رغم أن المشروع تم الإعلان عنه منذ سنة 1987 من طرف المجموعة الحضرية لفاس الكبرى سابقا، لكن الحديقة النباتية لمدينة فاس لم ترى النور إلى اليوم بسبب مجموعة من العراقيل والإكراهات الإدارية والإجرائية. وحسب المشرفين على تنفيذ هذا المشروع فإن الحديقة النباتية، التي سيتم إنجازها على مساحة تقدر ب 20 هكتارا بمنطقة واد فاس ستكون لها تأثيرات متعددة ومتنوعة على الجهة ككل، كما ستشكل قيمة علمية مضافة للمرصد الجهوي للنباتات بجهة فاسمكناس، إلى جانب كونها ستصبح موسوعة حية لمختلف أنواع الأشجار المعروفة بالمغرب وبالتالي مركزا وفضاء تربويا بامتياز في المجال البيئي. وقال محمد الحارتي، المسؤول عن المساحات الخضراء بمدينة فاس، إن الجماعة الحضرية قامت، موازاة مع تنظيم المغرب لمؤتمر المناخ (كوب 22) الذي ستحتضنه مراكش من 7 إلى 18 نونبر الجاري، وكذا من أجل تفعيل آليات إنجاز هذا المشروع بضخ مساهمتها المالية المقدرة بخمسة ملايين درهم من أجل الشروع في تنفيذ هذا المشروع غير المسبوق وتوفير كافة شروط نجاحه. وأضاف الحارتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشروع الحديقة النباتية سيرى النور في القريب العاجل، وسيشكل متحفا حيا من شأنه أن يساهم بشكل كبير في النهوض بالمجال البيئي والإيكولوجي لمدينة فاس والنواحي، إلى جانب دعمه لقطاعات السياحة والتربية والتكوين بالجهة، مشيرا إلى أن باقي المدن المشكلة للجهة مدعوة إلى الاقتداء بهذا المشروع وتنفيذ تصورات وأفكار مماثلة من أجل تعزيز وتطوير المجال البيئي بالجهة ككل. وأوضح أن هذا المشروع، الذي سيتم إنجازه بمنطقة معروفة بتوفرها على مياه جوفية بكميات وافرة وعلى آبار وعيون، سيكون عبارة عن تشكيلات متنوعة من النباتات والأشجار البرية المعروفة بتواجدها ونموها بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى تشكيلات أخرى من النباتات الطبية والعطرية ذات الاستعمالات المتعددة وكذا النباتات والأغراس الغذائية والصناعية وغيرها.