ورد في الجزيرة نت حسب عرض الجزيرة القناة التلفزية نقلا عن مواقع أو موقع للعدل والإحسان يبشر فيه بقيام الخلافة الإسلامية سنة 2006 ويقولون بأن هنالك رؤى عن النبي صلى الله عليه وسلم تضافرت.. فرآها الشيخ ورآها أعضاء وقيادات للحزب في كل مكان، كلها تبشر بقيام الخلافة الإسلامية وأن الشيخ سيكون خليفة للمسلمين. على كل حال نحن نؤمن بأن الرؤى لا تنبني عليها أحكام.. بحيث القاضي لا يؤسس حكمه على رؤيا يقول أنا رأيت بأن فلانا ظالم وفلانا مظلوم، الأحكام تتأسس على البينات.. البينة على من ادعى واليمين على من أنكر..بحيث الرؤى ليس لها دخل في تقويمنا للأشياء.. عندما نريد أن نزرع أو نحصد أو أن نقوم بعملية سياسية أو أن نصدر حكما من الأحكام ..فشواهد التجربة والبينات وأدلة العقل هي الموجه ثم ما ورد في الشرع من أحكام .. بحيث إن الرؤى لا تنبني عليها أحكام.. الذي يقود الجيش لا ينبغي أن يرسم خطته يهجم أو لا يهجم على أساس رؤيا رآها في المنام.. وإنما يؤسس خطته هذه على ضوء ما يرد اليه من توجيهات من قيادته في ظل معطيات المعركة. والرؤى لا تتدخّل في هذا المجال. والرؤى لا تنبني عليها تصرفات و إنما هي لتطمين القلوب وهي خاصة بالإنسان فالذي يقود جماعة لا ينبغي أن يقودها بالرؤى.. والذي يقود جيشا لا يقوده بالرؤى والذي يقود دولة و الذي يقود أسرة أو يزرع و أو يحصد أو يصنع كل ذلك لا ينبني فيه شيء على الرؤى.. الرؤى لتطمين القلب.. النبي صلى الله عليه وسلم يقول فعلا من رآني فقد رآني حقا.. ولكنه لم يقل فليؤسس أحكامه إذا كان حاكما أو يؤسس زراعته أو يؤسس قيادته للجيش على أساس هذه الرؤى.. لا .. وإنما هي لتطمين القلوب.. هي مبشرات تطمئن القلب ولكن لا تنبني عليها أحكام ولذلك الأصل أن الإنسان لا يجعل هذه الرؤى موضوعا للدعوة .. على كل حال نتمنّى أن لا تتأسس اعتقالات بناء على هذه الرؤيا باعتبارها تبشير بانقلاب على نظام الحكم . وأظن أن حكام المغرب أعقل بأن يبنوا حملة أمنية على أساس هذه الرؤى.. أذكر في بداية التسعينات أثناء الإعتقلات التي حصلت في تونس ذكروا بأنه خلال التحقيق (والتحقيق خلال السلخ والجلد في وزارة الداخلية وفي مراكزها) تبين للمحققين بأن هذه المجموعة التي يحققون معها فيها صلابة غير عادية. بحثوا فتبينوا أن أحدهم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشره بالنصر وأشاع هذه الرؤيا فثبتت قلوب الناس.. عندئذ المحقق الأمني فتح بحثا من هو الذي رأى؟ وكل واحد يقول لم أر ويظل يجلد حتى يقر بمن أخبره بهذه الرؤيا إلى أن وصلوا إلى الدكتور شورو فرج الله كربه.. وعندما وصلوا إليه لم يكفوا التعذيب حتى قال لهم أنا لم أر شيئا وإنما هي دعوة ادعيتها.. لم أر شيئا.. فأنا في حقيقة الأمر لم أطلع على نصوص من الإخوة في العدل والإحسان . فقط سمعت في الجزيرة هذا الأمر.. وهذا الموقف هو موقفي من موضوع الرؤى أنها لا تنبني عليها أحكام تتعلق بشؤون المسلمين.. شؤون المسلمين ينبغي أن تبنى على الوقائع والشواهد وأحكام الشرع، ولا تبنى على رؤى رآها فلان أو فلان مهما كان صالحا.. فهذه الرؤى خاصة به، تبشره، تطمئن قلبه، ولكن لا يؤسس عليها حكم، ولا تؤسس عليها خطة، ولا يدعو الناس للاندراج في خطة على أساس رؤيا رآها، إذا أراد الإنسان أن يدعو الناس إلى خطة فليبيّن لهم بأدلة العقل والتجربة والشريعة أن هذه الخطة عندها مقومات النجاح ولا يدخل بهم (في وهم) ليضربوا رؤوسهم على الجدار بحكم أنه رأى رؤيا، فيقول لهم اضربوا رؤوسكم على الجدار سيفتح الجدار ستفتح الدنيا.. لا. إخواننا في العدل والإحسان: أعني الشيخ ياسين رجل عالم محترم وله بلاء عظيم في خدمة الإسلام واستفدنا من فكره.. وإذا صدرت عنه هذه الرؤى أو الدعوة إلى هذه الرؤى أو حتى رأى رؤى هو وأصحابه وأسسوا عليها خطة ودعوا إليها الناس. نحن نقول هذا توجه غير صحيح، هذا توجه خاطئ ، وكل إنسان يؤخذ منه ويترك إلا صاحب القبر أي إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما اخبر الإمام مالك رضوان الله عنه .