قال باحثون بجامعة هارفرد الأمريكية، إن الأطفال الذين أنجبوا عن طريق ولادة قيصرية قد يرتفع لديهم خطر الإصابة بالسمنة، مقارنة مع نظرائهم الذين تلدهم أمهاتهم طبيعيًا. جاء ذلك في دراسة نشرها الباحثون، اليوم الأربعاء، في دورية الجمعية الطبية الأمريكية لطب الأطفال، أشارت إلى أن الولادة القيصرية قد تكون لها تأثيرات سلبية على صحة المواليد. ولكشف العلاقة بين الولادة القيصرية وإصابة المواليد بالسمنة، تابع الباحثون حالة أكثر من 22 ألف طفل، ولد من بينهم حوالي 5 آلاف طفل، أو ما يعادل 22.3% عن طريق ولادة قيصرية. ووجد الباحثون أن الولادة القيصرية، زادت خطر إصابة المواليد بالسمنة في مرحلة الطفولة والمراهقة، بنسبة 15%، مقارنة مع الأطفال الذين كانت ولادتهم طبيعية. كما وجدوا أن الأطفال الذين ولدوا عبر ولادة طبيعية انخفضت لديهم مخاطر الإصابة بالسمنة، بنسبة 31%، مقارنة مع الذين كانت ولادتهم قيصرية. وعن السبب في ذلك، قال الباحثون إن خطر السمنة لدى الأطفال يزيد أو ينقص على قدر التعرض للجراثيم والبكتيريا المعوية خلال عملية الولادة. وفسروا ذلك بأن الأطفال الذين يولدون طبيعيًا يتعرضون لمزيد من الجراثيم والبكتيريا، المصاحبة للولادة الطبيعية، التي تغير نمط أمعائهم وتجعلهم أقل عرضة للبدانة في مرجلة الطفولة والمراهقة. وعلى العكس، فإن الأطفال الذين يأتون عن طريق ولادة قيصرية، يتعرضون لقليل من البكتيريا والجراثيم، وهذا يرتبط بزيادة مخاطر إصابتهم بالسمنة في وقت لاحق. وقال الباحثون "لاحظنا وجود ارتباط بين الولادة القيصرية وزيادة خطر الإصابة بالسمنة في المواليد، كما لاحظنا أن الولادة الطبيعية لها تأثير وقائي لحماية الأطفال من مخاطر السمنة". ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هناك أكثر من 1.4 مليار نسمة من البالغين يعانون من فرط الوزن، وأكثر من نصف مليار نسمة يعانون من السمنة، في 2008، ويموت ما لا يقلّ عن 2.8 مليون نسمة كل عام بسبب فرط الوزن أو السمنة. ورصدت المنظمة، فى أحدث تقاريرها، أكثر من 42 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من فرط الوزن في عام 2013. وأشارت إلى أن سمنة الطفولة من أخطر المشكلات الصحية في القرن الحادي والعشرين، ومن المحتمل أن يتحوّل الأطفال ذوو الوزن المفرط إلى مصابين بالسمنة عند الكبر، ومن المحتمل أيضاً أن يصابوا أكثر من غيرهم، بالسكري وأمراض القلب في سنّ مبكّرة، ما قد يؤدي إلى وفاتهم وإصابتهم بالعجز في مراحل مبكّرة.