ذات المنظمة ، حسب تقرير أوردته وكالة الأناضول، إلى أن سمنة الطفولة من أخطر المشكلات الصحية في القرن 21، ومن المحتمل أن يتحوّل الأطفال ذوو الوزن المفرط إلى مصابين بالسمنة عند الكبر، ومن المحتمل أيضاً أن يصابوا أكثر من غيرهم، بالسكري وأمراض القلب في سنّ مبكّرة، مما يؤدي إلى وفاتهم وإصابتهم بالعجز في مراحل مبكّرة.