أعلن البنك الدولي (البنك الدولي للإنشاء والتعمير الذي يتمتع بتصنيف ائتماني من الفئة الممتازة Aaa/AAA)، إصدار سندات خضراء بقيمة 100 مليون دولار اشتراها بنك المغرب (البنك المركزي المغربي) بغرض إدارة احتياطاته. جاء ذلك في بيان للبنك الدولي نشره على موقعه الرسمي. وتستضيف مدينة مراكش المؤتمر الثاني والعشرين للمناخ (COP22) في الفترة من 7 إلى 14 نونبر 2016، حيث يلتقي قادة المناخ في العالم للتركيز على بحث الإجراءات العاجلة المطلوب اتخاذها للتأكد من وضع اتفاقية باريس المناخية موضع التنفيذ. وتعليقا على ذلك، قال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم: "إننا بحاجة إلى نظام مالي عالمي قادر على احتساب المخاطر والفرص المناخية. ويعد إنشاء سوق للسندات الخضراء أمرا أساسيا لتعبئة تدفقات رأس المال الضروري من القطاع الخاص من أجل التصدي لتغير المناخ. ويسعدنا التعاون مع البنك المركزي المغربي بشأن هذه المبادرة المهمة". من جانبه، قال عبد اللطيف جواهري، محافظ البنك المركزي المغربي، «مع إدراكها المتزايد لآثار تغير المناخ، تعكف الآن الدول المشاركة في قمة المناخ في مراكش COP22 على تحديد كيف يمكن تحقيق التعهدات التي التزمت بها في قمة باريس. ومن هذا المنطلق جاء استثمار بنك المغرب في سندات البنك الدولي الخضراء. وسيدعم هذا الاستثمار مشاريع التنمية المستدامة التي يمولها البنك الدولي بما فيها استثمارات في بعض بلدان أفريقيا". ومن المقرر أن ينتهي أجل سندات المائة مليون دولار الممتد لثلاث سنوات في 15 دجنبر 2019، وتتمتع بفائدة ثابتة تدفع بكوبونات نصف سنوية. والمدير الأول الوحيد لهذه السندات هو بنك crédit agricole المغرب. ويسعى بنك المغرب للاستفادة من احتياطيات النقد الأجنبي التي ارتفعت لمستوى غير مسبوق خلال العشرة سنوات الأخيرة. وقالت أرونما أوته، نائب رئيس البنك الدولي وأمين الخزانة به، "هذا الاستثمار يبعث برسالة قوية للمستثمر العالمي ومجتمع سياسات المناخ بشأن التزام المغرب بتمويل الأنشطة المناخية. والمغرب هو أحد البلدان التي استفادت من برنامج البنك الدولي للسندات الخضراء لدعم تحوله إلى اقتصاد منخفض الكربون، والآن يستثمر في الانتقال بالأرض إلى كوكب أكثر مراعاة للبيئة. وتعرب وحدة خدمات الخزانة بالبنك الدولي عن امتنانها للشراكة مع بنك المغرب من أجل إبرام هذه الصفقة في توقيت انعقاد المؤتمر الثاني والعشرين للمناخ في مراكش". ويخطط المغرب أيضا لتطبيق نظام سعر صرف مرن وبدء تحديد معدل مستهدف للتضخم في 2017. وحتى نهاية شتنبر 2016 وصل صافي الاحتياط الأجنبي إلى 251.68 مليار درهم "25.79 مليار دولار" بزيادة 17.7% عن العام السابق. ومنذ إصداره لأول سند أخضر عام 2008، أصدر البنك الدولي 128 سندا أخضر بثمانية عشر عملة يصل إجماليها ما يعادل 9.7 مليار دولار. وتوفر سندات البنك الدولي الخضراء للمستثمرين الفرصة لدعم الحلول البيئية من خلال سند يستفيد من التصنيف الائتماني الممتاز (AAA) للبنك الدولي. وتساند سندات البنك الدولي الخضراء تمويل المشاريع في البلدان الأعضاء التي تفي بمعايير محددة للنمو منخفض الكربون والقادر على الصمود أمام التغيرات المناخية، سعيا إلى تخفيف الآثار المترتبة على تغير المناخ أو لمساعدة المتضررين به على التكيف معه. وتشمل المشاريع المؤهلة منشآت الطاقة المتجددة، ومشاريع رفع كفاءة استخدام الطاقة، والتقنيات الجديدة في مجال إدارة النفايات والزراعة التي تخفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، والمساعدة على تمويل عمليات الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون. كما تشمل تمويلا لإدارة الغابات ومستجمعات المياه والبنية التحتية الرامية إلى الوقاية من الخسائر الناجمة عن الفيضانات، فضلا عن بناء القدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية.