جدد فريق العدالة والتنمية الأربعاء الماضي في الجلسة العامة الخاصة بالأسئلة الشفوية تنديده ورفضه القاطع لكل مبادرات التطبيع، التي تقدم عليها الحكومة مع الكيان الصهيوني، والتي شكل استضافة الوفد البرلماني الصهيوني آخر فصولها، ووجه الفريق بالمناسبة سؤالا للوزير الأول حول سماح السلطات المغربية لرياضي إسرائيلي بالمشاركة في الدوري الدولي للتنس المستقبل الذي نظم بمدينة الخميسات أواخر شهر يونيو الماضي، وهو السؤال الذي كان الفريق قد وجهه يومها آنيا، لكن الحكومة لم ترغب في الإجابة عليه، تهربا منها من مواجهة الأمر الواقع على حد تعبير سليمان العمراني عضو الفريق. محمد الكحص كاتب الدولة المكلف بقطاع الشباب أكد في جوابه بأن الأمر لا يستحق كل هذا قائلا : ما كنت أعتقد أن دوري لكرة المضرب بمدينة الخميسات يستحق شرف طرح سؤال حوله، مبررا حضور اللاعب الإسرائيلي في الدوري المذكور بالقول: تواجد بلادنا في محافل دولية رياضية أو غير رياضية، يجبرها أن تلتزم بعدد من القواعد والضوابط، ومنها الالتزام باستقبال التظاهرات الدولية على أرضها، وإلا فقد تتعرض لعقوبات قد تؤدي لإقصاء بلادنا وعزلتها، وأضاف نحن نختلف في كثير من الأشياء، إلا في الوطنية ومقدساتنا ومصالح بلادنا، ومن ذلك القضية الفلسطينية، موضحا أن: أكبر ربح للصهيونية هو أن تخلق الفتنة والشقاق بيننا في بلدنا حول قضايا يجب أن يكون لدينا من الذكاء والواقعية من أجل خدمة القضية الفلسطينية ومصلحة بلدنا. ومضى الكحص في جوابه التبريري للحضور المذكور بالالتزام بالقوانين والأعراف الدولية، نافيا أية علاقة تطبيعية مع الكيان الصهيوني بالقول فلا لاعب تنس ولا ضارب طبل يمكنه أن يؤثر على التزام الشعب المغربي بالقضية الفلسطينية. سليمان العمراني عضو فريق العدالة والتنمية في تعقيبه على جواب كاتب الدولة المكلف بقطاع الشباب جدد التأكيد على أن الحكومة لم تكن لديها الشجاعة والإرادة لتجيب على سؤال الفريق في حينه وقال: إذا كانت الحكومة المغربية مضطرة لاستضافة الصهاينة خوفا من العقوبات كما قال الوزير فأنا أتساءل عن جدوى الإجماع الوطني الحاصل والرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وذلك بانخراط تام لكل هيئاته السياسية والنقابية والجمعوية وكافة أطيافه، إذا كانت الحكومة تغرد خارج السرب وتسعى معزولة لتعزيز هذا الاتجاه التطبيعي؟، موضحا بأنه لا يمكنن نفي الطابع التطبيعي مع العدو الصهيوني عن هذه التظاهرات واللقاءات التي يستضيفها المغرب. وشدد العمراني على رفض كل التبريرات بالقول لا يمكننا قبول مثل تلك التبريرات التي تقدم لنا من قبل الحكومة، وذلك ضدا على سيادة بلادنا وقدرتها على الرفض واتخاذ قراراتها بما يتوافق ومصالحها العليا، لا كما تمليه عليها المنظمات والهيئات الدولية تحت ضغط التهديد بالعقوبات، مسجلا في الوقت نفسه أن الحكومة باتخاذها لمثل هذه المواقف معزولة ووحيدة وخارج الإجماع الوطني، وأنها تسير في اتجاه معاكس لما تقتضيه رئاسة بلدنا للجنة القدس. وتوجه عضو فريق العدالة والتنمية في ختام تعقيبه لكاتب الدولة المكلف بالشباب قائلا: إذا كنتم عاجزين عن أن تقول حكومتنا لا دائما باستمرار، فلا أقل من أن تقول أحيانا لا، مراعاة لهذا الإجماع الوطني الرافض للتطبيع، واحتراما لمشاعر المغاربة.